الأمن العام يحذّر .. رسائل وهمية تعرض خصوصيتك وأموالك للخطر

في تحذير جديد يحمل طابع الجدية والتأكيد، نبّه الأمن العام المواطنين والمقيمين في المملكة من التعامل مع الرسائل الإلكترونية المجهولة والعروض الوهمية التي يتم الترويج لها عبر روابط مشبوهة ومنصات غير موثوقة.
وجاء هذا التحذير عبر الحساب الرسمي للأمن العام على منصة "X"، ليعيد التأكيد على خطورة الانسياق خلف الرسائل الاحتيالية التي تستغل ثقة المستخدمين وسعيهم خلف العروض الترويجية المغرية.
إقرأ ايضاً:هل تدخل رونالدو في أزمة إيران وإسرائيل؟.. رسالة "مبطنة" على قميصه المهداة لترامب تثير جدلاً واسعاًجامعة طيبة تفتح القبول لذوي الإعاقة السمعية في برنامج تأهيلي جديد
وشدد الأمن العام على أن هذه الرسائل المجهولة كثيرًا ما تتخذ طابعًا مغريًا، حيث تُصاغ بطريقة توحي بأنها من جهات رسمية أو شركات تجارية معروفة، وتدّعي تقديم خصومات استثنائية أو فرص تسويقية محدودة، بينما تهدف في حقيقتها إلى استدراج الضحايا وجمع بياناتهم الشخصية أو المالية.
وأكدت الجهات الأمنية أن هذه الأساليب الاحتيالية تندرج تحت ما يُعرف بالهندسة الاجتماعية، وهي إحدى أخطر وسائل الجريمة المعلوماتية الحديثة، حيث يعمد المحتالون إلى خداع المستخدم وإقناعه بتقديم معلوماته بنفسه، دون عنف أو اختراق مباشر للأنظمة.
وحذّر الأمن العام من خطورة التعامل مع أي رابط إلكتروني يتم استقباله عبر رسائل نصية أو بريد إلكتروني دون التأكد من مصدره، لافتًا إلى أن كثيرًا من هذه الروابط تُفضي إلى صفحات مزيفة تشبه المواقع الرسمية، لكنها تهدف لسرقة معلومات الدخول أو تنفيذ عمليات دفع مزورة.
ودعا في بيانه جميع المستخدمين إلى توخي الحذر الشديد عند استقبال أي رسالة غير متوقعة، وعدم التفاعل مع العروض التي تبدو "أكثر من منطقية"، مؤكدًا أن المحتالين يعمدون دائمًا إلى استخدام عامل الإغراء والسرعة لإجبار الضحية على اتخاذ قرار فوري دون تفكير.
كما شدّد على ضرورة عدم إدخال أي بيانات شخصية أو مصرفية قبل التحقق من الجهة المُعلنة، سواء من خلال الاتصال المباشر بها أو عبر مواقعها الرسمية الموثوقة، مشيرًا إلى أن مجرد الضغط على بعض الروابط قد يسمح للمخترقين بجمع بيانات حساسة من الهاتف أو الحاسوب.
وتُعد هذه التحذيرات جزءًا من الجهود المستمرة التي تبذلها الجهات الأمنية في المملكة لمكافحة الجريمة السيبرانية، خصوصًا مع تنامي استخدام التقنية وانتشار التسوق الإلكتروني، ما أتاح مساحات أكبر للمحتالين للوصول إلى الضحايا بطرق غير تقليدية.
وأشار الأمن العام إلى أن المستخدم قد لا يكتشف في اللحظة الأولى أنه وقع ضحية لعملية احتيال إلكتروني، إذ قد تمر دقائق أو حتى أيام قبل أن يُلاحظ اختفاء مبالغ مالية من حساباته أو اختراق بياناته الشخصية، مما يزيد من تعقيد الملاحقة القانونية للجناة.
وفي حال الاشتباه بأي رسالة مشبوهة أو رابط غير معروف، طالب الأمن العام بالإبلاغ الفوري عن الحادثة، سواء من خلال مراجعة أقرب مركز شرطة، أو عبر الاتصال على الرقم 911 في مناطق مكة المكرمة، المدينة المنورة، الرياض والمنطقة الشرقية، أو الرقم 999 في بقية مناطق المملكة.
ويُعد الإبلاغ المبكر عنصرًا حاسمًا في تقليل الأضرار الناجمة عن هذه المحاولات الاحتيالية، كما يُسهم في تتبع الجناة ورصد الأساليب التي يستخدمونها، مما يساعد الجهات المختصة في تطوير أدواتها وبرامجها الوقائية.
وتأتي هذه التحذيرات في وقت تزايدت فيه البلاغات المتعلقة بالاحتيال الإلكتروني، لا سيما في فترات المواسم والعروض التجارية الكبرى، حيث يستغل المحتالون انشغال المستخدمين وتسارعهم في إتمام عمليات الشراء للحصول على مكاسب سريعة.
ويُنصح المستخدمون باتباع قواعد الأمان الإلكتروني، من بينها استخدام التحقق الثنائي عند الدخول للحسابات، وتجنب حفظ بيانات البطاقات البنكية على المتصفحات، وعدم مشاركة أي أكواد أو أرقام تصل عبر الرسائل النصية مع أي جهة كانت.
وقد أطلقت الجهات المختصة في المملكة خلال السنوات الماضية عددًا من الحملات التوعوية والإعلامية بهدف نشر ثقافة الحذر الرقمي، وشهدت هذه الحملات تفاعلاً ملحوظًا من قبل المجتمع، إلا أن استمرار تطور أساليب الاحتيال يستوجب مزيدًا من الحذر والتحديث المستمر للوعي العام.
ويؤكد مختصون في أمن المعلومات أن الاحتيال الإلكتروني لم يعد حكرًا على الأفراد فحسب، بل أصبح يستهدف المؤسسات والشركات أيضًا، ما يجعل مسألة الوعي السيبراني ضرورة جماعية يجب أن تشمل كافة فئات المجتمع.
ويحذّر الخبراء من الثقة المفرطة في العروض التجارية التي تصل عبر الرسائل أو التطبيقات، خاصة تلك التي تطلب من المتلقي اتخاذ إجراء عاجل مثل الضغط على رابط، إدخال بيانات، أو تحميل ملف ما، لأن هذا السلوك يشكل مدخلًا رئيسيًا للاختراقات.
وتشير الدراسات إلى أن المملكة اتخذت خطوات متقدمة في مكافحة الجرائم المعلوماتية، عبر تطوير الأنظمة والتشريعات، والتعاون مع جهات دولية متخصصة، فضلاً عن دعم وتدريب الكوادر الوطنية في مجالات الأمن السيبراني.
ويأتي هذا التحذير الأخير كرسالة مباشرة للجمهور مفادها أن الأمن السيبراني يبدأ من المستخدم نفسه، وأن كل إجراء احترازي يتخذه الفرد اليوم، قد يمنع كارثة رقمية غدًا.
وفي ظل التحول الرقمي المتسارع الذي تشهده المملكة، تبرز أهمية اليقظة الدائمة والوعي المستمر في مواجهة هذه التهديدات الحديثة.