جامعة حائل تُكرم الطالب الراحل عبد اللطيف اللحيدان بمنحه البكالوريوس

جامعة حائل
كتب بواسطة: احمد باشا | نشر في  twitter

منحت جامعة حائل الطالب الراحل عبد اللطيف اللحيدان درجة البكالوريوس تقديرًا له على إتمامه متطلبات التخرج، وذلك في لفتة إنسانية مؤثرة تعكس اهتمام الجامعة بتكريم طلابها والاعتراف بمسيرتهم الأكاديمية، حتى بعد وفاتهم، وفاءً لما بذلوه من جهد والتزام في دراستهم.

ويأتي هذا القرار تكريمًا لروح الطالب الراحل، الذي واصل مسيرته الجامعية بإصرار وجدية حتى لحظاته الأخيرة، حيث أكمل جميع المتطلبات الدراسية اللازمة للحصول على الدرجة العلمية، ما جعل منحه الشهادة أمرًا مستحقًا، ليس فقط من الناحية الأكاديمية، بل أيضًا من الجانب الإنساني والأخلاقي.


إقرأ ايضاً:الأهلي يسعى لخطف نجم ليستر سيتي بعد إنجازه الآسيويصدمة كروية تُربك المشهد: سعود عبد الحميد يعود إلى الهلال قبل مونديال الأندية

وفي هذا السياق، عبّر شقيق الطالب المتوفى، موسى اللحيدان، عن مشاعره قائلاً: "يعجز لساني عن التعبير، كان أصغر أشقائي وأطيبهم، ودرس وقدم ما كان في استطاعته، وإن شاء الله يجد خيرًا في الآخرة، الحمد لله على ذكره الطيب"، وأشار إلى أن هذا التكريم من الجامعة يمثّل لفتة نبيلة ستبقى خالدة في ذاكرة العائلة، وتُعد بمثابة رسالة دعم ومواساة لكل من فقد عزيزًا كان يسعى لتحقيق أحلامه التعليمية.

ويعكس قرار الجامعة التزامها بالقيم الإنسانية والتربوية التي تحرص على ترسيخها، من خلال تقدير جهود الطلبة والوقوف إلى جانب أسرهم في المواقف المؤثرة، وتأكيد أن التعليم لا ينفصل عن المشاعر النبيلة والوفاء للطلبة الذين تركوا أثرًا طيبًا في بيئتهم الجامعية.

وتأتي هذه الخطوة لتسجل سابقة محمودة في سجل المؤسسات التعليمية التي تُعلي من شأن التكريم الرمزي، حيث لا تقتصر العملية التعليمية على التحصيل المعرفي فحسب، بل تشمل أيضًا بناء روابط إنسانية وعلاقات تمتد إلى ما بعد مقاعد الدراسة.

وكان الطالب عبد اللطيف اللحيدان، بحسب ما ذكره ذوو الفقيد، من الطلاب المجتهدين والخلوقين، وقد واصل مشواره الجامعي في ظل ظروفه الخاصة بكل ما أتيح له من طاقة وجهد، ويُعد منحه درجة البكالوريوس بمثابة تخليد لمسيرته وتكريم لقيم الاجتهاد والعطاء التي تحلى بها.

ويُشار إلى أن عدداً من الجامعات السعودية اعتمدت في السنوات الماضية مبدأ منح الشهادات الفخرية أو التكريمية في حالات وفاة الطلبة الذين أتموا نسبة كبيرة من متطلبات تخرجهم، وذلك بعد دراسة الحالة من قبل الجهات الأكاديمية المختصة، وبما يتوافق مع لوائح التعليم العالي، ويُعد ذلك دليلاً على تطور الفكر الإداري داخل المؤسسات الجامعية، الذي بات ينظر إلى التعليم كرسالة إنسانية شاملة.

وقد حظيت هذه اللفتة بتفاعل كبير في الأوساط الاجتماعية والإعلامية، حيث عبّر كثير من المواطنين والمقيمين عن تقديرهم لموقف الجامعة، مشيدين بالروح الإنسانية التي تجسدت في هذا القرار، ومؤكدين أن مثل هذه المبادرات تترك أثرًا بالغًا في نفوس ذوي الفقيد، وتُرسّخ قيم الوفاء والتكافل في المجتمع التعليمي والمجتمع السعودي بشكل عام.

من جانبها، أكدت جامعة حائل أن هذا التكريم يأتي في إطار سياستها تجاه طلابها، والتي تقوم على الدعم والرعاية وتقدير الجهود، سواء أثناء الدراسة أو بعدها، وبما يتماشى مع رسالتها المؤسسية الرامية إلى بناء بيئة تعليمية تحتضن الطالب وتسانده في كل المراحل.

ويُعد الطالب عبد اللطيف اللحيدان واحدًا من النماذج الشابة التي كانت تطمح إلى المساهمة في خدمة الوطن بعد التخرج، وقد ترك رحيله أثرًا حزينًا بين زملائه وأعضاء هيئة التدريس، الذين عبّروا بدورهم عن حزنهم العميق لفقدانه، مشيدين بأخلاقه وتعامله الراقي والتزامه الأكاديمي.

وفي ختام هذا الحدث المؤثر، تبرز أهمية تعزيز ثقافة التقدير الإنساني في المؤسسات التعليمية، والاعتراف بالجهود حتى وإن حال القدر دون إتمام المسيرة، لأن الوفاء لا يتوقف عند الإنجاز، بل يمتد ليشمل العطاء والنوايا الطيبة والعمل الدؤوب الذي يستحق التكريم.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook