وداعاً لمراجعة المستشفيات والأحوال.. خدمة جديدة في مكة تمكنك من تسجيل مولودك "عن بعد"

تجمع مكة المكرمة الصحي.
كتب بواسطة: احمد باشا | نشر في  twitter

في إطار سعيه لتعزيز التحول الرقمي وتقديم خدمات صحية متقدمة، أطلق تجمع مكة المكرمة الصحي خدمة إلكترونية جديدة تتيح تسجيل المواليد عبر استخدام تقنية الباركود، في خطوة تستهدف تسهيل إجراءات إصدار بلاغات الولادة، ورفع كفاءة وجودة الخدمات المقدمة للمراجعين.

وأكد تجمع مكة الصحي أن هذه الخدمة تأتي ضمن سلسلة من المبادرات التقنية التي تعمل عليها إدارة المعلومات الصحية بالتعاون مع الصحة الرقمية والإدارات التنفيذية داخل مستشفيات التجمع، بما ينسجم مع توجهات وزارة الصحة لتطبيق التحول الرقمي في مختلف مجالات الرعاية.


إقرأ ايضاً:في محمية محظورة .. ضبط مواطن يرعى 45 رأسًا من الإبل في انتهاك بيئي صريحرياح نشطة وحرارة خانقة...تحذيرات "الأرصاد" من الحالة الجوية! يرجى الانتباه!

وتعتمد الخدمة على آلية بسيطة تُمكن ولي الأمر من الوصول إلى رابط إلكتروني مخصص عبر مسح رمز الاستجابة السريع، دون الحاجة إلى الحضور الشخصي أو تقديم طلب ورقي، حيث يتم إدخال واستكمال البيانات الخاصة بالمولود بشكل مباشر وآمن.

ويتيح النظام الجديد للمستخدمين تعبئة كافة المعلومات المطلوبة في دقائق معدودة، مع ضمان حفظها بسرية وارتباطها الفوري بنظام الأحوال المدنية، ما يجعل إصدار بلاغ الولادة عملية إلكترونية متكاملة، لا تتطلب مراجعة المستشفى أو التعامل مع النماذج الورقية التقليدية.

ويُعد هذا المشروع امتدادًا لرؤية المملكة 2030 في تطوير القطاع الصحي ورفع جودة الحياة، من خلال تسخير الحلول التقنية الذكية لتسهيل حياة المواطنين والمقيمين، وتسريع وتيرة تقديم الخدمات الحيوية ضمن إطار حكومي مترابط إلكترونيًا.

وأشار القائمون على المنصة إلى أن النظام مصمم ليعمل بكفاءة عالية تضمن دقة البيانات وسلامتها، كما يعتمد على أعلى معايير الحوكمة الرقمية، بما في ذلك تأمين المعلومات الشخصية وربطها بشكل مباشر مع قاعدة بيانات الأحوال المدنية، لضمان التوثيق الرسمي.

وتُشكل هذه الخطوة نقلة نوعية في الخدمات المقدمة بعد الولادة، إذ لم يعد من الضروري على الأسر مراجعة قسم السجلات الطبية أو مكاتب الأحوال لإصدار بلاغات الولادة، بل أصبح بالإمكان إتمام العملية من أي مكان عبر الهاتف أو الأجهزة الذكية، بما يتماشى مع نمط الحياة العصري.

ويرى مختصون أن مثل هذه الخدمات الذكية تُخفف الضغط على مرافق الرعاية، وتقلل من التكدس داخل المنشآت الصحية، إلى جانب توفير الوقت والجهد على الأسر، ما يعكس فهمًا متقدمًا لاحتياجات المجتمع وتوجهًا واضحًا نحو تبني نماذج رعاية أكثر مرونة وكفاءة.

وتحمل هذه الخدمة أهمية خاصة في مكة المكرمة نظرًا للكثافة السكانية العالية وتعدد المستشفيات والجنسيات، ما يجعل الحاجة إلى حلول رقمية ملحة لتسهيل الإجراءات وتقديم تجربة صحية أكثر تماشيًا مع المعايير العالمية.

كما تتيح الخدمة توسيع نطاق الاستخدام لتشمل جميع المستشفيات التابعة للتجمع الصحي، ما يوفر توحيدًا للآلية ورفعًا لكفاءة الأداء المؤسسي، حيث يتم العمل ضمن نظام مركزي ذكي يقلل من الأخطاء ويعزز دقة البيانات المدخلة.

ويؤكد المختصون في الصحة الرقمية أن الخدمات الإلكترونية المرتبطة بولادة الأطفال تُعد من أكثر التطبيقات تعقيدًا نظرًا لحساسيتها وارتباطها بأنظمة رسمية أخرى، لذا فإن القدرة على تقديم هذه الخدمة بنجاح يُعد إنجازًا تقنيًا وتنظيميًا يضاف إلى سجل التحول الصحي الرقمي في المملكة.

كما تسهم الخدمة في تقليص عدد الخطوات المطلوبة من ولي الأمر، وتُجنب الكثير من الأسر معاناة التنقل بين الجهات الحكومية، وتفتح الباب أمام المزيد من التوسع في تقديم خدمات المواليد والرعاية المبكرة عبر التطبيقات والمنصات الرقمية.

ويعكس تطوير هذه الخدمة تعاونًا فعّالًا بين الجهات التنفيذية المعنية داخل التجمع الصحي، إذ شملت مراحل الإعداد مراجعة الأنظمة القائمة، وتصميم واجهة استخدام بسيطة، وتجربة المستخدم ميدانيًا لضمان أن تكون الخدمة متاحة وسهلة حتى لغير المتخصصين.

وتأتي هذه الخدمة بالتزامن مع اتجاه وزارة الصحة السعودية نحو إطلاق المزيد من المبادرات التقنية التي تُسهم في تحسين تجربة المستفيدين، وتقليل الاعتماد على الورق، وهو ما يعزز مكانة المملكة كمركز رائد في تطوير بنية تحتية صحية رقمية متكاملة.

ويتوقع المراقبون أن تحذو باقي التجمعات الصحية في المملكة حذو مكة في تفعيل مثل هذه الخدمات، التي من شأنها بناء سجل صحي رقمي موحد لكل مواطن ومقيم منذ لحظة الولادة، مما يسهل تتبع التاريخ الطبي ويعزز من كفاءة الوقاية والرعاية على المدى البعيد.

ويُشير إعلان تجمع مكة الصحي إلى أن هذه الخدمة ليست نهاية المطاف، بل بداية لسلسلة من الخدمات الذكية التي سيتم ربطها لاحقًا مع برامج الرعاية الصحية الأولية وخدمات الطفولة المبكرة، ما يفتح آفاقًا جديدة لتحسين جودة الخدمات الصحية في جميع مراحل الحياة.

وتأتي هذه الجهود ضمن بيئة رقمية متسارعة يشهدها القطاع الصحي في المملكة، والتي جعلت من الممكن تحقيق قفزات تطويرية ملموسة في فترات زمنية قصيرة، بفضل الاستثمار المستمر في التقنيات الحديثة وتكامل الجهود بين المؤسسات الصحية والتقنية.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook