بأيادي سعودية كسوة الكعبة الجديدة تُصنع وتُسلم استعدادا لاستبدالها

كسوة الكعبة المشرفة
كتب بواسطة: احمد باشا | نشر في  twitter

في مشهد مهيب يُجسد عظمة الإرث الإسلامي واهتمام المملكة العربية السعودية بالحرمين الشريفين، جرت مراسم تسليم كسوة الكعبة المشرفة الجديدة لسدنة بيت الله الحرام، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، سلّم الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز، نائب أمير منطقة مكة المكرمة ونائب رئيس اللجنة الدائمة للحج والعمرة، هذا الشرف العظيم، وهو تقليد سنوي يُؤكد على قدسية الكعبة المشرفة والعناية الفائقة بها من قبل قيادة المملكة، وقد وُقّعت محاضر التسليم من قبل وزير الحج والعمرة، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، الدكتور توفيق الربيعة، ونائب كبير سدنة بيت الله الحرام عبدالملك بن طه الشيبي، لتُختتم بذلك مرحلة مهمة من مراحل التحضير لاستبدال الكسوة.

وتأتي مراسم التسليم هذه إيذاناً بقرب عملية استبدال كسوة الكعبة المشرفة في غرة محرم 1447هـ، وهو اليوم الأول من العام الهجري الجديد، وذلك بعد أن أتمت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي صناعة الكسوة الجديدة لهذا العام، هذه العملية تُعد حدثاً سنوياً مهماً، ينتظره المسلمون في جميع أنحاء العالم، وهي تُظهر مدى العناية والاهتمام الذي تُوليه المملكة لهذا الركن الشريف، وتُصنع الكسوة الجديدة بمجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة، وهو صرح صناعي فريد من نوعه، يُعد معلماً حضارياً وتقنياً بحد ذاته، يُجسد المهارة الحرفية العالية والتقنيات الحديثة المستخدمة في هذا العمل الجليل.


إقرأ ايضاً:اكتتاب طيران ناس المذهل يُغلق بنجاح وسط إقبال قوي، وترقّب لبدء التداول في السوق السعوديالجنيه المصري يرتفع امام الدولار والريال السعودي ويحقق مكاسب كبيرة في ثالث ايام عيد الاضحى

تُصنع كسوة الكعبة من الحرير الطبيعي الخالص المصبوغ باللون الأسود، وهو اللون التقليدي الذي يُميز الكسوة ويُضفي عليها هيبة ووقاراً، ويبلغ ارتفاع الثوب الواحد من الكسوة 14 متراً، وهو ما يُغطي كامل جدران الكعبة المشرفة، وفي الثلث الأعلى منه يوجد حزام عريض يبلغ عرضه 95 سنتيمتراً وطوله 47 متراً، هذا الحزام مُكون من 16 قطعة مُحاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية البديعة التي تُجسد فنون الخط العربي والزخرفة الإسلامية، وتُزين بآيات قرآنية كريمة مكتوبة بخيوط من الفضة الخالصة المطلية بالذهب، مما يُضفي عليها لمعاناً وبريقاً خاصاً.

وتأتي مراسم التسليم ضمن الاستعدادات والمراحل المتبعة لاستبدال كسوة الكعبة المشرفة، وهي عملية تُخطط لها بدقة وعناية فائقة، والمقررة مطلع العام 1447هـ، بما يعكس اهتمام القيادة الرشيدة في المملكة العربية السعودية، وعنايتها بجميع المراحل منذ بدء التصنيع في مجمع الملك عبدالعزيز، ومروراً بالتسليم الرسمي، وصولاً إلى إتمام عملية الاستبدال على جدران الكعبة المشرفة، هذه العملية تتطلب جهداً كبيراً من فرق عمل متخصصة، تعمل على مدار الساعة لضمان إتمام العمل بأعلى مستويات الجودة والإتقان.

إن هذا التقليد السنوي لتسليم الكسوة ليس مجرد إجراء روتيني، بل هو تأكيد على استمرارية الاهتمام والرعاية ببيت الله الحرام، ويُعزز من مكانة المملكة العربية السعودية كحاضنة للحرمين الشريفين، والقائمة على خدمة ضيوف الرحمن، كما أنه يُشكل فرصة لإبراز فنون الحرف اليدوية الإسلامية الأصيلة، والمحافظة على هذا الإرث العظيم الذي يمتد لقرون، فصناعة الكسوة تُعد فناً بحد ذاته، يجمع بين الأصالة والمعاصرة، ويُستخدم فيها أجود أنواع الخامات وأكثرها فخامة.

هذه العملية تُجسد أيضاً العلاقة الروحانية العميقة التي تربط القيادة السعودية بالدين الإسلامي الحنيف، وحرصها على إظهار بيت الله الحرام بأبهى حلة، مما يُعزز من هيبة ومكانة الكعبة المشرفة في قلوب المسلمين حول العالم، فكل تفصيل في صناعة الكسوة وتسليمها واستبدالها يتم بعناية فائقة، وبمتابعة مباشرة من أعلى المستويات، مما يُؤكد على أن هذا العمل الجليل يُعد أمانة عظيمة تُحرص المملكة على أدائها على أكمل وجه.

إن مشهد تسليم الكسوة يُعد أيضاً مناسبة للتأمل في تاريخ الكعبة المشرفة، وكيف أنها ظلت محط أنظار وقلوب المسلمين عبر العصور، وكيف أن الأجيال المتعاقبة من الحكام والمسلمين حرصت على كسوتها وتزيينها، وهذا التقليد يُعزز من هذا الارتباط التاريخي والروحي، ويُبقي هذا الجزء من التاريخ الإسلامي حياً في أذهان الأجيال الحالية والمستقبلية.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook