هل أنفق الهلال 680 مليون على الظهير الأيسر؟ "الدويش" يفتح النار على إدارة الزعيم

في تغريدة مثيرة للجدل، أثار الناقد الرياضي المعروف محمد الدويش تساؤلاً مهماً عبر حسابه الرسمي في منصة “إكس”، بخصوص حجم الإنفاق الهائل لنادي الهلال السعودي على التعاقدات في مركز الظهير الأيسر، مشيراً إلى أن الرقم المتداول يقترب من 680 مليون ريال سعودي، هذا الطرح جاء ليُعيد النقاش حول السياسة المالية للأندية الكبرى، خاصة في ظل الطفرة الكبيرة التي تشهدها الكرة السعودية.

وقال الدويش في تغريدته التي لاقت تفاعلاً واسعاً: “هل صحيح أن الهلال أنفق 680 مليون ريال على ثلاثة لاعبين في الظهير الأيسر؟ اللهم لا حسد، ولكن أين الطبول التي تُقرع للتدبير المالي وعدم التعاقد الخاطئ، فضلًا عن التكديس؟”، هذا التساؤل المباشر يحمل في طياته نقداً واضحاً للسياسة المالية المتبعة، ويُشير إلى وجود ما يُمكن وصفه بـ"التكديس" في مركز واحد، مما قد يؤثر على فعالية الإنفاق وكفاءة التخطيط الرياضي.

وقد أثارت هذه التغريدة تفاعلاً واسعاً بين الجماهير الرياضية السعودية، حيث انقسمت الآراء بشكل ملحوظ، بين مؤيد لطرح الدويش، الذي يرى أن هناك حاجة لإعادة النظر في سياسة التعاقدات لضمان أفضل استغلال للموارد المالية، ويُطالب بتحقيق توازن أكبر في التشكيلة، وبين مدافعين بشدة عن إدارة نادي الهلال، مؤكدين أن الإنفاق الضخم يأتي في إطار مشروع فني متكامل يهدف إلى تعزيز الفريق بأسماء عالمية، استعداداً للاستحقاقات الكبرى التي تنتظر "الزعيم"، وعلى رأسها بطولة كأس العالم للأندية، التي تتطلب تجهيز فريق قادر على المنافسة بقوة.

إن هذا الجدل الدائر حول حجم الإنفاق في مركز الظهير الأيسر تحديداً يُسلط الضوء على عدة نقاط مهمة، أولاً، هو يُبرز حجم الطموح الكبير لنادي الهلال في المنافسة على أعلى المستويات، ليس فقط محلياً بل عالمياً، وهذا الطموح يتطلب استثمارات ضخمة في استقطاب أفضل اللاعبين، ثانياً، يطرح الدويش تساؤلاً حول مفهوم "التدبير المالي" في الأندية، وهل الإنفاق الكبير على مركز واحد يُعد تدبيراً مالياً حكيماً، أم أنه يُمكن أن يؤدي إلى "تكديس" غير فعال للاعبين، مما يُخلق تحديات إدارية وفنية، وثالثاً، تُبرز هذه التغريدة قوة تأثير الإعلام الرياضي والناقدين في توجيه الرأي العام وإثارة النقاشات حول قضايا تهم الشارع الرياضي.

بالنسبة لمؤيدي طرح الدويش، فإنهم يرون أن تركيز الإنفاق على مركز واحد بمثل هذا الحجم قد يُشير إلى عدم وجود رؤية شاملة في سوق الانتقالات، أو أنه قد يُخلق فائضاً من اللاعبين في هذا المركز، مما يُقلل من فرص مشاركة الجميع، ويُمكن أن يؤثر على الروح المعنوية للفريق، كما أنهم يُطالبون بمزيد من الشفافية في توضيح أسباب هذا الإنفاق الكبير، ومدى توافقه مع الميزانية العامة للنادي.

على الجانب الآخر، يُدافع أنصار الهلال عن إدارة ناديهم، مؤكدين أن هذه التعاقدات تأتي في إطار خطة فنية مدروسة، وأن المدرب هو من يطلب هذه التعاقدات لتعزيز عمق التشكيلة، ومواجهة ضغط المباريات في البطولات المختلفة، وخاصة الاستعداد لكأس العالم للأندية التي تتطلب فريقاً قوياً يمتلك لاعبين مميزين في كل المراكز، كما يُشيرون إلى أن قيمة اللاعبين السوقية قد تكون مرتفعة بطبيعتها، وأن الأندية العالمية تدفع مبالغ ضخمة لضم أفضل المواهب.

في الختام، يُبقي هذا الجدل حول إنفاق الهلال على الظهير الأيسر الباب مفتوحاً للنقاشات، ويُعكس الاهتمام الكبير الذي تُوليه الجماهير الرياضية للسياسة المالية للأندية، فبين طموح المنافسة على الألقاب والتساؤلات حول كفاءة الإنفاق، يظل مستقبل كرة القدم السعودية محط أنظار الجميع، وتُشكل هذه التغريدات جزءاً لا يتجزأ من الحوار الرياضي الذي يُثري المشهد العام.

• الصفقة تشتعل: موافقة أوسيمين تشعل نار الهلال ونيران نابولي!
• بالأمن والتقنية.. المملكة تبرهن على قدرتها في إدارة الحشود