لأول مرة في التاريخ.. خط جوي "مباشر" جديد يربط جدة بهذه المدينة الصينية

شهد مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة يوم السبت حدثًا نوعيًا بتدشين أولى الرحلات المباشرة لطيران "هاينان" الصينية نحو المملكة، لتربط جدة بمدينة هايكو الواقعة جنوب الصين بمعدل ثلاث رحلات أسبوعيًا، في خطوة تهدف إلى توسيع الربط الجوي وتعزيز الحضور السعودي على خريطة النقل الجوي العالمي.
ويُعد هذا الخط الجوي المباشر الأول من نوعه بين السعودية ومدينة هايكو، ما يمثل تطورًا مهمًا في العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة على الصعيدين السياحي والاقتصادي، ويؤكد المكانة المتنامية التي يحتلها مطار الملك عبدالعزيز كمركز لوجستي محوري في المنطقة.
إقرأ ايضاً:الأرصاد تنبه: موجه حر شديد تضرب عدة مناطق بالسعودية الأسبوع المقبلإنزاجي يعيد ترتيب أوراقه: ناصر بديل سالم أمام مانشستر سيتي وكنو في الوسط
وحظيت الرحلة الأولى باستقبال رسمي لافت ضم عددًا من كبار الشخصيات، يتقدمهم الرئيس التنفيذي لشركة مطارات جدة المهندس مازن بن محمد جوهر، إلى جانب القنصل العام لجمهورية الصين الشعبية بجدة، وانغ تشي، وممثلين عن الهيئة السعودية للسياحة، وبرنامج الربط الجوي، فضلاً عن مسؤولي الجهات الحكومية والأمنية العاملة في المطار.
وتأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية واضحة تستهدف تنمية الحركة الجوية وتوسيع شبكة الربط الجوي للمملكة، بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030 التي تولي اهتمامًا كبيرًا بقطاعي السياحة والطيران المدني، كجزء من خطط تنويع الاقتصاد وفتح آفاق جديدة للتعاون الدولي.
وتُصنّف شركة "هاينان" ضمن أفضل عشر شركات طيران في العالم، وفقًا لتقارير مؤسسة "سكاي تراكس" العالمية المختصة بتقييم شركات الطيران، مما يضفي على هذه الشراكة أهمية كبيرة بالنظر إلى جودة الخدمات التي تقدمها الشركة الصينية، والتي تُعرف بكفاءتها العالية في الرحلات الدولية.
وأعرب فهد حميد الدين، الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة الهيئة السعودية للسياحة، عن اعتزازه بهذه الشراكة الجديدة، مشيرًا إلى أن أعداد الزوار الصينيين إلى المملكة شهدت نموًا ملحوظًا بلغت نسبته 52% مقارنة بالعام الماضي، وهو ما يعكس تنامي الاهتمام بالسوق السعودي كوجهة سياحية واعدة بالنسبة للمسافرين الصينيين.
وأضاف حميد الدين أن عدد الرحلات الجوية الأسبوعية بين المملكة والصين ارتفع إلى 29 رحلة تُسيّرها ست شركات طيران مختلفة، بما في ذلك "هاينان"، في إطار جهود تهدف إلى جذب ما يقارب خمسة ملايين سائح صيني سنويًا بحلول عام 2030، وهو هدف طموح تدعمه خطط تنشيط السياحة وتعزيز التبادل الثقافي والاقتصادي بين البلدين.
ومن جهته، أكد المهندس مازن جوهر أن إطلاق هذه الوجهة الجديدة يعكس التزام مطارات جدة بتوسيع شبكة وجهاتها الدولية، موضحًا أن هذه الخطوة تندرج ضمن خطة استراتيجية تهدف إلى ربط المطار بـ150 وجهة دولية خلال السنوات القليلة المقبلة، بما يعزز مكانة جدة كمحور عالمي للطيران.
وأوضح جوهر أن التحول الذي يشهده المطار اليوم هو نتيجة لتكامل الجهود بين مختلف القطاعات الحكومية والخاصة، وتوجيهات القيادة الرشيدة نحو تحسين تجربة السفر، وتسهيل حركة المسافرين القادمين والمغادرين من وإلى المملكة عبر شبكة طيران متطورة ومتنوعة.
وأشار ماجد خان، المدير التنفيذي لبرنامج الربط الجوي، إلى أن انضمام "هاينان" يُعد إضافة نوعية ضمن المساعي الرامية إلى تعزيز الترابط الجوي بين المملكة والأسواق العالمية، خاصة السوق الآسيوي، الذي يمثل أحد أبرز المحاور الحيوية في خارطة النقل الجوي الدولية.
وبيّن خان أن هذا التوسع مدعوم بشكل مباشر من قبل وزير السياحة والمشرف العام على البرنامج، أحمد بن عقيل الخطيب، الذي يشرف على تنفيذ مبادرات استراتيجية تهدف إلى جذب شركات الطيران الدولية، وتوسيع قاعدة الرحلات، وتنويع الخيارات المتاحة أمام المسافرين والسياح.
وتبرز أهمية هذا الخط المباشر من خلال دوره في تسهيل التبادل السياحي والاقتصادي بين الصين والسعودية، حيث من المتوقع أن تسهم الرحلات الثلاث الأسبوعية في تسريع وتيرة التعاون بين الجانبين، لا سيما في مجالات التجارة والسياحة والبحث العلمي.
وتسعى المملكة من خلال هذه المبادرات إلى تعزيز مكانتها كوجهة سياحية جاذبة وممر لوجستي عالمي، حيث تشهد السنوات الأخيرة توسعًا متسارعًا في البنية التحتية للمطارات السعودية، وتزايدًا في أعداد شركات الطيران التي تضيف وجهات جديدة إلى المملكة.
ويرى مراقبون أن الشراكة مع "هاينان" تمثل علامة فارقة في المسار التصاعدي الذي تسلكه المملكة في قطاع النقل الجوي، كما تعكس قدرة الجهات السعودية المعنية على بناء تحالفات استراتيجية مع شركات عالمية ذات وزن وتأثير في الأسواق الدولية.
وتشير هذه الخطوة إلى مدى التقدم الذي أحرزته المملكة في فتح أجوائها وجعل مطاراتها أكثر جذبًا للشركات الدولية، مع مواصلة العمل على تحسين تجربة المسافر وتعزيز كفاءة الخدمات المقدمة في المرافق الجوية المختلفة.
وتنطوي هذه الشراكة على دلالات متعددة، سواء من حيث تفعيل التواصل بين الشعوب أو دعم التبادل الثقافي والسياحي بين بلدين يملكان تاريخًا طويلًا من العلاقات المتينة، ويجمعهما اهتمام مشترك بتعزيز التعاون في مختلف المجالات.
ويُتوقع أن تفتح هذه الرحلات آفاقًا جديدة أمام المستثمرين والطلاب والسياح، بما يسهم في توسيع قاعدة العلاقات بين الصين والسعودية، ويعزز من حضور المملكة على خارطة الوجهات المفضلة في آسيا.
وتستمر وزارة السياحة والجهات المرتبطة بها في دفع عجلة تطوير قطاع الطيران بما يخدم أهدافها الطموحة، والتي تتضمن رفع عدد الرحلات الدولية، وتحسين جودة الخدمات، وتنويع الخيارات المتاحة للمواطنين والمقيمين والزوار على حد سواء.