بالأمن والتقنية.. المملكة تبرهن على قدرتها في إدارة الحشود

حج 1446
كتب بواسطة: سعيد مبارك | نشر في  twitter

في مشهد يتكرر كل عام، لكن بتقنيات متجددة واحترافية متصاعدة، تواصل قوات الطوارئ الخاصة برئاسة أمن الدولة أداء دورها الحيوي في تنظيم حشود الحجيج وتفويجهم بكل دقة وانسيابية، في إطار منظومة أمنية وإنسانية متكاملة تهدف إلى تسهيل أداء المناسك، وضمان أمن وسلامة ضيوف الرحمن، وقد كشف المتحدث الرسمي لقوات الطوارئ الخاصة، الرائد عبد الله المفضلي، أن القوات تؤدي مهامها وفق خطط أمنية محكمة وشاملة وُضعت بعناية، تتوزع بين المهام الأمنية والتنظيمية، إلى جانب الإسهام الإنساني الذي يُعد ركيزة أساسية في منظومة العمل الميداني للحج.

وأوضح المفضلي، خلال مداخلة تلفزيونية عبر قناة "الإخبارية"، أن قوات الطوارئ الخاصة تتحمل مسؤولية إدارة الحشود وتنظيمها، وخاصة في المواقع ذات الكثافة العالية، مثل جبل الرحمة في مشعر عرفات، حيث تتم إدارة حركة الدخول والخروج والممرات الداخلية، إلى جانب الساحات المحيطة بالموقع، وذلك بما يحقق انسيابية كاملة للحركة، ويمنع التكدس أو الاختناقات التي قد تُعيق تدفق الحجيج أثناء أداء نسك الوقوف بعرفة.


إقرأ ايضاً:الهلال يضغط على إنزاجي ويطلب المستحيل: طلبات جماهيرية تفوق المتوقع والتحديات تتصاعدضيوف خادم الحرمين: حج استثنائي بتقنيات حديثة وتنظيم مبهر

وأشار المتحدث إلى أن هذه الجهود لا تُبنى فقط على القوة البشرية، بل تعتمد بشكل أساسي على تقنيات حديثة متقدمة، تتمثل في منظومة مراقبة تلفزيونية متطورة تتيح رصد وتحليل الكثافات البشرية بشكل لحظي، وأكد أن هذه المنظومة تُعد أحد أبرز الأدوات الداعمة للقيادة الميدانية في اتخاذ قرارات فورية تعتمد على معطيات دقيقة، مشيرًا إلى أن الرصد الإلكتروني لا يقتصر على متابعة الكاميرات، بل يتجاوز ذلك إلى تحليل البيانات وتوجيه الفرق الميدانية بشكل استباقي إلى المواقع التي تحتاج إلى تدخل سريع، سواء من حيث التنظيم أو التعزيز الأمني.

ولم تغب التقنية الجوية عن هذه المنظومة المحكمة، حيث بيّن المفضلي أن قوات الطوارئ الخاصة تتكامل ميدانيًا مع طيران الأمن التابع لرئاسة أمن الدولة، والذي يوفر تغطية جوية فورية ومباشرة لمواقع التجمعات والحشود، ويتم ذلك من خلال متابعة الحشود من الجو وإرسال صور ومقاطع مباشرة إلى مراكز القيادة والسيطرة، ما يُمكّن الجهات المختصة من الحصول على تصور شامل للحالة الميدانية واتخاذ الإجراءات اللازمة لحظة بلحظة، وتُعد هذه المراقبة الجوية أداة حيوية في رسم خريطة دقيقة للكثافة البشرية، وتسهيل توجيه الوحدات الميدانية إلى الأماكن التي تشهد تزايدًا في عدد الحجاج أو تحتاج إلى إعادة توزيع للحركة.

وأكد الرائد المفضلي أن هذه الجهود تأتي في إطار خطة أمنية وطنية متكاملة تُنفذ بتنسيق وثيق بين مختلف الجهات الأمنية والميدانية، تحت إشراف مباشر من رئاسة أمن الدولة، وبمتابعة حثيثة لضمان تطبيق أعلى معايير الأمن والسلامة، بما يعكس جاهزية المملكة التنظيمية والتقنية في إدارة واحدة من أعقد عمليات الحشود في العالم، وأوضح أن قوات الطوارئ الخاصة تتعامل مع الحشود بروح مهنية عالية، تجمع بين الانضباط الأمني والبعد الإنساني، إذ لا يقتصر دورها على التنظيم فقط، بل يمتد إلى تقديم الدعم والمساعدة للحجاج، وتيسير حركتهم بكل مرونة واهتمام.

وأضاف أن هذا المستوى العالي من الأداء والتنظيم يعكس الصورة الحقيقية للجهود الجبارة التي تبذلها المملكة العربية السعودية لخدمة ضيوف الرحمن، ويؤكد أن الحج ليس مجرد موسم ديني، بل مناسبة عالمية لإظهار قدرات الدولة في إدارة الحشود بأمان واقتدار، وختم المتحدث الرسمي تصريحه بالتأكيد على أن قوات الطوارئ الخاصة ستواصل العمل على مدار الساعة خلال أيام الحج، مستفيدة من كل الأدوات التقنية والبشرية المتاحة، لضمان موسم آمن وسلس للحجاج من جميع أنحاء العالم.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook