"800 ألف أضحية جاهزة" مشروع الهدي بالمملكة يعتمد على الذكاء الاصطناعي هذا العيد

مع بزوغ فجر أول أيام عيد الأضحى المبارك لعام 1446هـ، ومع ارتفاع تكبيرات العيد، أعلن سعد الوابل، المشرف على مشروع المملكة للإفادة من الهدي والأضاحي، عن جاهزية المشروع التامة لتنفيذ نسك الهدي صباح الغد، وذلك مباشرة بعد أداء صلاة عيد الأضحى، هذا الإعلان يُشير إلى انطلاق عملية ضخمة ومُنظمة تُسهم في أداء ملايين المسلمين لنسكهم، وتوزيع لحوم الأضاحي على مستحقيها حول العالم، في تجسيد حي لمعاني التكافل والعطاء.
وأضاف الوابل، في تصريحات أدلى بها عبر قناة "الإخبارية"، أن التوقعات تُشير إلى أن عدد الأضاحي التي ستُنفذ خلال موسم هذا العام يبلغ نحو 800 ألف رأس، هذا الرقم الهائل يُبرز حجم العمليات اللوجستية والإدارية التي يقوم بها المشروع، بدءاً من استلام المواشي، مروراً بذبحها وفق الشريعة الإسلامية، وحتى تجهيزها وتوزيعها، ويُعد هذا المشروع من أكبر المشاريع الخيرية على مستوى العالم، ويُعكس حرص المملكة على تقديم خدمة متكاملة للحجاج وغير الحجاج من المسلمين الراغبين في أداء نسك الهدي والأضاحي.
إقرأ ايضاً:الهلال يضغط على إنزاجي ويطلب المستحيل: طلبات جماهيرية تفوق المتوقع والتحديات تتصاعدضيوف خادم الحرمين: حج استثنائي بتقنيات حديثة وتنظيم مبهر
وأشار الوابل إلى أن المشروع قد أدخل تقنيات حديثة ومبتكرة لتعزيز كفاءة ودقة العمليات، حيث يتم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في عمليات العد وتحديد الأوزان للهدي، ضمن منظومة متكاملة، هذا التطور التكنولوجي يُسهم بشكل كبير في تسريع وتيرة العمل، ويُقلل من الأخطاء البشرية، ويُوفر بيانات دقيقة حول أعداد الأضاحي وأوزانها، مما يُمكن من إدارة العملية بكفاءة أعلى، ويُضمن وصول اللحوم إلى مستحقيها بالكميات المحددة، ويُعزز من الشفافية في جميع مراحل المشروع.
إن مشروع المملكة للإفادة من الهدي والأضاحي يُعد إحدى المبادرات الرائدة التي تُقدمها المملكة العربية السعودية لخدمة الإسلام والمسلمين، ويُجسد التزامها بتقديم كل التسهيلات لأداء فريضة الحج، فالكثير من الحجاج والمعتمرين يعتمدون على هذا المشروع لأداء نسك الهدي نيابة عنهم، مما يُخفف عنهم عبء البحث عن الأضاحي وذبحها، ويُمكنهم من التركيز على أداء مناسكهم الأخرى براحة وطمأنينة.
وتُشكل عمليات الذبح والتجهيز والتوزيع تحدياً لوجستياً كبيراً يتطلب تخطيطاً دقيقاً وتنسيقاً محكماً بين مختلف الجهات المعنية، بما في ذلك وزارة المالية، وزارة الشؤون الإسلامية، البنك الإسلامي للتنمية، والعديد من الجهات الأمنية والخدمية الأخرى، لضمان سير العملية بسلاسة، ووصول اللحوم المبردة والمُجمدة إلى الفئات المستهدفة في أكثر من 27 دولة حول العالم، بالإضافة إلى توزيعها على الفقراء والمساكين داخل المملكة.
يُعد استخدام الذكاء الاصطناعي في هذا المشروع خطوة متقدمة تُبرز التزام المملكة بتبني أحدث التقنيات لخدمة الحجاج والإفادة من التقدم التكنولوجي في إدارة المشاريع الكبرى، فعمليات العد وتحديد الأوزان التقليدية قد تكون عرضة للأخطاء وتستغرق وقتاً طويلاً، بينما يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يُعالج كميات هائلة من البيانات بدقة وسرعة فائقة، مما يُحسن من كفاءة المشروع بشكل عام، ويُعزز من قدرته على التعامل مع الأعداد المتزايدة من الأضاحي عاماً بعد عام.
كما يُسهم المشروع في دعم الاقتصاد الوطني، من خلال توفير فرص عمل مؤقتة للآلاف من الشباب والشابات خلال موسم الحج، بالإضافة إلى دعم قطاع الثروة الحيوانية في المملكة، ويُعزز من مكانة المملكة كمركز رائد في خدمة الحج والعمرة، ويُظهر للعالم أجمع قدرتها على إدارة وتنفيذ مشاريع ضخمة ومعقدة بكفاءة عالية، مع الالتزام بأعلى معايير الجودة والنظافة والسلامة الصحية.
في الختام، يُشكل مشروع المملكة للإفادة من الهدي والأضاحي نموذجاً يُحتذى به في العمل الخيري المنظم، ويُجسد قيم التكافل الإسلامي، ويُؤكد على التزام المملكة بتقديم خدمات متكاملة لضيوف الرحمن والمسلمين حول العالم، وتوظيفها للتقنيات الحديثة لضمان أداء الشعائر بكل يسر وسهولة، وتحقيق الأهداف النبيلة للمشروع.