جهود "كفى" في الحج تنجح في توعية الآلاف وعلاج المئات من المدخنين

في مبادرة نوعية تُجسد الشراكة المجتمعية لخدمة ضيوف الرحمن، تمكنت جمعية كفى بمنطقة مكة المكرمة، عبر مشروعها الرائد "معًا ليكون الحرم بيئة نقية"، من تحقيق إنجازات لافتة في موسم الحج الحالي، فقد قامت الجمعية، بالتعاون الوثيق مع وزارة الصحة ووزارة الحج والعمرة والهيئة العامة لشؤون الحرمين، وبشراكة استراتيجية مع مؤسسة أبو غزالة الخيرية، بتوعية قرابة 100 ألف حاج وزائر حول مخاطر التدخين، وتقديم الدعم العلاجي لـ 400 مدخن من مختلف الجنسيات لمساعدتهم على الإقلاع عن هذه العادة الضارة، هذه الأرقام تُؤكد على فعالية المشروع وتأثيره الإيجابي في بيئة الحج.
وأوضح مدير عام جمعية كفى بمنطقة مكة، إبراهيم أحمد الحمدان، أن هذا المشروع، الذي يُعنى بنشر ثقافة الامتناع عن التدخين في جوار ساحات الحرم والمشاعر المقدسة، يأتي تعظيمًا لهذه البقعة الطاهرة، واستثمارًا للموسم الإيماني العظيم لتغيير هذه السلوكيات السيئة التي لا تضر المدخن فحسب، بل تمتد لتضر كل من حوله، وقد تم تنفيذ المشروع على مرحلتين رئيسيتين، بدأت المرحلة الأولى منذ أواخر شهر ذو القعدة وحتى ما قبل يوم التروية، وذلك ببرنامج توعوي مكثف حول ساحات الحرم، حيث يقوم فريق ميداني متخصص بالحد من التدخين من خلال توزيع البروشورات التوعوية، وتقديم السواك كبديل صحي، وتقديم النصيحة المباشرة لمن يُدخن بالتوقف عن التدخين، واستغلال فرصة قدومه إلى البلد الأمين، وهو ما يُعد حافزاً قوياً لتغيير هذا السلوك الضار.
إقرأ ايضاً:أيام قليلة تفصل الهلال عن مواجهة ريال مدريد: 3 صفقات كبرى في الانتظار وسوق الانتقالات يشتعلالملاعب بعيدة والطموح كبير! 5 عرب يتحدّون المسافات في مونديال الأندية!
وأفاد الحمدان أن فريق "كفى" التوعوي يقوم أيضًا بجهود مكثفة في التوعية داخل أماكن إقامة الحجاج ومساكنهم، مما يضمن وصول الرسالة التوعوية إلى أكبر شريحة ممكنة من ضيوف الرحمن، فيما بدأت المرحلة الثانية من يوم العيد المبارك وتستمر حتى نهاية موسم الحج، وذلك بالتوعية في مشعر منى ومخيماتها ببرامج توعوية مُصممة خصيصاً لهذه المرحلة، ويتم ذلك بالتنسيق الفعال مع المجلس التنسيقي لمؤسسات حجاج الداخل، لضمان تغطية شاملة وفعالة، لافتاً إلى مساندة العيادة المتنقلة للفرق الميدانية في كلتا المرحلتين، هذه العيادة المتنقلة تقدم الخدمة العلاجية المجانية تحت إشراف كوادر طبية متخصصة ومؤهلة، وبدعم من أجهزة طبية مساعدة، ويأتي هذا الدعم والرعاية من مؤسسة أبو غزالة الخيرية للعام الثامن على التوالي، مما يُؤكد على استدامة الشراكة وفاعليتها في خدمة المجتمع.
وذكر الحمدان أن المشروع، والذي انطلق من 20 من الشهر الماضي وحتى اليوم، قد جاءت نتائجه مبشّرة للغاية، باستفادة 100 ألف شخص من البرامج التوعوية المتنوعة، والتي تمثلت في الزيارات الميدانية واللقاءات التوعوية التي بلغت 81 لقاءً، مما يُظهر مدى اتساع نطاق عمل الجمعية وجهودها المبذولة، فيما وصل عدد المتعالجين من المدخنين إلى 400 متعالج، وهو رقم يُعد إنجازاً كبيراً في مجال مكافحة التدخين، خاصة في ظل الظروف الخاصة بموسم الحج، كما جرى تقديم 460 استشارة طبية متخصصة للمدخنين، مما يُوفر لهم الدعم اللازم للإقلاع عن التدخين.
وبالإضافة إلى ذلك، وزع فريق كفى أكثر من 75 ألف كرت توعوي، و30,500 سواك، مما يُساهم في نشر الوعي الصحي وتوفير بدائل صحية للتدخين، كما تمكن الفريق من إطفاء 5,291 سيجارة، وهو مؤشر مباشر على التدخل الفوري والفعال للحد من التدخين في الأماكن المقدسة، هذه الأرقام تُجسد جهداً عظيماً من قبل جمعية كفى وشركائها، وتُؤكد على التزام المملكة العربية السعودية بتوفير بيئة صحية وآمنة لضيوف الرحمن، بعيداً عن أي ممارسات ضارة.
إن مشروع "معًا ليكون الحرم بيئة نقية" يُعد نموذجاً رائداً في العمل التطوعي والصحي، ويُبرز أهمية تكاتف الجهود بين القطاعات الحكومية والخاصة والخيرية لتحقيق أهداف سامية، وهي خدمة ضيوف الرحمن والحفاظ على صحة وسلامة الحجاج في أقدس البقاع، هذا المشروع يُسهم في تعزيز الوعي الصحي لدى الحجاج، ويُشجعهم على اتخاذ قرارات إيجابية بشأن صحتهم، مما ينعكس إيجاباً على تجربتهم الروحانية والجسدية خلال أداء مناسك الحج، ويُسهم في بناء مجتمع صحي خالٍ من التدخين.