عيون ساهرة في الجبال: فريق إنقاذ الدفاع المدني يُؤمّن مرتفعات المشاعر المقدسة للحجاج

في قلب منظومة الدفاع المدني المتكاملة التي تعمل على مدار الساعة لخدمة ضيوف الرحمن، يبرز دور فريق إنقاذ متخصص ومتمرس في التعامل مع المخاطر الافتراضية، التي قد تقع أثناء وجود الحجيج في المشاعر المقدسة، خصوصاً في المناطق الجبلية والمرتفعة، هذا الفريق المدرب والمجهز يُعد ركيزة أساسية في ضمان سلامة الحجاج في بيئة جغرافية تتطلب مهارات خاصة وتجهيزات دقيقة.
وتُعد فرق الإنقاذ الجبلي النخبوية بالمشاعر من أهم الفرق العاملة في موسم الحج، نظراً لما تملكه من قدرات وكفاءات عالية في عمليات الإنقاذ في المرتفعات الجبلية الوعرة، إذ يُسند لها أعمال الإنقاذ في مواقع حيوية وكثيفة بالحجاج مثل جبل الرحمة بعرفات، وجبل النور بمكة المكرمة، إضافة إلى المرتفعات الأخرى التي يتواجد حولها أعداد كبيرة من الحجيج في مختلف المشاعر المقدسة، هذه المواقع تتطلب استجابة سريعة ومهارات خاصة للوصول إلى المحتجزين وتقديم المساعدة اللازمة.
إقرأ ايضاً:أيام قليلة تفصل الهلال عن مواجهة ريال مدريد: 3 صفقات كبرى في الانتظار وسوق الانتقالات يشتعلالملاعب بعيدة والطموح كبير! 5 عرب يتحدّون المسافات في مونديال الأندية!
ويخضع فريق الإنقاذ الجبلي لتدريبات عملية مكثفة ومتواصلة لمواجهة كافة المخاطر الافتراضية التي قد تقع أثناء وجود الحجيج في المناطق الجبلية، هذه التدريبات تُصمم لمحاكاة السيناريوهات المختلفة، وتُنفذ طوال فترة تواجد الفرق في مكة المكرمة، وتشمل التدريبات المكثفة على كيفية إنقاذ المصابين أو العالقين على المرتفعات، ويتم تطبيق كيفية النزول من المرتفعات العالية باستخدام طرق وتقنيات حديثة ومتطورة، مما يُمكن أفراد الفريق من التعامل مع أصعب الظروف بأعلى مستويات الكفاءة والاحترافية.
كما يخضع فريق الإنقاذ لدورات أساسية متخصصة تُقدم في المراكز الخاصة بالتدريب التابعة للإدارة العامة للدفاع المدني، هذه الدورات تُزودهم بالمعارف والمهارات اللازمة للتعامل مع حالات الإنقاذ الجبلي، ويُكتسب أفراد الفريق خلال هذه الدورات مهارات السرعة الفائقة في إسعاف المصابين والمحتجزين عن طريق استخدام الحبال والبكرات والتقنيات الحديثة، مما يُسهم في تقليل زمن الاستجابة، وإنقاذ الأرواح في اللحظات الحرجة.
ويتميز الفريق الجبلي بالوصول السريع والفعال للمواقع التي يصعب وصول الآليات التقليدية إليها في وقت قياسي، وهو ما يُعد ميزة حاسمة في بيئة المشاعر المقدسة التي قد تشهد ازدحاماً وكثافة سكانية عالية، كما يمتاز أفراد الفريق باللياقة البدنية العالية، والمهارة الفائقة، والسرعة البديهية في اتخاذ القرار، الأمر الذي مكّن أفراده من المشاركة بفاعلية مع كافة الفرق الأخرى المتخصصة للإنقاذ، سواء كانت فرقاً طبية، أو فرق إطفاء، أو فرق بحث وإنقاذ أخرى، مما يُعزز من التنسيق والتعاون بين مختلف الجهات العاملة في موسم الحج.
إن وجود هذا الفريق المتخصص يُعطي شعوراً بالطمأنينة والأمان لضيوف الرحمن، الذين يرتادون هذه المناطق الجبلية لأداء بعض المناسك أو لمجرد الزيارة، فالدفاع المدني في المملكة لا يقتصر دوره على الاستجابة للحوادث فحسب، بل يمتد ليشمل الجانب الوقائي والتخطيط المسبق لمواجهة أي طارئ، وهذا يُعكس التزام المملكة الراسخ بسلامة الحجاج وراحتهم، وتوفير كافة الإمكانيات البشرية والتقنية لضمان موسم حج آمن ومطمئن.
هذه الجهود تُعد جزءاً لا يتجزأ من المنظومة المتكاملة التي تعمل عليها المملكة في خدمة ضيوف الرحمن، وتُبرز مدى التطور الذي تشهده فرق الدفاع المدني من حيث التدريب والتجهيزات والقدرة على التعامل مع مختلف أنواع المخاطر، سواء كانت حرائق، أو حوادث سير، أو حالات إنقاذ في الأماكن الوعرة، كل هذا يصب في هدف واحد، وهو تمكين الحجاج من أداء فريضتهم بكل يسر وسهولة، والعودة إلى أوطانهم بسلام.