خطة إخلاء فرضية في مدارس الطائف: تدريب واقعي لتعزيز ثقافة السلامة المدرسية

الإدارة العامة للتعليم بمحافظة الطائف.
كتب بواسطة: مروى علوي | نشر في  twitter

نفّذت الإدارة العامة للتعليم بمحافظة الطائف خطة إخلاء فرضية شاملة في مدارس التعليم العام والتعليم الأهلي، للبنين والبنات، وفي مختلف المراحل الدراسية، من الطفولة المبكرة إلى المرحلة الثانوية، ضمن جهودها المتواصلة لتعزيز ثقافة السلامة المدرسية، ورفع مستوى الجاهزية للتعامل مع حالات الطوارئ المحتملة.

ويأتي تنفيذ هذه الخطة، التي تمت بالتنسيق مع عدد من الجهات الحكومية ذات العلاقة، كجزء من استراتيجية تعليم الطائف التي تمتد طيلة العام الدراسي، بهدف رفع الوعي بأهمية الإخلاء، وتدريب منسوبي المدارس والطلاب على الإجراءات الصحيحة الواجب اتباعها في حالات الطوارئ، وصولًا إلى تنفيذ الإخلاء في وقت قياسي يضمن الحفاظ على الأرواح وتقليل الخسائر.


إقرأ ايضاً:حرس الحدود يحبط محاولة تهريب 60 كيلوجرامًا من القات في جازانالبيوت المحمية: ثورة تكنولوجية تحمي الإنتاج الزراعي وتعزز الأمن الغذائي

وفي تصريح صحفي، أكد المدير العام للتعليم بمحافظة الطائف، الدكتور سعيد بن عبدالله الغامدي، أن تنفيذ خطط الإخلاء الفرضية يأتي انطلاقًا من منهجية السلامة المعتمدة في وزارة التعليم، تحت شعار "السلامة أولاً"، مشيرًا إلى أن هذه الخطة لا تُعد نشاطًا عابرًا، بل جزءًا أصيلًا من برامج الأمن والسلامة المدرسية.

وأوضح الغامدي أن الخطة يتم تنفيذها من خلال إدارات المدارس، وبإشراف مباشر من قسم الأمن والسلامة والمرافق، وبتعاون وثيق مع عدد من الجهات الحكومية ذات العلاقة، مشيدًا بالاستجابة السريعة التي أظهرها منسوبو المدارس من كوادر تعليمية وإدارية وطلابية، في تنفيذ السيناريوهات التي أعدت بعناية لمحاكاة حالات طارئة محتملة.

وأضاف: "إن تعويد الطلاب والمعلمين على عمليات الإخلاء المنتظمة يسهم في ترسيخ مفهوم السلامة كممارسة يومية، وليس فقط كاستجابة للحوادث، كما يعزز الثقة والقدرة على التصرف السليم في أوقات الأزمات، بما يقلل من احتمالية وقوع إصابات أو ارتباك عند حدوث أي طارئ".

وقد تميز تنفيذ الخطة الفرضية هذا العام بتكامل الجهود بين تعليم الطائف والجهات ذات العلاقة مثل إدارة الدفاع المدني، والهلال الأحمر، والشرطة، حيث وفّرت هذه الجهات الدعم الفني والإرشادي، وشاركت في التقييم الميداني لمدى الالتزام بالمعايير والإجراءات خلال عمليات الإخلاء.

كما تم إشراك فرق الأمن المدرسي، وقادة المدارس، والمشرفين التربويين، والمرشدين الطلابيين، في التخطيط والتنفيذ، لضمان تناغم الأدوار، وتوزيع المهام بوضوح، وتحديد مسارات الإخلاء الآمنة لكل منشأة تعليمية بحسب تصميمها المعماري.

وفي هذا السياق، أشار مسؤولون في قسم الأمن والسلامة بتعليم الطائف إلى أن كل خطة إخلاء يتم توثيقها ومراجعة نتائجها ميدانيًا، لرصد نقاط القوة، ومعالجة الملاحظات، وتطوير الإجراءات بما يتناسب مع طبيعة كل مدرسة وموقعها.

ولم تقتصر جهود الإدارة التعليمية على الجانب التطبيقي فقط، بل شملت أيضًا الجانب التوعوي، حيث تم تنظيم ورش عمل ومحاضرات توعوية داخل المدارس لتعريف الطلاب والطالبات بمفاهيم السلامة والإخلاء، وشرح خطوات التصرف السليم عند نشوب حريق أو حدوث هزة أرضية أو أي حالة طارئة.

كما تم توجيه الإدارات المدرسية إلى تنفيذ برامج تفاعلية تتضمن تمارين تحاكي سيناريوهات مختلفة، ودمج هذه التدريبات في الأنشطة المدرسية، بما يعزز من فاعلية التدريب، ويزيد من تجاوب الطلاب والمعلمين على حد سواء.

ولقيت هذه المبادرات تفاعلًا كبيرًا من المجتمع التعليمي، حيث عبّر العديد من أولياء الأمور عن ارتياحهم لمستوى الجدية والاهتمام الذي تبديه الإدارة التعليمية في تأمين بيئة مدرسية آمنة لأبنائهم، مثمنين تلك الجهود التي تسهم في حماية أرواح الطلاب، ورفع مستوى الوعي المجتمعي بقضايا السلامة.

ويؤكد خبراء السلامة أن التدريب المنتظم على عمليات الإخلاء يمثل أحد أهم مقومات الجاهزية في المؤسسات التعليمية، لاسيما في ظل التحديات والمخاطر المتزايدة مثل الحرائق أو الكوارث الطبيعية أو حتى الأعطال التقنية التي قد تتسبب في تهديد سلامة الطلاب.

ويضيف هؤلاء أن التدريب العملي يساعد على تقليص زمن الاستجابة، ويُكسب الأفراد القدرة على اتخاذ القرار المناسب في وقت قصير، كما أنه يمنع الهلع والارتباك، ويضمن انسيابية الحركة نحو نقاط التجمع الآمنة، وهو ما تسعى إليه خطة تعليم الطائف من خلال تطبيقها بشكل منظم ومنهجي.

ومن جهته، أكد قسم الأمن والسلامة المدرسية أن خطط الإخلاء ستستمر على مدار العام الدراسي الحالي، ضمن جدول زمني يشمل جميع المدارس، على أن يتم رفع تقارير دورية تُعرض على لجنة مختصة لمتابعة التنفيذ وتقييم الأداء، وأشار إلى أن هناك خططًا مستقبلية لتطوير آليات الإخلاء باستخدام تقنيات حديثة مثل المحاكاة الإلكترونية وتطبيقات الهاتف الذكية، التي تساعد في تدريب الكوادر التعليمية والطلاب على التعامل مع الطوارئ بطرق مبتكرة.

وبهذه الجهود المتواصلة، ترسّخ الإدارة العامة للتعليم في الطائف نموذجًا متقدمًا في إدارة السلامة المدرسية، وتؤكد أن حماية الأرواح وبناء الوعي لدى الطلاب ليست مسؤولية آنية، بل مهمة مستمرة تُدار بخطط مدروسة وشراكات فاعلة، في سبيل ضمان بيئة تعليمية آمنة ومطمئنة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook