صدمة كروية تُربك المشهد: سعود عبد الحميد يعود إلى الهلال قبل مونديال الأندية

في تصريح مفاجئ أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية السعودية، كشف الإعلامي البارز وليد الفراج عن احتمالية عودة الظهير الأيمن الدولي سعود عبد الحميد إلى صفوف نادي الهلال، وذلك قبل انطلاق بطولة كأس العالم للأندية المقررة في نهاية العام الجاري.
وأشار الفراج، الذي يُعد أحد أبرز الأسماء في الإعلام الرياضي السعودي، خلال حلقة برنامجه الشهير "أكشن مع وليد" على قناة "إم بي سي أكشن"، إلى أن نادي الهلال لا يمانع من استعادة خدمات اللاعب، الذي رحل عن الفريق في الصيف الماضي متوجهاً إلى نادي روما الإيطالي في صفقة قدرت بـ2.5 مليون يورو.
إقرأ ايضاً:عاجل: إسرائيل تشن غارات جوية على اليمن حرس حدود جازان يوقف مخالفين لأنظمة الصيد في المياه المحمية
وأكد الفراج أن إدارة نادي الهلال تتابع تطورات وضع اللاعب عن كثب، ولا تمانع من التفاوض بشأن إعادته إلى صفوف الفريق، خاصة مع احتدام المنافسة محليًا واقتراب مشاركة "الزعيم" في مونديال الأندية، ويأتي هذا التصريح في وقت حساس، حيث يسعى الهلال لتعزيز صفوفه بلاعبين جاهزين وقادرين على تقديم الإضافة، في ظل غيابات مؤثرة ضربت بعض المراكز الحيوية في الفريق.
ويُذكر أن سعود عبد الحميد، البالغ من العمر 24 عامًا، انضم إلى الهلال في ديسمبر 2021 قادمًا من نادي الاتحاد، ونجح خلال فترة قصيرة في إثبات نفسه كأحد أفضل الأظهرة في الدوري السعودي، مما لفت أنظار الأندية الأوروبية، وكان سببًا مباشرًا في انتقاله إلى الدوري الإيطالي.
وكانت إدارة الهلال قد سارعت إلى التعاقد مع الظهير الدولي البرتغالي جواو كانسيلو لتعويض رحيل سعود عبد الحميد، إلا أن اللاعب، الذي يمتلك تاريخًا حافلًا مع أندية كبرى مثل مانشستر سيتي وبرشلونة، عانى من إصابات متكررة منذ انضمامه، أبعدته عن عدد من المباريات المهمة محليًا وآسيويًا، مما ألقى بظلال من الشك حول جاهزيته الفنية والبدنية على المدى القريب.
وتسببت هذه الإصابات في إرباك خطط المدرب البرتغالي جورجي جيسوس، الذي اضطر إلى إجراء تغييرات متعددة في الخط الخلفي، وهو ما أثر على أداء الفريق في بعض المواجهات الحاسمة في دوري روشن ودوري أبطال آسيا، ورغم تصريح الفراج المتفائل بشأن احتمالية عودة عبد الحميد إلى الهلال، إلا أن واقع اللاعب في أوروبا قد يعقّد الأمور، فبحسب تقارير صحفية، يمتلك عبد الحميد أكثر من عرض أوروبي، أبرزها من نادي فالنسيا الإسباني، إلى جانب اهتمام فرنسي لم تُكشف تفاصيله بعد.
وهذه العروض تشير إلى أن اللاعب لا يزال مطلوبًا في السوق الأوروبية، الأمر الذي يعزز فرضية استمراره في القارة العجوز، على الأقل خلال الفترة المقبلة، ومن جانبه، كان أحمد المعلم، وكيل أعمال سعود عبد الحميد، قد أوضح في تصريحات سابقة أن موكله ليس لديه نية حالياً للعودة إلى دوري روشن السعودي، مؤكداً أن اللاعب يركز بشكل كامل على مشواره الاحترافي في أوروبا، ويسعى إلى تحقيق تجربة ناجحة تُضاف إلى رصيده الكروي.
وقال المعلم: "سعود ملتزم بعقده مع نادي روما، ويركز على تقديم أفضل ما لديه رغم الظروف الصعبة التي يواجهها الفريق في بعض الفترات، لا توجد نية حالية للعودة إلى السعودية، وكل ما يُقال مجرد تكهنات إعلامية"، وعلى الرغم من تصريحات المعلم، فإن المتابعين للمشهد الرياضي يرون أن عودة سعود عبد الحميد إلى الهلال قبل مونديال الأندية ليست مستبعدة بالكامل، خصوصًا إذا ما حدثت تغييرات داخل نادي روما في ما يتعلق بالجهاز الفني أو الاستراتيجية الفنية، وهو ما قد يفتح الباب أمام رحيله سواء على سبيل الإعارة أو البيع النهائي.
ويُعد اللاعب من الأسماء التي تحظى بثقة الجماهير الهلالية، لما قدمه من مستويات لافتة خلال فترته الأولى مع الفريق، وعودته قد تشكل دفعة قوية للهلال، الساعي للتتويج بلقب كأس العالم للأندية الذي سيجمع كبار أندية العالم في منافسة شرسة نهاية هذا العام.
وتجدر الإشارة إلى أن انتقال سعود عبد الحميد إلى روما كان خطوة تاريخية في مسيرته، باعتباره من اللاعبين القلائل في الكرة السعودية الذين نالوا فرصة اللعب في الدوريات الأوروبية الكبرى، وقد خاض اللاعب عددًا من المباريات مع روما في الدوري الإيطالي والكؤوس المحلية، لكنه لم ينجح بعد في تثبيت مكانه كلاعب أساسي، في ظل وجود منافسة شديدة داخل الفريق.
ومن جانب آخر، فإن نادي الهلال، الذي يعيش حالة من الاستقرار الإداري والمالي، يسعى إلى إتمام صفقات مؤثرة استعدادًا لخوض مونديال الأندية، خاصة أن البطولة تمثل واجهة عالمية للنادي وللدوري السعودي بشكل عام، في ظل المتابعة الدولية المتزايدة بعد الطفرة الأخيرة التي شهدها الدوري بفضل استقطاب النجوم العالميين.
وبين رغبة الهلال في تعزيز صفوفه، وتأكيدات وكيل اللاعب على تمسكه بالبقاء الأوروبي، يظل مصير سعود عبد الحميد معلقًا حتى إشعار آخر، لكن المؤكد أن الأيام المقبلة، خاصة مع اقتراب فترة الانتقالات الصيفية، ستحمل تطورات مهمة قد تعيد تشكيل خريطة اللاعبين السعوديين المحترفين في الخارج، وتعيد بعضهم إلى أنديتهم المحلية إذا ما دعت الحاجة.
فهل يفعلها الهلال مجددًا ويستعيد نجمه السابق؟ أم أن اللاعب سيواصل مشواره الأوروبي ويغلق الباب أمام العودة في الوقت الراهن؟ سؤال سيجيب عليه الزمن، والجمهور يترقب.