الأرصاد السعودية تحذر: رياح شديدة وتدني في الرؤية تجتاح هذه المناطق بالمملكة غدًا

حذّر المركز الوطني للأرصاد من موجة أتربة مثارة ورياح نشطة تشهدها عدة مناطق في المملكة العربية السعودية يوم غدٍ الخميس، وسط توقعات بتأثر عدد من المحافظات بتدني ملحوظ في مدى الرؤية الأفقية، ما قد يؤثر على الحياة اليومية وحركة السير في تلك المناطق.

وأوضح المركز، في بيان نشره على منصة التواصل الاجتماعي (إكس)، أن الأحوال الجوية غير المستقرة ستبدأ صباح الخميس وتستمر حتى الساعة السابعة مساءً، وتشمل مناطق واسعة في كل من حائل، والقصيم، والجوف، والحدود الشمالية، حيث من المتوقع أن تنشط الرياح السطحية المحملة بالأتربة والغبار، ما يؤدي إلى تدنٍ في مدى الرؤية الأفقية إلى مستويات قد تُعيق الحركة وتشكّل خطراً على السائقين والمارة.

وبحسب ما أفاد به المركز الوطني للأرصاد، فإن المحافظات المتأثرة من منطقة حائل تشمل: الشنان، بقعاء، وسميراء، حيث يُتوقع أن تنشط الرياح وتُثير الغبار على نحوٍ يحدّ من الرؤية الأفقية، لاسيما في الطرق المفتوحة والمناطق الصحراوية، أما في منطقة القصيم، فقد شملت التحذيرات عدة محافظات هي: الخبراء، الرس، الفوارة، النبهانية، رياض الخبراء، ضرية، وعقلة الصقور.

وتُعد القصيم من المناطق التي تتأثر غالباً بالتقلبات الجوية الموسمية، وتشهد في بعض فصول السنة موجات من الغبار تؤثر على الصحة العامة والنقل البري، وفي منطقة الجوف، شملت التنبيهات دومة الجندل وسكاكا، وهما من المناطق المفتوحة ذات الطابع الجغرافي الصحراوي، ما يجعلها أكثر عرضة لموجات الرياح المثيرة للأتربة والغبار.

كما لم تسلم منطقة الحدود الشمالية من هذه الأجواء، حيث جاء التحذير شاملاً لمحافظة طريف، وهي من المدن التي تتأثر بشكل مباشر بالتقلبات الجوية القادمة من الشمال، خاصة في مواسم الانتقال بين الفصول.

وأوضح خبراء الأرصاد أن الرياح النشطة المصاحبة لهذه الحالة الجوية قد تصل سرعتها إلى مستويات عالية تؤثر على سلامة التنقل، سواء على الطرق السريعة أو داخل المدن، مشيرين إلى أن مدى الرؤية الأفقية قد ينخفض إلى أقل من كيلومتر واحد في بعض الفترات، ما يشكّل خطراً على السائقين ويتطلب أخذ الحيطة والحذر.

وفي هذا السياق، دعا المركز إلى الابتعاد عن الأماكن المكشوفة والطرق السريعة أثناء فترات الذروة المتوقعة للعواصف الترابية، كما نصح السائقين بتقليل السرعة، وتشغيل أضواء المركبات، واتباع تعليمات المرور، كما طالب المصابين بأمراض الجهاز التنفسي وكبار السن بعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، وارتداء الكمامات الطبية في حال التعرّض المباشر للهواء الملوث بالغبار، لما لذلك من آثار صحية محتملة، لا سيما في ظل التقلبات الحادة التي قد تطرأ على درجات الحرارة أيضاً.

وتُعد موجات الأتربة المثارة والغبار من الظواهر الجوية الشائعة في المملكة، خصوصاً خلال فصلي الربيع والصيف، إذ تنشط الرياح الشمالية والشمالية الغربية الجافة التي تتسبب في إثارة الغبار ونقله لمسافات طويلة، وتؤثر هذه الظواهر عادة على مناطق الشمال والوسط بسبب طبيعتها الجغرافية المفتوحة ومناخها الصحراوي.

ويؤكد مختصون في شؤون الطقس أن هذه الظواهر ترتبط في كثير من الأحيان بتقلبات الضغط الجوي وتغيرات الرياح، وقد تزداد حدّتها بفعل الأنشطة البشرية مثل تجريف الأراضي والأنشطة الزراعية الجافة، مما يجعل منسوب الغبار أكثر ارتفاعاً في الهواء.

وحرصاً على السلامة العامة، دعا المركز الوطني للأرصاد إلى متابعة النشرات الجوية أولاً بأول، وعدم التهاون بالتحذيرات الصادرة، مع التأكيد على أهمية التنسيق بين الجهات المعنية مثل إدارة المرور، والدفاع المدني، وهيئة الهلال الأحمر، تحسباً لأي طارئ قد ينجم عن هذه الظروف الجوية، وفي حين لم تُصدر أي جهة تعليمية أو إدارية حتى الآن قرارات تتعلق بتعليق الدراسة أو العمل، تبقى الجهات المعنية على أهبة الاستعداد لاتخاذ ما يلزم بناءً على تطورات الحالة الجوية خلال الساعات المقبلة.

كما تنصح الجهات الصحية المواطنين باستخدام مرطبات الأنف والعين والابتعاد قدر الإمكان عن الأماكن المفتوحة وقت الذروة، خاصة لمن يعانون من الربو والحساسية، إذ من المتوقع أن تكون كثافة الغبار عالية خلال فترة النهار.

وفي ضوء هذه التطورات، يُهيب المركز الوطني للأرصاد بالجميع أن يكونوا على وعي تام بطبيعة الحالة الجوية يوم الخميس، وأن يتخذوا جميع التدابير الاحترازية لتفادي أي مخاطر ناتجة عن الرياح النشطة والأتربة المثارة التي ستجتاح عدة مناطق من المملكة، ومع استمرار التقلبات الجوية خلال هذا الوقت من العام، يبقى الوعي المجتمعي والتفاعل الإيجابي مع التحذيرات الرسمية هو السبيل الأنجع لتفادي المخاطر وضمان السلامة للجميع.

• حرس الحدود يحبط محاولة تهريب 60 كيلوجرامًا من القات في جازان
• البيوت المحمية: ثورة تكنولوجية تحمي الإنتاج الزراعي وتعزز الأمن الغذائي