رقابة مشددة ونتائج لافتة 71% انخفاضًا في الملاحظات بجهود "امتثال"!

كثّفت وزارة الحج والعمرة من جولاتها الرقابية الميدانية في مشعر منى، تزامنًا مع ثاني أيام التشريق، عبر مركز "امتثال"، وذلك ضمن إطار جهودها المستمرة لتعزيز جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وضمان التزام مقدمي الخدمات بمعايير التشغيل المعتمدة خلال موسم حج 1446هـ.
وتأتي هذه التحركات الرقابية المكثفة كجزء من منهجية شاملة تعتمد على الرصد الفوري والاستجابة السريعة، بهدف تحقيق موسم حج منظم وآمن يلبي التطلعات.
إقرأ ايضاً:"موافقة لفظيه" الهلال يحسم صفقة نجم نابولي النيجيري أخيرابين الذكاء الاصطناعي والسكينة الروحية.. منصة التسكين الذكي ترسم مستقبل الحج
وشملت الجولات الرقابية كافة النطاقات الخدمية في المشعر، بدءًا من مساكن الحجاج والمخيمات، مرورًا بالمطابخ المركزية، ووصولًا إلى المرافق التشغيلية والإدارية الخاصة بحملات الحج وشركات تقديم الخدمات.
وتعمل الفرق الرقابية على التحقق من التزام المنشآت باشتراطات السلامة العامة، واستيفاء البنود التعاقدية المبرمة مع الحجاج، فضلًا عن متابعة المعايير التشغيلية وضمان توفير بيئة خدمية تساعد الحجاج على أداء مناسكهم بكل يسر وسكينة.
وبحسب بيانات صادرة عن وزارة الحج والعمرة، فقد تجاوز عدد الجولات الرقابية التي تم تنفيذها منذ انطلاق موسم الحج وحتى ثاني أيام التشريق أكثر من 62 ألف جولة ميدانية، وتمضي هذه الجولات ضمن خطة رقابية استباقية ترتكز على رصد أي مظاهر للقصور أو الانحرافات عن المعايير، والتدخل الفوري لمعالجتها ضمن آلية محكمة تضمن استمرارية الأداء بكفاءة عالية، ونتيجة لهذه الجهود، ارتفعت نسبة الامتثال العام إلى نحو 97%، في حين لم تتجاوز نسبة عدم الامتثال 3%، وتم اتخاذ الإجراءات النظامية اللازمة تجاه المنشآت غير الملتزمة.
وسجّل موسم الحج هذا العام انخفاضًا ملموسًا في عدد الملاحظات الرقابية مقارنة بالعام الماضي، حيث تراجعت بنسبة تزيد على 71%، وهو ما يعدّ مؤشرًا إيجابيًا على فاعلية الجهود التنظيمية والتوعوية التي بذلتها الوزارة بالتعاون مع شركائها من الجهات المعنية، وأسهم هذا الانخفاض في رفع كفاءة بيئة الخدمة، وتقليص حجم التجاوزات، وتحقيق تجربة ميدانية أكثر اتزانًا واستقرارًا للحجاج.
وتعتمد مراكز "امتثال" في تنفيذ مهامها الرقابية على فرق ميدانية مؤهلة ومزوّدة بأحدث أدوات الرقابة الرقمية، التي تتيح رصد المخالفات بشكل لحظي ورفعها فورًا إلى غرف العمليات المركزية، وتُعد هذه الأدوات عنصرًا محوريًا في تسريع عمليات المعالجة وتفعيل التدخل الفوري، بما يضمن عدم تراكم الملاحظات ويعزز فاعلية الرقابة.
وأكدت الوزارة أن تكثيف الجولات الرقابية في ثاني أيام التشريق ليس إجراءً مؤقتًا، بل هو امتداد لنهج رقابي صارم يُطبّق دون تهاون، ويهدف إلى ضمان التزام تام بمعايير الجودة، وحماية حقوق الحجاج في الحصول على خدمات متكاملة وعالية المستوى.
كما أشارت إلى أن هذه الجهود الرقابية تسير بالتوازي مع برامج تأهيل وتطوير مقدمي الخدمات، بما يرسّخ ثقافة الامتثال ويحقق تطلعات الدولة في خدمة ضيوف الرحمن على الوجه الأمثل.