ليس مجرد مشروب بدوي".. سِرّ حليب الإبل الذي حيّر العلماء ولفت أنظار مرضى السكري!

أثار حليب الإبل اهتمام الأوساط العلمية والطبية، بعدما كشفت دراسات حديثة عن قدرته الفائقة على تعزيز الصحة العامة ودعم المناعة، إلى جانب دوره المؤثر في تنظيم مستويات السكر في الدم، ما يجعله غذاءً وظيفيًا متكاملًا، تتجه إليه الأنظار عالميًا، لا سيما من قِبل مرضى السكري.
ويذكر أن الدكتور سلطان العتيبي، استشاري السكري، أوضح أن حليب الإبل ليس مجرد موروث تقليدي في الثقافة الصحراوية، بل هو كنز غذائي غني بالمركبات الحيوية الفعالة، ويُعَد محل دراسة وبحث من العلماء حول العالم، نظرًا لتكوينه المميز وقدرته على دعم وظائف الجسم الحيوية ومكافحة الأمراض المزمنة والمعقدة.
إقرأ ايضاً:الأرصاد تُحذر من طقس الجمعة .. سحب رعدية ورياح نشطة تضرب عدد من مناطق المملكةكارثة محتملة تهدد أحلام الهلال في مونديال الأندية.. 6 نجوم في مهب الإيقاف!
وبيّن العتيبي أن تركيبة الحليب تختلف تبعًا لعوامل متعددة تشمل نوع الإبل، والتغذية، والعمر، والموسم الجغرافي، إلا أن ما يميزه على الدوام هو احتواؤه على نسب مرتفعة من البروتينات الحيوية، مثل الكازين وبروتين مصل اللبن، وهي عناصر ضرورية لبناء الأنسجة وتقوية الجهاز المناعي. كما يزخر الحليب بأحماض دهنية غير مشبعة، أبرزها حمض اللينوليك المفيد لصحة القلب وتقليل الالتهاب.
ولعل أبرز عناصر التميز في حليب الإبل، وفقًا للعتيبي، هو احتواؤه على "اللاكتوفيرين"، أحد أهم مضادات الأكسدة الطبيعية، الذي يسهم في مقاومة العدوى وتقليل الإجهاد التأكسدي. كما يخلو من "بيتا لاكتوجلوبولين" الموجود في حليب الأبقار، والذي يُعد سببًا شائعًا للحساسية، ما يجعله خيارًا مثاليًا للأشخاص ذوي الحساسية الغذائية.
وتتجلى أهمية هذا الحليب بشكل خاص لمرضى السكري، إذ أظهرت الأبحاث احتواءه على بروتين شبيه بالأنسولين يُحسّن استجابة الجسم للأنسولين الطبيعي، ويساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم، سواء لمرضى النوع الأول أو الثاني. كما كشفت دراسة منشورة في Journal of Dairy Science أن تناول نصف لتر يوميًا منه قد يساهم بوضوح في خفض مستويات السكر الصائم والتراكمي، خاصة عند دمجه مع نظام علاجي متوازن.
أما على صعيد الفيتامينات والمعادن، فالحليب يتفوق على نظيره البقري، إذ يحتوي على فيتامين C بنسب أعلى من 3 إلى 5 أضعاف، كما يحتوي على تركيز مرتفع من الحديد والزنك، إضافة إلى فيتامينات B1 وB2 وB12، مما يجعله داعمًا قويًا للمناعة ومحاربًا لفقر الدم وسوء التغذية.
وأشار العتيبي إلى أن بعض الدراسات الحديثة بدأت تربط بين مكونات حليب الإبل وتقليل نمو الخلايا السرطانية، بفضل عناصر مثل اللاكتوفيرين والببتيدات النشطة بيولوجيًا، ما يُعزز دوره كمكمل غذائي داعم وليس بديلًا للعلاج الطبي.
وفي الختام، شدد الدكتور العتيبي على أن حليب الإبل أصبح يُنظر إليه اليوم بوصفه غذاءً وظيفيًا متكاملًا، يمكن أن يُشكّل جزءًا من نمط الحياة الصحي، بشرط أن يتم تناوله ضمن نظام غذائي متوازن وتحت إشراف طبي، خصوصًا لمرضى السكري والمصابين بأمراض مزمنة.