بعد مرور شهرين..جناح السعودية في "إكسبو أوساكا" يواصل إبهار العالم ويتخطى المليون زائر

سجّل جناح المملكة العربية السعودية في معرض "إكسبو 2025 أوساكا" إنجازًا نوعيًا يضاف إلى سلسلة نجاحاتها العالمية، بتجاوزه حاجز المليون زائر منذ افتتاحه في الثالث عشر من أبريل الماضي، في تأكيد على جاذبية المحتوى الذي يقدّمه، وتفاعل الزوار من مختلف الجنسيات مع عناصره الثقافية والتفاعلية، وتمكّن الجناح من تنظيم أكثر من 1137 فعالية خلال هذه الفترة، شملت عروضًا داخل الجناح نفسه وأخرى في محيط المعرض، بما يعكس حجم الحضور السعودي وتأثيره المتزايد في المحافل الدولية.
ويأتي هذا الإنجاز في وقت تتسارع فيه خطوات المملكة نحو تحقيق مستهدفات رؤية 2030، حيث يسهم الجناح في تقديم صورة متكاملة عن المسيرة التحولية التي تشهدها السعودية، ويُعد منصة مهمة للتعريف بتراثها الغني، ومقوماتها التنموية، وقدراتها البشرية، فضلًا عن تعزيز التبادل الثقافي مع مختلف شعوب العالم، ويجسّد الجناح التزام المملكة بإيصال رسالتها الثقافية والاقتصادية عبر أدوات الإبداع والتفاعل الحضاري.
إقرأ ايضاً:مفاجأة كبرى .. كيف جنى الهلال عشرات الملايين من صفقة لاجامي؟صفقة مثيرة على الطاولة.. قناص الأهلي في طريق العودة إلى البريميرليغ عبر بوابة يونايتد
وأكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليابان والمفوّض العام للجناح السعودي، الدكتور غازي بن فيصل بن زقر، أن وصول عدد الزوار إلى هذا المستوى المبكر من المعرض يعكس حجم الشغف العالمي باكتشاف السعودية الجديدة، التي تدمج الأصالة بالحداثة، والثقافة بالتقنية، والتاريخ بالمستقبل، وأضاف أن الجناح مستمر في إلهام الحضور وتعميق الأثر الثقافي لديهم، مع تطلع للوصول إلى المليون الثاني من الزوار خلال الأشهر المقبلة.
وأوضح بن زقر أن مشاركة المملكة في "إكسبو 2025 أوساكا" تأتي في وقت يحتفل فيه البلدان بمرور 70 عامًا على انطلاق العلاقات السعودية اليابانية، ما يمنح المشاركة طابعًا استثنائيًا من حيث الرمزية والدلالة، خاصة في ظل التقارب المتنامي بين البلدين في مجالات الاقتصاد والتقنية والثقافة، وأشار إلى أن الجناح يمثل امتدادًا لهذه العلاقات من خلال تقديم نموذج سعودي متكامل يعبّر عن روح الانفتاح والحوار.
ويمثل الجناح السعودي ثاني أكبر جناح في المعرض بعد جناح الدولة المستضيفة، اليابان، وهو ما يعكس مكانة المملكة وحجم طموحاتها الدولية، وتم تصميم هيكل الجناح باستخدام الحجر السعودي خفيف الوزن، ليشكّل تحفة معمارية فريدة تمزج بين الهوية الوطنية والابتكار الهندسي، وتقدّم للزائرين تجربة مكانية غامرة تتيح لهم استكشاف ملامح المدن السعودية من خلال سبع غرف تفاعلية وصالات عرض متعددة.
ويقدّم الجناح مجموعة ضخمة من الفعاليات الثقافية والترفيهية، تجاوز عددها 700 فعالية ضمن البرنامج الرسمي للمعرض، حيث تتنوع بين عروض الأداء الحي، والفنون التقليدية، والأنشطة الثقافية المعززة بالواقع الافتراضي، بما يمنح الزائرين تجربة حسية وبصرية غنية تعكس عمق الثقافة السعودية وتنوّعها، ومن أبرز هذه الفعاليات عروض "أهلًا وسهلًا"، وتجربة "نحن المملكة العربية السعودية"، وفعالية "عالِم النباتات" بالواقع المعزز.
كما يحتضن الجناح عروضًا موسيقية في الاستوديوهات الثقافية، إلى جانب فعاليات وطنية خاصة بمناسبة اليوم الوطني للمملكة في الثالث والعشرين من سبتمبر، حيث يتم الإعداد لاحتفال ضخم يعكس روح الوحدة الوطنية، ويبرز الإنجازات التنموية التي تحققت في السنوات الأخيرة.
ويُعد بلوغ هذا الرقم من الزوار شهادة دولية على نجاح تصميم الجناح في استقطاب الاهتمام، ليس فقط من خلال محتواه بل ومن خلال هندسته المعمارية اللافتة، حيث حصل الجناح مؤخرًا على الجائزة الذهبية ضمن جوائز نيويورك للتصميم المعماري لعام 2025، عن فئة "العمارة الثقافية للمساحات التفاعلية والتجريبية"، في تتويج لجهود الفرق السعودية التي ساهمت في إنجازه.
ويهدف الجناح إلى تقديم صورة بانورامية عن المملكة الحديثة، من خلال استعراض محاور متعددة تشمل المدن الذكية، والبحار المستدامة، وتمكين الإنسان، وقمة الابتكار، بما يُبرز موقع المملكة كقوة إقليمية صاعدة تسعى للمساهمة في تشكيل مستقبل العالم.
ويؤكد المنظمون أن الجناح السعودي ليس مجرد مساحة عرض، بل هو تجربة متكاملة تبني جسور التفاهم الثقافي والاقتصادي بين المملكة والعالم، كما يعزز استعداد الرياض لاستضافة "إكسبو 2030"، التي تخطط لتقديم نسخة غير مسبوقة من المعرض الدولي تعكس طموحات المملكة ورؤيتها المستقبلية.
ومن خلال مشاركتها في "إكسبو أوساكا"، تسعى المملكة إلى ترك إرث معنوي وثقافي في ذاكرة الزوار، يمهّد لمرحلة جديدة من حضورها العالمي، ويكرّس موقعها في طليعة الدول التي تستثمر الثقافة والابتكار في خدمة التنمية المستدامة.
وتحظى هذه المشاركة بدعم رسمي ومجتمعي واسع، لما تمثله من فرصة استراتيجية لإبراز التحولات التي يشهدها المجتمع السعودي على مختلف المستويات، وسط تطلع لتحقيق مشاركة غير تقليدية تستمر آثارها لسنوات قادمة.