الكشافة السعودية في قلب الرقابة التجارية بمشاعر الحج: تفاصيل ومهام ميدانية

جمعية الكشافة السعودية
كتب بواسطة: صالح سدير | نشر في  twitter

في مشهد يُجسد التعاون والتكامل بين مختلف الجهات لخدمة ضيوف الرحمن، تُواصل جمعية الكشافة العربية السعودية، من خلال معسكرات الخدمة العامة التي تُقيمها في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، مساندتها الفاعلة لفرق وزارة التجارة في مهامهم ومسؤولياتهم الرقابية والتنظيمية، هذه الشراكة تُعزز من جودة الخدمات المقدمة للحجاج، وتُسهم في ضمان بيئة تجارية صحية وعادلة خلال موسم الحج.

وتُعد مهام الكشافة المساندة لوزارة التجارة متعددة ومتنوعة، وتشمل الكشف الدقيق على السجل التجاري للمنشآت، والتأكد من صحة رقم السجل وتاريخه، وهل هو مسجل بقاعدة بيانات وزارة التجارة أم لا، هذا الإجراء يُضمن قانونية عمل المنشآت، ويُكافح الظواهر التجارية غير النظامية، كما تتضمن المهام التأكد من أسعار المنتجات ووجود ملصق التسعيرة الواضح على السلعة، وهو ما يُحمي الحجاج من أي تلاعب في الأسعار، بالإضافة إلى التأكد من تاريخ صلاحية السلع المراد بيعها، لضمان سلامة وجودة المنتجات المعروضة للحجاج.


إقرأ ايضاً:خلال أيام التشريق: خطة متكاملة تنظم الإفاضة من منى إلى المسجد الحرامالداخلية تعلن انطلاق استعدادات حج 1447 وتثمّن جهود موسم ناجح

ولا يقتصر دور الكشافة على ذلك، بل يمتد ليشمل التأكد من تصريح التخفيضات والعروض الترويجية إن وجدت، لضمان مصداقية هذه العروض وعدم تضليل المستهلكين، والتأكد من وجود عمل شبكة مدى لتسهيل عمليات الدفع الإلكتروني للحجاج، مما يُقلل من استخدام النقد ويُسهم في تسريع المعاملات، بالإضافة إلى رصد المنشآت التي يوجد بحوزتها بضائع مخالفة لنظام وزارة التجارة، مثل رداءة جودة المنتج، أو وجود صور مخالفة للآداب العامة، أو حجز البضائع مجهولة المصدر التي قد تُشكل خطراً على صحة وسلامة الحجاج، كما تُراقب الكشافة الأسعار داخل المشاعر المقدسة بشكل مستمر، وتُتابع حالات الغش التجاري، وتُقدم المساعدة الفاعلة في تنظيم وتوزيع السبيل من المواد الغذائية للحجاج، وهو ما يُخفف الضغط على المنظمين ويُسهل وصول المساعدات لمستحقيها.

وأوضح قائد مجموعة التجارة والقائد الكشفي يوسف المسند، أن هذه المهام الرقابية والتنظيمية تُنفذ في مواقع حيوية تشهد كثافة عالية من الحجاج والمنشآت التجارية، مثل مجمع العوالي، وبرج المواسم، ومشعري منى وعرفات، مما يُغطي نطاقاً واسعاً من الأماكن التي يرتادها الحجاج، وأشار المسند إلى أن المعسكرات هيأت 4 فرق كشفية متخصصة لمساندة موظفي وزارة التجارة، هذه الفرق مُجهزة ومدربة بشكل جيد للتعامل مع المهام الموكلة إليها.

وأضاف المسند أن أفراد الكشافة أُعدوا إعداداً جيداً لهذه المهمة الحيوية، من خلال تدريبات مكثفة شملت كيفية التعرُّف على السلع التالفة، وغير الصالحة للاستهلاك الآدمي، وطرق ضبطها ومصادرتها وإتلافها بطرق سليمة وصحية، كما تلقوا تدريبات على طرق المعايرة للموازين المستخدمة في منافذ ونقاط البيع، لضمان عدالة الأوزان والمقاييس، وقد تمت هذه التهيئة التثقيفية على أيدي متخصصين وخبراء من وزارة التجارة، بهدف التعريف بآلية العمل الرقابي، وهو ما أكسب الكشافة كثيراً من الخبرات والمهارات العملية التي تُمكنهم من أداء مهامهم بكفاءة واقتدار.

إن دور جمعية الكشافة العربية السعودية في موسم الحج لا يقتصر على الجانب التطوعي والإنساني فحسب، بل يمتد ليشمل الجانب الرقابي والتنظيمي، مما يُسهم في تعزيز البيئة الآمنة والصحية للحجاج، ويُضمن لهم تجربة حج خالية من المخالفات التجارية أو أي ممارسات قد تُعرض صحتهم أو أموالهم للخطر، هذه الشراكة تُعكس حرص المملكة على تكاتف الجهود بين جميع القطاعات، لتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، وفقاً لأعلى المعايير العالمية.

تُعد هذه المبادرة نموذجاً يحتذى به في التعاون بين القطاعات الحكومية والمؤسسات الأهلية، مما يُسهم في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 التي تهدف إلى الارتقاء بالخدمات المقدمة للحجاج، وتوفير بيئة متكاملة تُمكنهم من أداء فريضتهم بكل يسر وطمأنينة، كما أنها تُبرز أهمية الدور الشبابي في خدمة المجتمع، وتُعزز من قدرات الشباب السعودي وتُنمي مهاراتهم في مجالات العمل التطوعي والرقابي.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook