عندما تكون "كل دقيقة" فارقة.. "الدفاع" تكشف عن جهودها "الجبارة" في إنقاذ حياة 1404 مرضى

وزارة الدفاع
كتب بواسطة: محمد جمال | نشر في  twitter

كشفت وزارة الدفاع عن أرقام لافتة في مجال الإخلاء الطبي الجوي خلال النصف الأول من عام 2025، حيث تم تنفيذ 507 رحلات إخلاء جوي، في إطار منظومة دقيقة تعكس جاهزية عالية وسرعة استجابة متكاملة للحالات الطارئة.

وتوزعت هذه المهام بين نقل مرضى في حالات حرجة وإنسانية، سواء داخل المملكة أو خارجها، بما يُبرز الدور المحوري للقوات المسلحة في تقديم الدعم الطبي الفوري والفاعل.


إقرأ ايضاً:واتساب يفاجئ مستخدميه بميزة "النسخ الذكي" للرسائل: اختصر وقتك بنقرة واحدة!ليس عليك قبول أي وظيفة.. "الضمان الاجتماعي" يوضح الحالات التي "يحق لك فيها" الرفض

وأشارت إحصائيات الوزارة إلى أن عدد المرضى الذين تم نقلهم عبر الإخلاء الطبي الجوي بلغ 1404 مرضى، نُقل منهم 1321 داخل حدود المملكة، و83 مريضًا جرى نقلهم إلى خارجها، في إطار تنسيقي متكامل بين القطاعات الصحية والعسكرية، ما ساهم في تسريع وصولهم إلى المراكز المتخصصة وفق أعلى المعايير الطبية العالمية.

ولم تقتصر العمليات على الحالات المرضية فحسب، بل شملت أيضًا خمس مهام خاصة تمثلت في "نقل أعضاء"، ما يعكس حساسية المهمات ودقتها، فضلًا عن التنسيق عالي المستوى الذي يتطلبه هذا النوع من النقل، لضمان وصول الأعضاء في الوقت المناسب وبالظروف الطبية المثلى، ويُعد ذلك جزءًا من منظومة متقدمة تديرها وزارة الدفاع لضمان إنقاذ الأرواح وتقديم العناية القصوى.

وتؤكد هذه الجهود مدى التطور الكبير الذي شهدته القدرات الطبية الجوية في المملكة، لا سيما مع تزويد الطائرات المخصصة للإخلاء بأحدث الأجهزة الطبية، وتدريب الكوادر الصحية والعسكرية على التعامل مع مختلف الحالات الطارئة خلال الرحلات، بما يضمن سلامة المرضى واستقرار حالتهم حتى الوصول.

ويعكس هذا الأداء الفاعل مدى التزام وزارة الدفاع بالقيام بدور إنساني كبير يتجاوز حدود المهام العسكرية التقليدية، حيث باتت عمليات الإخلاء الطبي الجوي تشكل جزءًا أساسيًا من مهامها اليومية، وتُسهم في رفع جودة الرعاية الصحية وتعزيز الأمن الصحي الوطني.

وتُظهر هذه الإحصائيات أن منظومة الإخلاء الطبي الجوي باتت أداة حيوية في تعزيز سرعة التدخل في الحالات الحرجة، لا سيما في المناطق النائية التي يصعب فيها الوصول إلى المراكز الطبية المتقدمة بسرعة كافية عبر الطرق التقليدية، ما يجعل الجاهزية الجوية عنصرًا فارقًا في إنقاذ الأرواح.

وجاءت هذه الإنجازات نتيجة تنسيق عالٍ بين أفرع القوات المسلحة ووزارة الصحة والجهات المعنية، حيث يتم استقبال البلاغات من مختلف المناطق، ومن ثم اتخاذ الإجراءات اللازمة لنقل المريض بأقصى سرعة، وفق آلية تتسم بالدقة والفعالية من لحظة الإبلاغ وحتى التسليم للمرفق الطبي المناسب.

ويشمل الإخلاء الطبي الجوي طائرات مجهزة تجهيزًا متكاملًا، تضم أطقمًا طبية مدربة على أعلى المستويات، لتقديم الرعاية المستمرة للمريض خلال الرحلة، بما يضمن استقرار حالته وتوفير بيئة آمنة للنقل، حتى في الظروف الجوية الصعبة أو خلال المسافات الطويلة.

كما يُعد الإخلاء الطبي الجوي أداة استراتيجية خلال حالات الطوارئ العامة أو الكوارث، حيث يُمكن من خلاله نقل أعداد كبيرة من المصابين في زمن قياسي، وتوفير رعاية فورية لهم في مواقع متعددة، وهو ما يؤكد الدور المحوري لهذه الخدمة في منظومة الأمن الوطني والصحي معًا.

ومن اللافت أن وزارة الدفاع تواصل تطوير هذه القدرات من خلال خطط تدريبية مستمرة، وتحديث الأسطول الجوي الطبي بما يتناسب مع التطورات التقنية العالمية، إلى جانب بناء شراكات مع مؤسسات طبية متقدمة لضمان التكامل في تقديم الخدمة من الإقلاع حتى الوصول.

ويُعد هذا الإنجاز امتدادًا لجهود المملكة في تقديم نموذج متكامل للرعاية الصحية الطارئة، يعتمد على عناصر السرعة والكفاءة، ويجسد التزام الدولة بحماية الإنسان أينما كان، خصوصًا في ظل التحديات الصحية والطبيعية التي تتطلب استجابة فورية لا تحتمل التأخير.

وتعكس عمليات الإخلاء هذه حجم الاستعدادات اللوجستية والبشرية التي تسخرها وزارة الدفاع لتقديم خدمات تتسم بالإنسانية قبل كل شيء، إذ يُعد إنقاذ الأرواح واجبًا وطنيًا لا يُقابل إلا بأعلى درجات الجدية والانضباط، وهو ما بات ملموسًا من خلال الأرقام المعلنة.

وفي ظل تطلع المملكة إلى مواصلة الارتقاء بالخدمات الطبية النوعية، فإن الإخلاء الطبي الجوي يُعد نموذجًا مشرفًا لما يمكن أن يتحقق حين تتكامل القدرات الوطنية تحت رؤية موحدة، تُقدّم الإنسان في طليعة الأولويات، وتجعل من صحته وسلامته أساسًا لكل إنجاز.

وتبقى هذه الأرقام شاهدًا حيًا على أن ما تُقدمه وزارة الدفاع في هذا المجال يتجاوز كونه خدمة طبية إلى كونه رسالة إنسانية تنبض بالحياة، وتحمل على أجنحة الطائرات الأمل والشفاء لكل مريض، مهما كانت المسافة، ومهما بلغت خطورة الحالة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook