الشهري يكشف شروطه.. والنصر أمام مفترق طرق!

في وقتٍ تزداد فيه التحركات داخل أروقة الأندية السعودية الكبرى، كُشف الستار عن كواليس مثيرة بين نادي النصر والمدرب سعد الشهري، الذي بدا أنه لم يكن بعيدًا عن التواجد ضمن الطاقم الفني للعالمي، لولا اشتراطاته الصارمة.
يذكر أن الشهري، الذي أنقذ فريق الاتفاق من دوامة الهبوط خلال الموسم المنصرم، كان على بُعد خطوة من الانضمام إلى الجهاز الفني للنصر للعمل إلى جانب الإيطالي ستيفانو بيولي، قبل أن يُقرر في النهاية تولي مسؤولية الفريق الشرقي.
إقرأ ايضاً:ماجد الجمعان يفتح النار على إدارة النصر ويكشف خفايا المرحلة الحرجةفي موسم الحج .. stc تطلق العنان لقوة الجيل الخامس!
وقد ظهر الشهري مرارًا في صور ومقاطع متفرقة برفقة ماجد الجمعان، المدير التنفيذي لنادي النصر، مما فتح باب التكهنات حول دور مستقبلي له داخل النادي، لكنه لم يُعلق رسميًا على تلك اللقاءات حتى خرج مؤخرًا بتصريحات كشفت ما دار خلف الأبواب المغلقة.
وفي تصريحات تلفزيونية، أشار الشهري إلى أن الجمعان تواصل معه فور تسلّمه منصب الرئاسة التنفيذية، حيث طرح عليه عدة أفكار تتعلق بإعادة بناء هيكل العمل الفني داخل النادي، لكن رد الشهري كان حاسمًا وواضحًا.
وقال المدرب السعودي: "أبلغت الأستاذ ماجد الجمعان أنني لن أكون عنصرًا مؤثرًا في المنظومة الفنية إلا إذا كنت في موقع المدرب الرئيسي أو المدير الرياضي، لأن هذين المنصبين فقط يتيحان لي مساحة القرار والتأثير المباشر".
وأضاف الشهري موضحًا: "حتى لو كانت تلك المناصب تتطلب نتائج فورية وتحمّل ضغوط جماهيرية وإعلامية، إلا أنني لا أقبل أن أكون في موقع المراقب من الخارج أو شخص يكتفي بتقديم الملاحظات دون تنفيذ فعلي".
وبحسب الشهري، فقد كان الطرح المقدم من الجمعان يتمحور حول أن يكون عينًا فنية للرئاسة التنفيذية، بحيث يحضر التدريبات، ويُدلي برأيه في أداء المدير الرياضي وخياراته، دون أن يتدخل فعليًا في العمل اليومي للفريق.
ولكن هذا المقترح لم يلق قبولًا لدى المدرب، الذي أوضح أنه وجد صعوبة في التواجد يوميًا بالنادي دون أن يكون له دور رسمي فعّال، مؤكدًا أن هذه المعادلة لم تكن مجدية له على المستويين الفني والمهني.
ورغم هذه التصريحات، لم يُخفِ الشهري احترامه لطبيعة العمل داخل نادي النصر، مشيرًا إلى أن الفكرة في جوهرها لم تكن سيئة، لكنها ببساطة لم تتناسب مع أسلوبه الخاص في العمل، ولا مع طموحه في تحقيق تأثير ملموس.
وتعزز تجربة سعد مع الاتفاق الموسم الماضي موقفه، إذ قاد الفريق من حالة تذبذب إلى مركز مستقر في جدول الدوري، وأنهى الموسم في المرتبة السابعة برصيد 50 نقطة، مما يعكس قدرته على تقديم حلول فنية فعالة تحت الضغط.
وفي الوقت الذي كان النصر يبحث عن إضافة سعودية ذات قيمة داخل منظومته الجديدة، ظهر أن الشهري كان أحد الأسماء البارزة في الحسابات، لكنه فضّل التمسك بخيار يمنحه التحكم الكامل في مجريات الأمور الفنية.
ومن جانب آخر، يسعى النصر حاليًا لإعادة هيكلة الفريق بعد موسم خيّب آمال جماهيره، رغم احتلاله المركز الثالث في الدوري، والذي يمنحه بطاقة المشاركة في دوري أبطال آسيا، لكنه لم يُحقق أي بطولة محلية أو قارية.
وقد بدأت الإدارة الجديدة، بقيادة ماجد الجمعان، بالفعل في البحث عن صفقات جديدة وتغييرات فنية قد تُعيد الفريق إلى دائرة التتويج، وتبدو خيارات المدربين المحليين ذات حضور في الخطط المستقبلية، خاصة ممن يملكون خبرات كالشهري.
ولكن الشهري لم يُغلق الباب تمامًا، بل أوضح أن حضوره داخل أي منظومة لا يمكن أن يتم إلا عبر مناصب محددة، تعكس ثقته في أدواته الفنية ورغبته في المساهمة الحقيقية، لا مجرد الظهور الرمزي.
وهذا الموقف يعكس رؤية متزنة من مدرب يملك طموحًا يتجاوز الدور الاستشاري أو الظل، ويُفضل أن يُحاسب على قراراته كاملة، لا أن يكون شريكًا جزئيًا في منظومة لا يملك قرارها الكامل.
وبين طموحات النصر لإعادة البناء، وشروط الشهري للقبول بأي منصب، تتقاطع خطوط الواقع الفني مع ما هو ممكن، لتُرسم من جديد خريطة الموسم المقبل داخل كواليس الكرة السعودية.