معركة الأجهزة اللوحية: مايكروسوفت تتحدى آبل بجهاز Surface Pro الجديد
في ظل المنافسة المتواصلة بين عمالقة التكنولوجيا، عادت شركتا مايكروسوفت وآبل إلى الواجهة بموجة جديدة من الابتكارات الموجهة للمبدعين والمحترفين، أحدث هذه الابتكارات كان من نصيب مايكروسوفت التي كشفت عن جهاز Surface Pro الجديد، وهو جهاز هجين يجمع بين خصائص الحاسوب المحمول والجهاز اللوحي في تصميم أنيق ومضغوط، وجاء هذا الإعلان في توقيت قريب من إطلاق آبل لجهاز iPad Pro M4، ما دفع الأنظار فورًا إلى مقارنة الجهازيْن من حيث الأداء والتصميم والتقنيات، خاصة أنهما يستهدفان فئة المستخدمين ذاتها.
جهاز Surface Pro الجديد يأتي بشاشة قياس 12 بوصة ويُروّج له باعتباره أداة إبداعية شاملة تتيح الكتابة والرسم والتصميم بسلاسة، مع إمكانية استخدامه كجهاز لوحي مستقل أو تحويله إلى حاسوب محمول عبر لوحة مفاتيح قابلة للإضافة، هذه المرونة في الاستخدام تجعل منه خيارًا مثاليًا لفئات متعددة من المستخدمين، بدءًا من المصممين ووصولًا إلى الطلاب ورجال الأعمال الذين يبحثون عن جهاز عملي ومتنقل.
إقرأ ايضاً:فرصة أخيرة لتصحيح المخالفات دون عقوبات مالية... والمهلة تنتهي في أغسطسالجيش السوداني يسيطر على عطرون ويكبّد الدعم السريع خسائر فادحة
في المقابل، لا يختلف iPad Pro M4 كثيرًا من حيث الفئة المستهدفة، لكنه يقدم فلسفة تصميم مختلفة تعتمد على الأداء العالي وشاشة فائقة الجودة، آبل زودت جهازها بأحدث شاشات OLED التي وصفتها بأنها الأفضل في فئتها، ما يمنح الجهاز تفوقًا بصريًا ملحوظًا خاصة في عرض الألوان والتباين، ورغم أن Surface Pro يمكن ترقيته إلى إصدار بشاشة OLED بقياس 13 بوصة، فإن النسخة الأساسية ما زالت تعتمد على شاشة LCD، ما يضعها في موقع متأخر قليلًا أمام شاشة iPad Pro.
من حيث التصميم، يتمتع Surface Pro بميزة عملية جدًا تتمثل في الحامل المدمج القابل للتعديل، والذي يسمح بإمالة الجهاز حتى زاوية 165 درجة، ما يوفر مرونة كبيرة في الاستخدام سواء أثناء الرسم أو تدوين الملاحظات أو مشاهدة المحتوى، أما iPad Pro، فليس مزودًا بحامل مدمج، بل يعتمد على غطاء يتم شراؤه بشكل منفصل، وهو ما قد يُعد نقطة سلبية للبعض، خاصة من يفضلون الحلول المتكاملة الجاهزة.
أما من ناحية قدرات التصوير، فإن كِلا الجهازين يقدّمان مزايا متقاربة لكن بلمسات مختلفة، Surface Pro يضم كاميرا أمامية تدعم التصوير بدقة 4K مع خاصية التتبع التلقائي، بالإضافة إلى كاميرا خلفية بدقة 10 ميجابكسل، بينما يتميز iPad Pro بكاميرا أمامية وخلفية بدقة 12 ميجابكسل، تدعم مزايا مثل Center Stage لتتبع المستخدم خلال المكالمات، بالإضافة إلى إمكانية التكبير الرقمي حتى 5 مرات، وهذا يجعله أكثر ملاءمة لاجتماعات الفيديو عالية الجودة والتقاط الصور الاحترافية.
ومع أن الكاميرا ليست العامل الحاسم في الأجهزة اللوحية عادة، فإنها تحظى بأهمية متزايدة في عصر العمل الهجين والتعلم عن بُعد، ما يجعل تفوق iPad Pro في هذا الجانب ميزة معتبرة خاصة لمحترفي المحتوى والمؤثرين الرقميين.
الجدير بالذكر أن كلا الجهازين يدعمان أقلامًا ذكية لتعزيز تجربة الإبداع، لكن آبل تواصل دفع حدود الأداء من خلال توافق iPad Pro مع الجيل الجديد من Apple Pencil الذي يأتي بدقة استشعار أعلى وقدرة محسنة على الاستجابة للحركة والضغط، من جهة أخرى، يقدم Surface Pro تجربة كتابة طبيعية عبر قلم Surface Pen الذي يتكامل بسلاسة مع تطبيقات مايكروسوفت مثل OneNote وSketchable، ما يجعله خيارًا مميزًا للمستخدمين المعتادين على بيئة ويندوز.
وفي المحصلة، يمكن القول إن الاختيار بين Surface Pro وiPad Pro M4 يعتمد بشكل كبير على تفضيلات المستخدم ونظام التشغيل المفضل لديه، فمحبو نظام ويندوز سيجدون في Surface Pro تكاملًا مثاليًا مع بيئة العمل المعتادة لديهم، بينما قد يفضل عشاق iOS تجربة iPad Pro الأكثر سلاسة والأغنى على مستوى الوسائط.