في خطوة تقنية رائدة: 12 شاشة ثلاثية الأبعاد ترشد ضيوف الرحمن في المسجد الحرام

12 شاشة ثلاثية الأبعاد ترشد ضيوف الرحمن في المسجد الحرام.
كتب بواسطة: حكيم الحاج | نشر في  twitter

في إطار الجهود المتواصلة لتطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن والارتقاء بتجربتهم في أداء مناسك الحج والعمرة، أعلنت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عن تركيب 12 شاشة إلكترونية توعوية عالية الدقة تعمل بتقنية ثلاثية الأبعاد (3D)، موزعة في مواقع استراتيجية داخل الحرم المكي الشريف ومحيطه.

وتأتي هذه الخطوة استكمالًا لمبادرات التحول الرقمي والتطوير التكنولوجي الذي تتبناه رئاسة شؤون الحرمين، بما يواكب تطلعات القيادة الرشيدة - حفظها الله - التي أولت خدمة الحجاج والمعتمرين والزوار عناية خاصة، وسعت إلى تسخير كافة الإمكانات والتقنيات الحديثة لضمان راحتهم وتسهيل أداء عباداتهم.


إقرأ ايضاً:لمن يسعى للتميّز.. جامعة الأمير مقرن تُطلق بوابة القبول لعام 2025–2026أزمة تضرب الهلال في توقيت حساس.. والجمهور يترقب القرار المصيري

وأوضحت الرئاسة أن الشاشات الإلكترونية الجديدة تم توزيعها بعناية في مناطق تشهد كثافة بشرية عالية وحركة دائمة للحجاج والمعتمرين، لتشمل المداخل والمخارج والساحات الخارجية للمسجد الحرام، إضافة إلى الطرق المؤدية إليه، بهدف الوصول إلى أكبر شريحة من الزوار على مدار الساعة.

ويتم تشغيل هذه الشاشات على مدار 24 ساعة دون توقف، لعرض محتوى توعوي متجدد يشمل الإرشادات الدينية والصحية والتنظيمية، إلى جانب التعليمات الخاصة بالحركة والتنقل داخل الحرم، بما يضمن سلامة الحجاج وانسيابية الحشود، ويعزز من ثقافة الوعي لدى الزائرين.

وبما أن المسجد الحرام يشهد ظروفًا مناخية متغيرة من حرارة وغبار ورطوبة في بعض الأوقات، فقد تم تصميم هذه الشاشات باستخدام مواد مقاومة للعوامل الجوية، تضمن استمرار عملها بجودة عالية دون تأثر خارجي.

وتدار الشاشات من خلال غرفة تحكم مركزية تعمل على مدار الساعة بإشراف فريق فني متخصص، يتولى مهمة تحديث المحتوى، ومراقبة جودة البث، ومتابعة أداء الشاشات وملحقاتها التقنية لضمان التوافق مع أعلى المعايير الفنية والتقنية المعتمدة في هذا المجال.

وحول نوعية المحتوى المعروض، أكدت الرئاسة أن المواد التوعوية يتم إنتاجها وفق دراسة دقيقة للسلوكيات المتكررة والملاحظات الميدانية خلال مواسم الحج والعمرة، حيث تشمل إرشادات أداء المناسك، والتذكير بالسنن والآداب، والتعليمات الخاصة بالأمن والسلامة، والإجراءات التنظيمية داخل المسجد الحرام.

كما تراعي هذه المواد الاختلافات اللغوية والثقافية بين الحجاج القادمين من مختلف دول العالم، حيث يتم بث الرسائل بعدة لغات عالمية من بينها العربية، الإنجليزية، الأوردو، والفرنسية، مع الاعتماد على الرسومات التوضيحية والمحتوى البصري المتحرك لتعزيز الفهم والوصول السريع للمعلومة.

وتأتي هذه المبادرة ضمن سلسلة من الإجراءات التقنية التي تطبقها رئاسة شؤون الحرمين في إطار رؤية المملكة 2030، والتي تدعو إلى التحول الرقمي وتبني تقنيات المستقبل في مختلف القطاعات، بما فيها القطاع الديني والخدمي، حيث تم خلال الأعوام الأخيرة إدخال عدد من الأنظمة الذكية مثل الروبوتات التوعوية والتطبيقات التفاعلية وخدمات الإرشاد الرقمي.

وقد أكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة العامة أن "الرئاسة تسعى بشكل مستمر إلى ابتكار أدوات توعوية وإرشادية غير تقليدية تتماشى مع حجم التحدي وعدد الزائرين الهائل الذين تستقبلهم مكة المكرمة سنوياً، وتحرص على ضمان تجربة إيمانية آمنة وسلسة".

وأبدى العديد من الحجاج والمعتمرين ارتياحهم لمستوى التنظيم والتطوير الملحوظ في المسجد الحرام، مشيرين إلى أن الشاشات التوعوية الجديدة ساهمت في توضيح عدد من المسائل الدينية والعملية التي كانت تشكل عائقاً لديهم، كما وفرت لهم الوقت والجهد من خلال الوصول الفوري للمعلومة من دون الحاجة إلى التوجه للمكاتب الإرشادية أو انتظار المتطوعين.

وتكمل هذه المبادرة جهوداً ضخمة تبذلها العديد من الجهات في المملكة لخدمة ضيوف الرحمن، تشمل قطاعات الأمن والصحة والنقل، حيث تعمل جميعها وفق منظومة تكاملية تحقق الرفاهية والتنظيم والانسيابية في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة.

ويظل المسجد الحرام نموذجاً فريداً لتوظيف التكنولوجيا في خدمة الإيمان والعبادة، ويؤكد من جديد أن المملكة العربية السعودية ماضية في خططها لرفع جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، مدعومة بكفاءات بشرية وطنية، وتطلعات قيادية تضع الإنسان في مقدمة الأولويات.

ومع كل تقنية جديدة تُضاف إلى الحرمين الشريفين، تتجدد صورة العناية الفائقة التي توليها المملكة لضيوف الرحمن، بما يعكس رسالتها الحضارية والدينية والإنسانية في آنٍ معًا.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook