اكتتاب تاريخي لطيران ناس: أكبر طرح عام لشركة طيران في السعودية والخليج
في خطوة وصفت بالتاريخية وغير المسبوقة في قطاع الطيران السعودي والخليجي، أعلنت شركة طيران ناس، الناقل الجوي الاقتصادي الرائد في المملكة العربية السعودية، عن بدء فترة اكتتاب الأفراد في أكثر من 10 ملايين سهم من أسهم الشركة، وذلك بسعر 80 ريالًا سعوديًا للسهم الواحد، على أن يستمر الاكتتاب حتى يوم الأحد الموافق 1 يونيو 2025.
ويُمثل هذا الاكتتاب أكبر طرح عام أولي لشركة طيران في المملكة العربية السعودية ومنطقة الخليج منذ ما يقارب عقدين، كما يُعد الأول من نوعه لشركة طيران سعودية تُدرج أسهمها في السوق المالية "تداول"، في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز مكانة الشركة إقليميًا ودوليًا، ودعم خططها للنمو المستدام والتمدد في الأسواق.
إقرأ ايضاً:طقس مدهش في المملكة: برد وعواصف ورياح نشطة تُغير ملامح الصيف!هل يغادر رونالدو النصر؟ مفاوضات سعودية لإنقاذ الحلم!
ويمثل طرح طيران ناس علامة فارقة ليس فقط في مسيرة الشركة، بل في المشهد الاستثماري السعودي بمجمله، حيث يُدرج هذا الاكتتاب ضمن أكبر خمسة اكتتابات عامة أولية في المملكة منذ إدراج شركة أرامكو في عام 2019، والتي بلغت قيمته حينها نحو 25.6 مليار دولار أمريكي.
وبعائدات يُتوقع أن تصل إلى 1.1 مليار دولار أمريكي، ينضم اكتتاب طيران ناس إلى قائمة النخبة التي تضم اكتتابات كبرى مثل النهدي الطبية، أكوا باور، وشركة أديس القابضة.
ويأتي هذا الإدراج ليعكس ثقة المستثمرين المحليين والدوليين في قطاع الطيران الاقتصادي، الذي شهد نموًا متسارعًا خلال السنوات الأخيرة، مدعومًا بالإصلاحات الاقتصادية الشاملة التي تبنتها المملكة في إطار رؤية السعودية 2030، والتي تركز على تعزيز دور القطاع الخاص وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، وتطوير البنية التحتية للنقل الجوي.
ويتماشى طرح طيران ناس مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى جعل السعودية مركزًا لوجستيًا عالميًا، وزيادة حركة المسافرين جوا إلى 330 مليون مسافر سنويًا بحلول عام 2030.
وتُعد طيران ناس إحدى الجهات الفاعلة في تحقيق هذا الهدف، من خلال توسعها في تشغيل الرحلات الداخلية والدولية، واعتمادها على نموذج الطيران الاقتصادي الذي يُعد أحد أكثر النماذج تطورًا ومرونة في السوق العالمي.
وتسعى الشركة من خلال الاكتتاب إلى دعم قدراتها التشغيلية، ورفع عدد أسطولها من الطائرات، وتوسيع وجهاتها، فضلًا عن الاستثمار في التحول الرقمي وتحسين تجربة المسافرين، كما تهدف إلى زيادة حصتها في السوق الإقليمي، والمنافسة على خطوط جديدة، لا سيما مع انفتاح المملكة على الأسواق السياحية الدولية.
ويحظى اكتتاب طيران ناس بإقبال ملحوظ من المستثمرين، في ظل المؤشرات الإيجابية لأداء الشركة، ومكانتها كشركة طيران اقتصادية تخدم ملايين المسافرين سنويًا، وقد ساهمت في هذا الحضور المميز للشركة عدة عوامل، أبرزها استراتيجيتها الواضحة للنمو، وإدارتها الفعالة للتكاليف، وتوسعها الجغرافي المدروس، بالإضافة إلى توافقها مع السياسات الحكومية لتطوير قطاع النقل الجوي.
وكانت طيران ناس قد تأسست عام 2007، ومنذ ذلك الحين نجحت في أن تصبح واحدة من أبرز شركات الطيران منخفض التكلفة في المنطقة، حيث تقدم خدماتها إلى أكثر من 70 وجهة داخلية ودولية، بأسطول حديث يتجاوز 50 طائرة.
ولا يقتصر تميز هذا الاكتتاب على الساحة المحلية، بل يمتد ليشمل منطقة الخليج بأكملها، حيث يُعد طرح طيران ناس العام الأولي الأكبر لشركة طيران في المنطقة منذ إدراج "العربية للطيران" في الإمارات عام 2007، و"طيران الجزيرة" في الكويت عام 2008.
وبهذا الإنجاز، تُرسخ الشركة مكانتها كمنافس قوي في سوق الطيران الإقليمي، معززة ثقة المستثمرين في قدراتها على النمو والاستدامة، كما يُعتبر هذا الطرح الأكبر في قطاع الطيران الخليجي لعام 2025 حتى الآن، بقيمة تصل إلى 3.6 مليار دولار أمريكي، الأمر الذي يعكس مدى الطلب القوي على أسهم الشركة من قبل المؤسسات الاستثمارية الإقليمية والدولية، ويبرز حيوية السوق المالية السعودية في استقطاب الطروحات الكبرى.
ويمثل إدراج طيران ناس في السوق المالية السعودية خطوة مهمة في مسار خصخصة قطاع الطيران، وفتح آفاق جديدة أمام المستثمرين للدخول في أحد أكثر القطاعات حيوية ونموًا، كما يُعد رسالة واضحة عن جدية التوجه الحكومي نحو تمكين الشركات الوطنية من المنافسة عالميًا، وتوسيع نطاق المشاركة الاقتصادية للقطاع الخاص.
ويُنتظر أن تُسهم عائدات هذا الطرح في تمكين الشركة من تنفيذ استراتيجياتها المستقبلية، وتقديم خدمات طيران أكثر تطورًا وتنوعًا، بما يخدم تطلعات المسافرين، ويعزز مكانة المملكة كوجهة عالمية رائدة في مجال النقل الجوي.
ومع إتمام مرحلة اكتتاب الأفراد بنهاية الأسبوع الجاري، تترقب الأوساط الاقتصادية والمستثمرون الإعلان الرسمي عن نتائج الاكتتاب والتخصيص النهائي، في ظل تفاؤل واسع بأن يشكل هذا الإدراج نقلة نوعية في مسار السوق المالية السعودية.