تحذيرات مشددة بمطار جدة: 12 مادة محظورة تهدد سلامة المسافرين وتعرّضهم للمساءلة

في خطوة تهدف إلى تعزيز الأمن وضبط السلوكيات داخل المنافذ الجوية للمملكة، أعلنت إدارة مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة عن قائمة محدّثة تضم 12 مادة يُحظر دخولها إلى أراضي المملكة، سواء برفقة المسافرين أو ضمن الأمتعة الشخصية، مؤكدة أن حمل أي من هذه المواد قد يُعرض صاحبها للمساءلة القانونية والملاحقة الجنائية.
وتأتي هذه الإجراءات في إطار التزام السلطات السعودية بتطبيق القوانين والأنظمة الصارمة التي تحكم عمليات الدخول والخروج عبر المنافذ الحدودية، ولا سيّما في ظل ما يشهده مطار جدة من كثافة موسمية، خاصة مع قرب موسم الحج واستقبال ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم.
إقرأ ايضاً:الأمن العام يعيد 110 آلاف سيارة من مداخل مكة و205 ألف مقيم "بدون تصريح""تقنية فائقة في خدمة ضيوف الرحمن" الدفاع المدني يطلق الدرون "صقر" للإطفاء الجوي
وتتوزع المواد المحظورة على نطاق واسع من الأصناف التي تشمل موادًا مخدّرة وممنوعات أخلاقية، إضافة إلى أجهزة يمكن استخدامها في أنشطة مشبوهة، ويأتي في مقدّمة هذه القائمة المخدرات بكافة أشكالها وأنواعها، والخمور، التي يُمنع تداولها أو نقلها داخل المملكة بأي شكل من الأشكال.
كما شملت القائمة أدوات يُشتبه باستخدامها لأغراض تجسسية مثل الأقلام المزودة بكاميرات، والنظارات الذكية التي تُسجّل بدون علم الآخرين، في حين حُظر كذلك إدخال الأجهزة الكهربائية الصاعقة وألعاب الورق المحرّمة كالبوكر، والتي تُصنّف ضمن الأنشطة الممنوعة قانونًا داخل البلاد.
ولم تقتصر التحذيرات على المواد ذات الطابع الأمني أو الجنائي، بل امتدت لتشمل مواداً يُمكن أن تضر بالنظام الاقتصادي أو السلوك المجتمعي، مثل المعادن الثمينة غير المصرّح بها وخاصة الذهب الخام المهرب، الذي غالبًا ما يكون موضع تدقيق ومساءلة لارتباطه بممارسات مالية غير قانونية.
كما حُظرت المواد الإباحية وأي محتوى يخالف القيم الأخلاقية والدينية للمملكة، إلى جانب أدوات السحر والشعوذة، والتي تُعد من الجرائم المرفوضة شرعًا وقانونًا في السعودية، وتُطبّق بحق مرتكبيها أشد العقوبات.
إلى جانب ذلك، تضمّن البيان الرسمي الصادر عن إدارة المطار تحذيرًا خاصًا بشأن حمل السجائر الإلكترونية أو الغليون المعروف باسم "الفيب"، إذا كان يحتوي على مواد محظورة أو نكهات غير مصرّح بها، مشيرة إلى أن الكشف عن هذه العناصر يتم عبر أجهزة تفتيش دقيقة وأفراد أمن مدربين.
كما أكدت الإدارة منع إدخال العملات المزيفة بأي فئة كانت، ومصادرتها فور اكتشافها، مع تسليم المخالفين إلى الجهات المختصة لاتخاذ ما يلزم وفق الإجراءات القانونية المتبعة.
وبحسب مسؤولين في الهيئة العامة للطيران المدني، فإن هذه الإجراءات تأتي في سياق سياسة أمنية موحدة تُطبّق على جميع منافذ المملكة الجوية والبرية والبحرية، وتستند إلى منظومة قانونية تُحدّث بصفة دورية وفقًا للمتغيرات الدولية والتقنية.
كما دعت إدارة المطار جميع المسافرين إلى ضرورة مراجعة الأنظمة والتعليمات قبل السفر إلى السعودية، والتأكد من محتويات أمتعتهم تفاديًا لأي تجاوزات قد تُفسد رحلتهم أو تُعرضهم لعقوبات قد تصل إلى التوقيف والغرامة والترحيل، مؤكدين أن الجهل بالقانون لا يُعفي من المسؤولية.
وتأتي هذه التوجيهات في وقت تتجه فيه المملكة لتعزيز انفتاحها العالمي وتنشيط قطاعي السياحة والحج، حيث يُعد مطار الملك عبدالعزيز الدولي البوابة الجوية الأهم في استقبال ملايين القادمين، وخاصة خلال المواسم الكبرى كرمضان والحج.
ومن شأن هذه التحذيرات أن تُسهِم في رفع مستوى الوعي لدى المسافرين القادمين من الخارج، وتعزيز الثقافة الأمنية لديهم، وضمان انسيابية العمليات التشغيلية داخل المطار، في وقت تُواصل فيه المملكة استثماراتها الضخمة لتطوير البنية التحتية لمنظومة النقل الجوي ورفع كفاءتها وفقًا لرؤية 2030.