هل أنت واحد منهم؟.. "سدايا" تختار 400 موظف حكومي لمهمة بالغة الحساسية: تصنيف كنوز المملكة الرقمية!

أطلقت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" برنامجًا تدريبيًا متقدمًا لتصنيف البيانات، يستهدف أكثر من 400 موظف حكومي يمثلون قطاعات مختلفة، من بينها مكاتب إدارة البيانات، ومختصو الأمن السيبراني، ومسؤولو بيانات الأعمال.
ويأتي هذا البرنامج في إطار التوجه الوطني لتعزيز القدرات الرقمية، وبناء منظومة معرفية متكاملة في حوكمة البيانات، ويُعد أحد أهم المبادرات التي تسعى "سدايا" من خلالها إلى رفع مستوى الوعي بآليات تصنيف البيانات، وتزويد المشاركين بالمعرفة الضرورية لفهم آليات التصنيف وضوابطه.
إقرأ ايضاً:إطلاق رقمي يُحدث نقلة نوعية في هيئة الأمر بالمعروف .. السند يدشن منصة وثائق إلكترونية متكاملةماجد الجمعان يكشف أسرار الإقالة ويتوعد النصر بإجراء قانوني!
ويتماشى هذا البرنامج مع السياسات الوطنية والضوابط المعمول بها على مستوى المملكة، كما يشكل خطوة عملية نحو تمكين الكوادر الوطنية لتصبح قادرة على إدارة البيانات بفاعلية ومهنية عالية.
يركز البرنامج على المفاهيم الأساسية لتصنيف البيانات، ويتناول جوانب متعددة من أهمها الفوائد التي تعود من التصنيف الصحيح، إضافة إلى المخاطر المحتملة عند غياب المعايير أو الخطأ في التصنيف، كما يستعرض أدوات "سدايا" التنظيمية التي تم تطويرها خصيصًا لدعم الجهات الحكومية في هذا المجال الحيوي.
كما يتضمن التدريب شرحًا تفصيليًا لمعايير القياس الوطنية، ومنهجية التطبيق الموصى بها داخل المؤسسات الحكومية، بما يسهم في رفع نسبة الامتثال لمتطلبات حوكمة البيانات، وتُعد هذه المعايير جزءًا من منظومة تنظيمية شاملة تهدف إلى تحقيق الانسجام والتكامل بين مختلف الجهات.
يتناول البرنامج أيضًا المؤشر الوطني للبيانات المعروف باسم "نضىء"، موضحًا كيفية قياس أداء الجهات الحكومية في تصنيف البيانات، ومدى التزامها بالمعايير المحددة، ويُعد هذا المؤشر أداة استراتيجية لقياس التقدم المحرز في حوكمة البيانات، ومتابعة الأثر الناتج عن تنفيذ السياسات التنظيمية.
ويشمل محتوى البرنامج عددًا من المحاور المحورية، منها الأدوات التنظيمية الخاصة بتصنيف البيانات، والخطوات التي يجب اتباعها في مراحل التصنيف، مع تقديم نماذج تطبيقية ومقارنة مرجعية تساعد المشاركين على فهم أفضل للممارسات الرائدة في هذا المجال.
ويولي البرنامج اهتمامًا خاصًا بالتعريف بالضوابط والمواصفات التي أصدرتها "سدايا"، والتي من شأنها أن تضمن توحيد المعايير بين الجهات المختلفة، وتُسهم في حماية البيانات من سوء الاستخدام أو التسريب، خاصة في ظل التحديات المتزايدة في بيئة الأمن السيبراني.
ويُعد البرنامج امتدادًا طبيعيًا لجهود "سدايا" المستمرة في تعزيز مفهوم حوكمة البيانات داخل القطاع الحكومي، حيث أطلقت الهيئة خلال السنوات الماضية عددًا من المبادرات الرامية إلى تعزيز جودة البيانات وكفاءتها، وتوفير بيئة تنظيمية تدعم الاستخدام الأمثل لها.
كما يؤكد البرنامج على أهمية استخدام الأدوات التقنية التي طورتها "سدايا"، والتي تتيح للجهات الحكومية تنفيذ عمليات التصنيف والتقييم بشكل أكثر دقة، ما يُعزز من فعالية منظومات الذكاء الاصطناعي التي تعتمد بشكل كبير على جودة البيانات المصنفة مسبقًا.
وفي هذا السياق، تعمل "سدايا" على تطوير الكوادر الوطنية ورفع مستوى الجاهزية الرقمية لدى موظفي الجهات الحكومية، بما يتوافق مع متطلبات المرحلة الحالية التي تتطلب تعزيز الاستثمار في رأس المال البشري، وتمكينه بالأدوات المعرفية المناسبة.
ويمثل البرنامج التدريبي خطوة مهمة نحو تحقيق التكامل بين الجهات الحكومية في مجال البيانات، ما يسهم في دعم عمليات اتخاذ القرار، ويساعد في تقديم خدمات أفضل للمواطنين، ويزيد من كفاءة الإنفاق عبر توظيف البيانات بطريقة مدروسة واستراتيجية.
ويأتي هذا التحرك ضمن خارطة طريق وطنية متكاملة تسعى إلى تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، حيث تُعد البيانات أحد الممكّنات الأساسية التي تعتمد عليها القطاعات المختلفة لتحقيق التنمية المستدامة، وتحسين جودة الحياة، وابتكار الحلول المبنية على المعلومات الدقيقة.
ويبرز هذا البرنامج نموذجًا عمليًا للتعاون بين "سدايا" والجهات الحكومية الأخرى، حيث يجمع بين الإطار النظري والتطبيق العملي، في بيئة تدريبية تهدف إلى تحويل المعرفة إلى ممارسة مؤسسية فعلية، تعزز من الحوكمة وتدعم توجهات المملكة نحو الاقتصاد الرقمي.
ومع تزايد أهمية البيانات كعنصر استراتيجي في جميع المجالات، تواصل "سدايا" جهودها لتوفير بنية تحتية معرفية وتشريعية متينة، تضمن الاستخدام الآمن والفعال للبيانات، وتُرسّخ مبدأ الشفافية والمسؤولية الرقمية في إدارة المعلومات.