إغلاق "مركز إسعاف الفيضة" يثير قلق أهالي القرى على طريق القويعية الدوادمي

هيئة الهلال الأحمر
كتب بواسطة: مروى علوي | نشر في  twitter

شكل قرار هيئة الهلال الأحمر السعودي بإغلاق مركز إسعاف الفيضة، الواقع على طريق القويعية – الدوادمي المزدوج، نقطة جدل واسعة، خاصة وأن هذا المركز يمثل أهمية حيوية في تغطية الحوادث المرورية وتقديم الخدمات الإسعافية السريعة للقرى والمراكز السكنية المنتشرة على امتداد هذا الطريق الحيوي، مما أثار استياء عدد كبير من أهالي المنطقة الذين يرون في هذا الإغلاق تهديداً مباشراً لسلامة قاطني هذه المناطق ومستخدمي الطريق.

وقد أوضح عدد من أهالي المنطقة، في حديثهم لصحيفة "سبق"، أن طريق القويعية – الدوادمي، الذي يبلغ طوله نحو 110 كيلومترات، لا يخدم فقط محافظتي القويعية والدوادمي، بل يعتبر شرياناً رئيسياً يربط بين محافظات أخرى مثل شقراء والرين وعفيف، ويعد أحد الطرق الرئيسية المؤدية إلى منطقة القصيم، مما يزيد من كثافته المرورية وأهميته اللوجستية، وأشار الأهالي إلى أن موقع مركز الفيضة، الذي يقع تقريباً في منتصف هذا الطريق الطويل، جعله نقطة إسعافية استراتيجية ومهمة للغاية في تقليل زمن الاستجابة للحالات الطارئة، خاصة في حال وقوع الحوادث المرورية التي تتطلب تدخلاً سريعاً لإنقاذ الأرواح.


إقرأ ايضاً:تعاون استراتيجي بين جمعية هدية الحاج والمركز الوطني للمسؤولية لتعزيز تجربة ضيوف الرحمنتحذير عاجل للحجاج درجات الحرارة بالمشاعر المقدسة قد تصل إلى 47 مئوية

وأشار الأهالي كذلك إلى أن إغلاق المركز قد يترك فراغاً إسعافياً مؤثراً بشكل كبير، وسيؤثر سلباً وبشكل مباشر على سرعة الاستجابة للحالات الطارئة، لا سيما خلال المواسم والإجازات التي تشهد كثافة مرورية عالية على هذا الطريق الحيوي، هذه الكثافة المرورية تزيد من احتمالية وقوع الحوادث، وبالتالي تزيد من الحاجة الملحة لوجود نقطة إسعافية قريبة وفعالة، وأضاف الأهالي أن المسافات الطويلة بين المراكز الإسعافية البديلة، وانفراد مركز الفيضة بخدمة هذه المساحة الواسعة سابقاً، يبرران الحاجة الماسة إلى إعادة افتتاحه، مؤكدين على أهمية وجوده ضمن خطط الهيئة لتقليص زمن الاستجابة في المناطق الطرفية والنائية التي غالباً ما تكون بعيدة عن الخدمات الأساسية.

من جانبها، تجاوبت هيئة الهلال الأحمر بمنطقة الرياض مع استفسار "سبق" حول مصير مركز إسعاف الفيضة، وقدمت توضيحات حول قرار الإغلاق، حيث جاء في ردها: "نُقدّر لكم اهتمامكم الكريم بشأن مركز إسعاف الفيضة وحرصكم على سرعة التواصل والمتابعة، وبخصوص استفساركم حول إغلاق المركز، نفيدكم بأن عدد البلاغات الواردة إليه لا تتجاوز 30 بلاغاً شهرياً، كما أن غالبية هذه البلاغات تقع خارج نطاق مركز فيضة المفصّل"، هذا التبرير يشير إلى أن قرار الإغلاق استند إلى دراسة عدد البلاغات الواردة إلى المركز وموقعها الجغرافي.

وأضاف الرد: "ونظراً لارتفاع الكثافة السكانية والبلاغات في محافظة الدوادمي، تم نقل المركز إلى شرق المحافظة لدعم المناطق ذات الطلب الأعلى"، هذا التوضيح يبرر قرار النقل بأنه يهدف إلى تحسين توزيع الخدمات الإسعافية بناءً على الكثافة السكانية وحجم البلاغات في المناطق المختلفة، وبالتالي زيادة فعالية الاستجابة الإسعافية بشكل عام، حيث ترى الهيئة أن نقل المركز إلى منطقة ذات كثافة سكانية أعلى سيخدم عدداً أكبر من المستفيدين ويسهم في تقليل زمن الاستجابة في تلك المناطق.

وأوضحت الهيئة أيضاً أن قطاع إسعاف محافظة الدوادمي يضم حالياً سبع نقاط انطلاق للوحدات الإسعافية التشغيلية، مؤكدة أنها تُنفّذ خطط انتشار واستجابة محدثة شهرياً، استناداً إلى الإحصاءات والمؤشرات، بهدف تحقيق أعلى جودة خدمة وأفضل زمن استجابة للحالات الإسعافية في كامل نطاق المحافظة، هذه الخطط تعكس جهود الهيئة في تحسين خدماتها، ولكنها لا تزال تثير تساؤلات حول مدى كفايتها لتغطية طريق بطول 110 كيلومترات تمر فيه العديد من القرى والهجر.

وبين مطالبات الأهالي الملحة بضرورة إعادة افتتاح المركز نظراً لأهميته الاستراتيجية في طريق حيوي، ومعايير التوزيع والاستجابة التي تعتمدها هيئة الهلال الأحمر السعودي والتي ترتكز على حجم البلاغات والكثافة السكانية، يبقى السؤال مطروحاً وبقوة: هل من الممكن إعادة النظر في موقع إسعاف الفيضة بما يحقق توازناً بين الكثافة الإسعافية في المدن الكبرى ومتطلبات المسافات الطويلة في الطرق والمناطق النائية؟ فالقضية هنا لا تتعلق فقط بعدد البلاغات الواردة لمركز بعينه، بل تتعداها إلى ضمان سلامة مستخدمي الطرق والقرى البعيدة، فسلامة الأرواح هي الأولوية القصوى التي لا تقبل المساومة أو التهاون، وتتطلب حلاً يرضي جميع الأطراف ويضمن أعلى مستويات السلامة العامة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook