الأرصاد تنبه: موجه حر شديد تضرب عدة مناطق بالسعودية الأسبوع المقبل

تستعد المنطقة الشرقية لموجة حر شديدة تضربها مطلع الأسبوع المقبل، حيث أعلن المركز الوطني للأرصاد عن توقعات بارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة، مع تسجيل درجات عظمى قد تصل ما بين 47 و49 درجة مئوية، في تحذير صريح للسكان لاتخاذ أقصى درجات الحيطة خلال الأيام المقبلة.
ويشير التقرير الرسمي إلى أن هذه الأجواء اللاهبة لن تقتصر على ارتفاع درجات الحرارة فحسب، بل سترافقها رياح نشطة مثيرة للأتربة والغبار، ما سيزيد من صعوبة الظروف المناخية، ويهدد بتقليل مدى الرؤية الأفقية في عدد من المواقع الحيوية بالمنطقة.
إقرأ ايضاً:قبل فوات الأوان..تنبيه جديد من "الزكاة والضريبة" للمنشآت| تأكد من استعداد نظامك للفوترة الإلكترونيةآخر تطورات صفقة النصر السعودي مع مدافع برشلونة الإسباني.. "رد نهائي"
يتوقع خبراء الأرصاد أن تشكل هذه الموجة اختبارًا حقيقيًا لقدرة البنية التحتية والخدمات على التأقلم مع الحرارة القاسية، خاصة مع تزامنها مع نشاط الرياح المثيرة للغبار، ما قد يؤدي إلى اضطرابات على الطرق السريعة، وتأخير الحركة المرورية بسبب ضعف الرؤية.
ويؤكد المركز أن سكان الشرقية سيشعرون بذروة الحرارة يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين، إذ ستشهد المناطق الحضرية والأرياف على حد سواء درجات حرارة لاهبة، وسط دعوات لتقليل التعرض المباشر للشمس، وتجنب الأنشطة الشاقة في فترات الذروة.
تأتي هذه الموجة الحارة امتدادًا لحالة الطقس العامة في المملكة التي تشهد هذه الأيام أجواء صيفية شديدة، حيث تتسع رقعة المناطق المتأثرة بالحرارة والرياح المثيرة للغبار، ما يعكس التغيرات المناخية المتسارعة والتحديات البيئية المستمرة في المنطقة.
وأفاد المركز الوطني للأرصاد بأن الرياح النشطة المحملة بالأتربة لن تقتصر على الشرقية وحدها، بل ستمتد لتشمل الأجزاء الشرقية من مناطق مكة المكرمة والمدينة المنورة وعسير، في مشهد يربك الحياة اليومية للسكان، خاصة في المناطق المكشوفة والطرقات.
ولن تكون هذه الأجواء اللاهبة مقصورة على المنطقة الشرقية فحسب، إذ حذر المركز من امتداد التأثيرات إلى منطقة نجران والطريق الساحلي الطويل الممتد من جدة إلى جازان، ما يتطلب من السائقين والمزارعين وقائدي الشاحنات الحذر الشديد أثناء التنقل.
وأضاف تقرير الأرصاد أن موجات الرياح المثيرة للأتربة والغبار ستؤثر كذلك على أجزاء من مناطق الحدود الشمالية والجوف وحائل والقصيم والرياض، مما سيجعل نطاق التحذير واسعًا ويستدعي استجابة شاملة من الجهات الخدمية والصحية للتعامل مع هذه الظروف.
يوصي الخبراء بمتابعة نشرات الطقس بشكل مستمر، نظرًا للطبيعة المتغيرة لهذه الموجة، خاصة وأن الرياح قد تتسبب في انخفاض كبير للرؤية الأفقية، وهو ما يشكل خطرًا مباشرًا على حركة السير والطيران، ويستوجب التزام التعليمات الرسمية والإرشادات المرورية.
وحذر أطباء مختصون من مخاطر التعرض المباشر لأشعة الشمس في هذه الأجواء، خاصة للفئات الأكثر عرضة مثل كبار السن والأطفال ومرضى القلب، داعين إلى الإكثار من شرب المياه وتجنب الخروج إلا للضرورة، واستخدام المظلات والملابس القطنية الفاتحة.
كما شددت الجهات الصحية على ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة لتجنب ضربات الشمس والإجهاد الحراري، مع توفير وسائل التبريد والتهوية الجيدة داخل المنازل وأماكن العمل، مؤكدة أن درجات الحرارة المتوقعة قد تصل إلى مستويات خطيرة تستدعي يقظة عامة.
ورصدت فرق الطوارئ استعداداتها لمواجهة أي طوارئ ناتجة عن هذه الموجة، بما في ذلك جاهزية سيارات الإسعاف وتجهيز المراكز الصحية، تحسبًا لأي حالات اختناق أو مضاعفات صحية ناجمة عن الحرارة المفرطة والغبار، في إطار خطة شاملة لحماية المواطنين والمقيمين.
وأهابت الجهات المعنية بجميع الأهالي التعاون في الحد من مخاطر هذه الموجة، من خلال تجنب إشعال النيران في المناطق المفتوحة، وتقليل استخدام المركبات في أوقات الذروة، بما يخفف من الأحمال المرورية ويسهم في تقليل الحوادث المرتبطة بانخفاض الرؤية.
يذكر أن هذه الموجة تأتي ضمن سلسلة من الظواهر الجوية الحادة التي شهدتها المملكة مؤخرًا، والتي يربطها الخبراء بظاهرة الاحتباس الحراري والتغير المناخي العالمي، مؤكدين ضرورة تكثيف الجهود البحثية لوضع حلول مستدامة لتقليل آثارها على المجتمعات.
وطالبت منظمات بيئية محلية بزيادة الوعي بمخاطر التغير المناخي، وتبني خطط طويلة الأجل لتعزيز التشجير وتقليل الانبعاثات الحرارية، في مسعى لتخفيف حدة الموجات الحارة مستقبلاً، والحد من ظواهر الغبار والعواصف الرملية التي تضر بالصحة والاقتصاد.
ويتابع المركز الوطني للأرصاد هذه التطورات عن كثب، موضحًا أنه سيصدر تحديثات مستمرة وتحذيرات عاجلة عبر قنواته الرسمية، داعيًا السكان إلى الالتزام بالتوجيهات وعدم التهاون في مواجهة هذه الظروف القاسية التي ستفرض واقعًا صعبًا خلال الأيام القادمة.