"تقنية فائقة في خدمة ضيوف الرحمن" الدفاع المدني يطلق الدرون "صقر" للإطفاء الجوي

الدرون صقر
كتب بواسطة: سماح عبده | نشر في  twitter

شهد موسم الحج لعام 1446هـ هذا العام إضافة تقنية نوعية إلى منظومة الدفاع المدني، تمثلت في إطلاق طائرة الدرون المخصصة للإطفاء والإنقاذ، والتي أُطلق عليها اسم "صقر"، هذه الطائرة المعززة بتقنيات الذكاء الاصطناعي تمثل نقلة نوعية في قدرات المديرية العامة للدفاع المدني، وتهدف إلى تعزيز سرعة وفعالية الاستجابة في حالات الطوارئ، خاصة تلك التي تحدث في الأماكن المرتفعة أو التي يصعب الوصول إليها بوسائل الإطفاء التقليدية.

إن إطلاق طائرة الدرون "صقر" في موسم الحج يأتي في إطار حرص المديرية العامة للدفاع المدني على تسخير أحدث الابتكارات التكنولوجية لخدمة ضيوف الرحمن وضمان سلامتهم، ففي ظل التحديات التي قد تفرضها الكثافة البشرية في المشاعر المقدسة وطبيعة بعض المواقع الجبلية أو المرتفعة، تصبح الحاجة إلى حلول سريعة وفعالة أمراً ضرورياً، والطائرة "صقر" تلبي هذه الحاجة بتقديم حلول مبتكرة للإطفاء والإنقاذ.


إقرأ ايضاً:تقنية ذكية تُحدث تحولًا في تشخيص أمراض القلب بموسم الحج تعرّف عليها فيفا يحدد مقرات تدريب الهلال في "مونديال الأندية" بمنشآت عالمية في أمريكا

وتعمل الطائرة "صقر" بقدرة تشغيلية تصل إلى 12 ساعة متواصلة، مما يتيح لها تغطية مساحات واسعة والتحليق لمدد طويلة دون الحاجة لإعادة الشحن المتكرر، كما تستطيع التحليق على ارتفاعات عالية، وتتميز بقدرتها على حمل حمولة تصل إلى نحو 40 كيلوجراماً، هذه الحمولة الكبيرة تسمح لها بحمل نظام إطفاء متعدد الأغراض، يمكنه التعامل مع أنواع مختلفة من الحرائق، بالإضافة إلى أنظمة إنقاذ متطورة تسمح بإيصال المساعدات أو إجلاء المصابين من الأماكن الخطرة، كل ذلك يتم بدعم من أنظمة تحكم وأمان عالية الدقة، وكاميرات حرارية توفر رؤية واضحة حتى في ظروف الدخان الكثيف أو الظلام، مما يعزز من قدرة رجال الإطفاء على تقييم الموقف واتخاذ القرارات الصائبة.

ولم تقتصر إمكانيات "صقر" على هذه الميزات فحسب، بل تم تعزيزها بإمكانية البث المباشر للموقع الذي تشهد فيه الطائرة عملياتها، مما يتيح لمركز القيادة والتحكم في الدفاع المدني رؤية فورية ومفصلة للوضع على الأرض، هذا الربط المباشر يسهم بشكل كبير في دعم اتخاذ القرار، حيث يمكن للمسؤولين تقييم حجم الخطر، وتوجيه الفرق الأرضية بفعالية أكبر، كما أن وجود هذه الخاصية يعزز من التنسيق بين الوحدات المختلفة ويسرع من عملية الاستجابة الشاملة لأي طارئ.

وتتعدد استخدامات طائرة الدرون "صقر" لتشمل مجالات واسعة، مما يجعلها أداة متعددة المهام لا غنى عنها في حالات الطوارئ، فهي فعالة جداً في عمليات الإطفاء والإنقاذ بالمباني الشاهقة، حيث يصعب وصول السلالم والمعدات التقليدية، كما أنها مفيدة جداً في المواقع الصناعية أو تلك التي تحتوي على مواد خطرة، حيث يمكنها التعامل مع الحريق دون تعريض حياة الأفراد للخطر المباشر، وفي المناطق المزدحمة، يمكن لـ "صقر" توفير تغطية جوية وتقييم للموقف بشكل سريع، بينما في حرائق الغابات، يمكنها تحديد بؤر النيران ومساعدة فرق الإطفاء في السيطرة عليها بشكل أكثر فعالية.

ومن أبرز مميزات طائرة الدرون "صقر" هي سرعة استجابتها العالية، حيث يمكن إطلاقها ونشرها في وقت قصير جداً مقارنة بالوسائل التقليدية، مما يقلل من زمن الوصول إلى موقع الحادث، كما أنها تسهم بشكل كبير في تقليل المخاطر على الأفراد، حيث يمكنها القيام بمهام خطرة دون الحاجة لتعريض رجال الإطفاء والإنقاذ للأماكن التي تشكل تهديداً مباشراً على حياتهم، وأخيراً، تدعم "صقر" اتخاذ القرار عبر التصوير اللحظي الذي توفره، مما يمنح قادة العمليات معلومات دقيقة ومحدثة تمكنهم من التخطيط الأمثل لإدارة الأزمات.

إن إطلاق طائرة الدرون "صقر" يمثل خطوة متقدمة في تحديث آليات الدفاع المدني في المملكة، ويؤكد على الالتزام بتوفير أقصى درجات الأمان لجميع سكان المملكة وزوارها، لا سيما في مواسم الذروة مثل الحج، إنها إضافة قيمة تعزز من قدرات الاستجابة للطوارئ وتجسد رؤية المملكة 2030 في تسخير التكنولوجيا لخدمة الإنسان وتحقيق أعلى معايير السلامة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook