الأرصاد تُحذر من طقس الجمعة .. سحب رعدية ورياح نشطة تضرب عدد من مناطق المملكة
أصدر المركز الوطني للأرصاد في المملكة العربية السعودية تقريرًا حديثًا عن حالة الطقس ليوم الجمعة، مشيرًا إلى استمرار فرص تكوّن السحب الرعدية الممطرة على عدة مناطق، بالتزامن مع نشاط واضح في حركة الرياح السطحية المثيرة للأتربة والغبار، مما يؤثر بشكل مباشر على مدى الرؤية الأفقية في بعض المواقع، ويزيد من صعوبة القيادة في الطرق المكشوفة.
وبحسب التقرير الصادر عن المركز، فإن المرتفعات الجنوبية الغربية للمملكة ستكون على موعد مع أجواء ممطرة نتيجة استمرار تدفق التيارات الهوائية الرطبة، حيث يُتوقع أن تتشكّل السحب الركامية الرعدية على مناطق جازان وعسير والباحة، وصولًا إلى مرتفعات مكة المكرمة، مما يؤدي إلى تساقط أمطار متفاوتة الشدة، وقد تصحبها زخات من البرد ونشاط في سرعة الرياح.
إقرأ ايضاً:رسميًا .... تجديد عقد مايسترو الاتفاق لمدة عامين ومواصلة مسيرته في الدوري السعودي!في خطوة مفاجئة.. أرامكو تخطط لبيع 5 محطات كهرباء في صفقة بـ4 مليارات دولار
ولا تقتصر التقلبات الجوية على المناطق الجنوبية، بل يمتد تأثير الرياح النشطة إلى مناطق أخرى في المملكة، أبرزها الشرقية والرياض ونجران، حيث تنشط الرياح المثيرة للغبار والأتربة بشكل ملحوظ، وقد تصل شدتها إلى حد شبه انعدام في مدى الرؤية الأفقية، خصوصًا على الطرق الصحراوية المكشوفة التي تربط بين المدن الرئيسية.
وأشار التقرير إلى أن الطريق الساحلي الممتد من مكة المكرمة حتى جازان قد يشهد تدنٍ كبير في الرؤية الأفقية بسبب العوالق الترابية المتصاعدة من الرياح القوية، مما يستدعي من السائقين والمسافرين أخذ الحيطة والحذر، خصوصًا خلال ساعات النهار التي تشهد أعلى معدلات النشاط الهوائي.
وفيما يتعلق بالأحوال البحرية، كشف المركز أن حركة الرياح السطحية على البحر الأحمر ستكون غربية إلى شمالية غربية، بسرعة تتراوح بين 15 إلى 30 كم/ساعة على الجزءين الشمالي والأوسط، فيما تصل السرعة إلى 42 كم/ساعة على الجزء الجنوبي، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع الموج من نصف متر إلى متر ونصف شمالًا ووسطًا، ومن متر إلى مترين جنوبًا.
وتبقى حالة البحر خفيفة إلى متوسطة الموج في جميع الأجزاء، إلا أن الأرصاد أوصت الصيادين ومرتادي البحر بمتابعة التحديثات الجوية، وتجنب الإبحار في الأوقات التي يشهد فيها البحر اضطرابًا، حرصًا على سلامة الأرواح والممتلكات، خاصة على السواحل الجنوبية حيث الرياح أقوى.
أما في الخليج العربي، فستكون الرياح شمالية غربية نشطة، تصل سرعتها إلى 40 كم/ساعة، مما يسهم في ارتفاع الموج ما بين متر إلى مترين، مع بقاء حالة البحر بين خفيف ومتوسط الموج، وهي ظروف جوية تستدعي الحذر خصوصًا من قبل الصيادين وأصحاب الأنشطة البحرية الترفيهية.
وتأتي هذه التقلبات الجوية في إطار فترة انتقالية تشهد عادة تغيرات حادة في الحالة الجوية، مع بداية انتقال الكتلة الهوائية من الصيف إلى ما قبل الخريف، حيث تزداد احتمالية تشكل السحب الركامية نتيجة التقاء الكتل الهوائية الرطبة والدافئة في الطبقات العليا من الغلاف الجوي.
وتُعد هذه الظواهر من المشاهد المعتادة في المملكة خلال هذا الوقت من العام، لكنها في بعض الأحيان تشتد وتتسبب في إرباك الحركة المرورية، وإغلاق بعض الطرق مؤقتًا، إذا ما صاحبها غزارة في الأمطار أو كثافة في الغبار، وهو ما حدث في حالات مشابهة خلال السنوات الماضية.
ويؤكد خبراء الطقس أن هذه التقلبات المناخية لم تعد استثناءً، بل أصبحت ظاهرة متكررة تعكس التغيرات المناخية العالمية، حيث بات من الضروري على الجهات المختصة التعامل معها بمرونة وسرعة، وتكثيف التوعية المجتمعية بكيفية التصرف في مثل هذه الظروف.
وتعمل الجهات المعنية، كالدفاع المدني والمرور وأمانات المناطق، على التنسيق المستمر مع المركز الوطني للأرصاد لاتخاذ التدابير اللازمة في حال اشتداد الحالة، سواء من خلال تنبيهات مبكرة أو تحذيرات ميدانية، لضمان سلامة المواطنين والمقيمين، وتخفيف آثار الطقس على الحياة العامة.
ودعت الأرصاد كافة المواطنين إلى متابعة نشراتها الرسمية، وتجنّب تداول المعلومات المغلوطة، خصوصًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والاعتماد على المصادر الرسمية لمعرفة التطورات المتلاحقة في حالة الطقس.
وفي ظل هذه الأجواء المتقلبة، نصحت الهيئة العامة للأرصاد بعدم المجازفة بالخروج في أوقات الأمطار الرعدية، وتجنب مناطق تجمع السيول، وعدم استخدام الهواتف المحمولة في الأماكن المفتوحة أثناء العواصف الرعدية، والحرص على البقاء في أماكن آمنة حتى استقرار الطقس.
كما شددت على ضرورة الاهتمام بإغلاق النوافذ والأبواب بإحكام في المنازل والمركبات، لتقليل دخول الأتربة، والحرص على لبس الكمامات عند الخروج في المناطق المتأثرة بالغبار، خاصة للأطفال وكبار السن ومرضى الجهاز التنفسي.
ويُتوقع أن تستمر هذه الحالة الجوية خلال اليومين المقبلين، وفقًا للبيانات الحالية، مع احتمالية أن تمتد تأثيراتها إلى مناطق أخرى شمالًا وغربًا، وهو ما سيجري الإعلان عنه من خلال التحديثات المتكررة التي يصدرها المركز الوطني للأرصاد بشكل دوري.