في زمن قياسي 6 دقائق فقط لعبور الجمرات في ذروة الحشود!

منشأة الجمرات
كتب بواسطة: حكيم الحاج | نشر في  twitter

في مشهد تنظيمي متكامل يعكس دقة التخطيط وكفاءة التنفيذ خلال موسم حج 1446هـ، نجحت الجهات المعنية في إدارة الحشود داخل منشأة الجمرات، حيث لم يتجاوز متوسط زمن عبور الحاج الواحد ست دقائق، حتى في ذروة أوقات التوافد.

ويعد هذا الرقم إنجازًا لافتًا في ظل الكثافة البشرية الهائلة، إذ شهدت المنشأة منذ ساعات الصباح الأولى وحتى منتصف اليوم تفويج ما يقارب 800 ألف حاج، وسط انسيابية تامة ودون تسجيل أي اختناقات تُذكر في مسارات الحركة.


إقرأ ايضاً:"موافقة لفظيه" الهلال يحسم صفقة نجم نابولي النيجيري أخيرابين الذكاء الاصطناعي والسكينة الروحية.. منصة التسكين الذكي ترسم مستقبل الحج

وتأتي هذه النتائج المتقدمة بالتزامن مع تنفيذ خطة التفويج المعتمدة لثاني أيام التشريق، وهو اليوم الذي يشهد عادةً ذروة توجه الحجاج المتعجلين لرمي الجمرات الثلاث قبل مغادرتهم إلى مكة المكرمة لإتمام مناسكهم بأداء طواف الوداع.

وقد عكست المشاهد الميدانية حجم الجهد المنسّق بين مختلف القطاعات المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن، بدءًا من التنظيم الأرضي والتوزيع الزمني للمجموعات، وصولًا إلى إدارة نقاط الدخول والخروج من منشأة الجمرات وفق مسارات مدروسة.

ويُعد مركز الرصد والتحكم التابع لوزارة الحج والعمرة أحد أبرز الأدوات التشغيلية التي لعبت دورًا محوريًا في تحقيق هذا المستوى من التنظيم، حيث يضطلع المركز بمهام متابعة حركة الحشود لحظة بلحظة، عبر منظومة رقمية متطورة تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتقنيات تحليل البيانات الضخمة.

وتتيح هذه المنظومة استشعار مؤشرات التكدس الميداني بشكل فوري، ما يسهم في اتخاذ قرارات دقيقة وسريعة تساعد على توزيع كثافة الحشود وتوجيهها في الوقت المناسب.

ويتميز المركز بارتباطه المباشر بمختلف أنظمة الرقابة الميدانية، حيث تُعرض على شاشاته التفاعلية مؤشرات الأداء الفوري، بما في ذلك أعداد المتواجدين، وتدفق الحشود، وسرعة التنقل داخل المرافق، وهو ما يمنح الفرق العاملة قدرة استثنائية على الاستجابة لأي تغير في حركة الحجيج.

ويُعد هذا الربط المحوري بين التقنية والإدارة الميدانية ركيزة أساسية في الحفاظ على أمن الحجاج وسلامتهم، وتعزيز تجربة أداء المناسك بكل يُسر وطمأنينة.

وقد حظيت الجهود التنظيمية في منشأة الجمرات بإشادة من مختلف الجهات الرقابية الدولية، نظرًا لما تتطلبه هذه العمليات من توازن دقيق بين الأمن، والسلامة، والانسيابية، في واحدة من أكثر لحظات الحج ازدحامًا، ويدل الأداء المنضبط على تطور أدوات العمل الميداني وتراكم الخبرات لدى الفرق العاملة، وهو ما يعكس الالتزام المستمر برفع كفاءة إدارة الحشود عامًا بعد عام.

ويؤكد هذا الإنجاز أن المملكة العربية السعودية تواصل تطوير منظومة الحج بطرق عصرية، تدمج بين الخبرة التنظيمية الواسعة والتكنولوجيا الحديثة، من أجل خدمة ضيوف الرحمن وتحقيق أعلى معايير السلامة، وهو ما يترجم رؤية القيادة الرشيدة في أن تكون رحلة الحج تجربة إيمانية متكاملة وآمنة في كل تفاصيلها.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook