هل يغادر رونالدو النصر؟ مفاوضات سعودية لإنقاذ الحلم!

في مشهد يعكس حراكًا غير مسبوق في كواليس الكرة السعودية، يخوض مسؤولون سعوديون محادثات توصف بأنها "شاقة" في محاولة للإبقاء على النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو ضمن أروقة الدوري السعودي للمحترفين، في ظل تلميحات من اللاعب تشير إلى قرب إسدال الستار على رحلته مع نادي النصر.

ووفقًا لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية نقلًا عن مصدر مطّلع على سير المفاوضات، فإن مستقبل أحد أكثر النجوم تأثيرًا في تاريخ كرة القدم أصبح محل دراسة دقيقة من قبل صناع القرار في المملكة.

المصدر ذاته كشف أن الانتقال المحتمل لرونالدو إلى نادي الهلال يتصدر الخيارات المطروحة، مع وجود احتمال قائم بانضمامه إلى الأهلي، بطل دوري أبطال آسيا.

وتأتي هذه الخيارات ضمن إطار إستراتيجية يقودها صندوق الاستثمارات العامة، الذي يمتلك حصصًا مؤثرة في أبرز الأندية السعودية، من بينها النصر والهلال والأهلي، في محاولة لتعزيز الحضور العالمي للدوري المحلي.

وجاءت شرارة هذه التكهنات بعد أن نشر كريستيانو رونالدو عبر حساباته الرسمية عبارة تحمل دلالات واضحة: "هذا الفصل قد انتهى"، وهي رسالة أثارت تساؤلات واسعة حول مستقبله، خاصة بعد موسم مخيب للآمال على صعيد البطولات، حيث أنهى النصر موسمه في المركز الثالث دون الظفر بأي لقب محلي أو قاري، على الرغم من تألق رونالدو فرديًا وتصدره قائمة هدافي الدوري برصيد 25 هدفًا.

رونالدو، الذي انضم إلى النصر مطلع عام 2023 قادمًا من مانشستر يونايتد في صفقة أحدثت صدى عالمي، يقترب عقده من نهايته في يونيو المقبل.

ويتزامن ذلك مع فتح نافذة انتقالات خاصة بين 1 و10 يونيو، تستهدف الأندية الـ32 المشاركة في النسخة الموسعة من كأس العالم للأندية، والتي تنطلق في الولايات المتحدة في 14 يونيو. ما يفتح باب الاحتمالات أمام مشاركة محتملة للنجم البرتغالي في البطولة بقميص نادٍ سعودي آخر.

مصدر وكالة الصحافة الفرنسية شدد على أن وجود رونالدو في السعودية لم يكن مجرد صفقة جماهيرية، بل شكل عاملًا حاسمًا في الارتقاء بجودة المنافسات، وفتح الباب أمام تعاقدات ضخمة مع نجوم عالميين من الصف الأول، بالإضافة إلى استقطاب مواهب شابة تبحث عن فرصة للتألق في بيئة احترافية متطورة.

وأشار إلى أن الهلال يُعد الوجهة الأكثر منطقية، لاسيما مع رغبته في دعم صفوفه قبل خوض كأس العالم للأندية، التي تمثل منصة عالمية لاستعراض تطور الكرة السعودية.

كما لم يُستبعد خيار الأهلي، لا سيما بعد تتويجه مؤخرًا بلقب دوري أبطال آسيا، ما يمنحه بطاقة تمثيل آسيا في البطولة العالمية، ويجعله خيارًا مغريًا لرونالدو الساعي إلى مجد إضافي قبل ختام مسيرته.

تصريحات رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جياني إنفانتينو، زادت من سخونة المشهد، إذ أكد خلال مقابلة مع صانع المحتوى الشهير IShowSpeed أن "هناك مناقشات" تدور حول مشاركة رونالدو في كأس العالم للأندية، قائلاً: "ربما يلعب رونالدو أيضًا مع أحد الفرق المشاركة... من يدري؟"، في إشارة إلى مفاوضات لا تزال قائمة على أعلى المستويات.

التحركات تأتي أيضًا في سياق أوسع، يشهد ضخ استثمارات هائلة من قبل المملكة في كرة القدم، كجزء من رؤية تستهدف جعل السعودية مركزًا عالميًا للرياضة.

وكانت صفقة انتقال رونالدو بداية هذا التحول، الذي تلته صفقات أخرى لنجوم عالميين، على الرغم من بعض الانتكاسات مثل إصابة البرازيلي نيمار التي أنهت موسمه مبكرًا بعد مشاركته في سبع مباريات فقط مع الهلال، رغم عقد ضخم يُقدر بـ104 ملايين دولار سنويًا.

ومع اقتراب السعودية من استضافة نهائيات كأس العالم 2034، يبدو أن الحفاظ على الأسماء اللامعة مثل رونالدو، أو إعادة توجيهها إلى أندية سعودية أخرى، بات ضرورة إستراتيجية تتجاوز حدود المستطيل الأخضر، وتمتد إلى ما هو أعمق، ضمن مشروع طموح لإعادة رسم خارطة كرة القدم العالمية انطلاقًا من الخليج.

• قمة أوروبية ساخنة: باريس وإنتر وجهاً لوجه على المجد
• النيابة العامة بالمملكة العربية السعودية تصدر حكمًا قاسيًا على محتالي حملات الحج الوهمية!