تدخل طبي سريع يعيد الحياة لحاج بنغلاديشي في مشعر الجمرات

في مشهد إنساني مفعم بالرحمة والمسؤولية، أنقذت الطواقم الطبية في مستشفى النور التخصصي حياة حاج بنغلاديشي تعرّض لأزمة قلبية مفاجئة أثناء تأديته شعيرة رمي الجمرات، في موقف يعكس مدى الجاهزية الميدانية لنظام الرعاية الصحية السعودي خلال موسم الحج، ويجسد فعالية التدخلات السريعة التي تعتمدها المملكة لحماية ضيوف الرحمن وتوفير أقصى درجات العناية الصحية لهم.
بدأت الحادثة حينما شعر الحاج بآلام حادة في الصدر أثناء تحركه بين جموع الحجاج، وسرعان ما انهار أرضًا، الأمر الذي استرعى تدخلًا إسعافيًا عاجلًا من قبل الفرق الطبية المنتشرة في محيط منشآت رمي الجمرات، التي تحركت فورًا إلى موقع الحادث، حيث أُجري تقييم أولي لحالة الحاج، وتم اتخاذ قرار سريع بضرورة نقله بواسطة الإخلاء الطبي إلى أقرب مركز مجهّز للتعامل مع الحالات القلبية الطارئة.
إقرأ ايضاً:الأرصاد: طقس شديد الحرارة ورياح مثيرة للغبار تضرب عدة مناطقرينارد يُعلن قائمة المنتخب السعودي المشاركة في الكأس الذهبية 2025 وسط غياب نجوم الهلال
وتم نقل الحاج إلى مستشفى النور التخصصي، أحد أهم منشآت تجمع مكة المكرمة الصحي، والذي يُعد مرجعًا طبيًا رئيسًا لاستقبال الحالات الحرجة خلال موسم الحج، وعلى الفور، بادر الفريق الطبي المختص في قسم قسطرة القلب إلى التعامل مع الحالة دون تأخير، في سباق مع الزمن لإنقاذ حياة الحاج الذي كان يعاني من انسداد في أحد الشرايين الرئيسة المغذية للقلب.
وخلال وقت قياسي، أُجريت عملية قسطرة قلبية دقيقة للحاج، تم من خلالها فتح الشريان الأيسر الملتف الذي تسبب في الأزمة القلبية الحادة، وقد أظهرت نتائج التدخل الطبي أن الإجراءات اتُخذت في توقيت حاسم، ساهم بشكل مباشر في استقرار الحالة، وإنقاذ حياة الحاج قبل أن تتفاقم الأعراض أو تتعرض عضلة القلب لأضرار جسيمة يصعب علاجها لاحقًا.
وبعد العملية الناجحة، أظهر الحاج استجابة إيجابية للعلاج، وغادر سرير العناية القلبية وهو بحالة مستقرة، ليستكمل أداء مناسكه الدينية في جو من الطمأنينة والعرفان، وقد عكست كلمات الشكر والامتنان التي عبّر عنها الحاج للطواقم الطبية حجم الأثر الإنساني والمهني الذي تركته هذه التجربة في نفسه، إذ عبّر عن امتنانه للجهود الطبية والرعاية التي تلقاها منذ لحظة سقوطه وحتى خروجه من المستشفى.
من جهته، أكد تجمع مكة المكرمة الصحي أن هذه الحالة ليست الأولى من نوعها، إذ تتعامل المستشفيات الميدانية والمراكز الصحية المنتشرة في المشاعر المقدسة سنويًا مع عشرات الحالات الطارئة، خاصة تلك المرتبطة بالإجهاد القلبي والحراري نتيجة الكثافة العالية للحشود والجهد البدني الذي يتطلبه أداء المناسك، مشيرًا إلى أن منظومة الرعاية العاجلة تمثل أحد أهم أعمدة نموذج الرعاية الصحية الجديد المعتمد في المملكة.
كما ثمّنت وزارة الصحة هذا التدخل الطبي الناجح، مشيدة بجهود الفرق الإسعافية والطبية المنتشرة في المشاعر، وبالقدرة العالية على التنسيق بين الجهات الميدانية، وهو ما يوفّر عنصر الاستجابة السريعة الذي غالبًا ما يكون الفارق الحاسم بين الحياة والموت في مثل هذه الحالات، وأكدت الوزارة في بيان رسمي أن الجاهزية التي يشهدها القطاع الصحي خلال موسم الحج هي ثمرة تخطيط مبكر وتدريب مستمر ورفع مستوى التأهب على مدار الساعة.
ويأتي هذا الإنجاز الطبي في سياق التزام المملكة بتوفير أرقى الخدمات الصحية لضيوف الرحمن، حيث تُسخّر طواقم طبية ذات كفاءة عالية وتجهيزات طبية متقدمة لضمان سلامة الحجاج من أي طارئ صحي قد يُعيقهم عن استكمال رحلتهم الإيمانية، ويُعد النجاح في إنقاذ هذا الحاج مثالًا حيًا على فعالية هذه الجهود، التي تُبنى على خبرة تراكمية تتجدد سنويًا، وتُثبت أن صحة الحاج أولوية لا تقبل التأجيل.