مطالب جماهيرية بعقوبات صارمة ضد "ثلاثي الهلال" بعد موقفهم الأخير في المباراة

الهلال
كتب بواسطة: حكيم الحاج | نشر في  twitter

لا تزال أصداء التصريحات الجدلية التي أدلى بها عدد من لاعبي الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال السعودي عقب فوزهم على القادسية في دوري روشن مستمرة في إثارة الجدل داخل الوسط الرياضي، لاسيما بعد أن حسم "الزعيم" مقعده الآسيوي رسميًا، والتصريحات التي بدت وكأنها موجهة بشكل مباشر ضد قرارات الجهات الرسمية الرياضية، وخاصة ما يتعلق بقضية نقاط مباراة النصر والعروبة، فجرت موجة من الانتقادات والغضب في الشارع الرياضي، ودفعت العديد من الأصوات، سواء من الجماهير أو الإعلاميين، للمطالبة بفرض عقوبات تأديبية على اللاعبين المتورطين.

وقد أطلق الإعلامي مبارك الشهري شرارة الجدل الجديد بعد أن نشر عبر حسابه في منصة "إكس" تعليقًا واضحًا ومباشرًا طالب فيه لجنة الانضباط بالاتحاد السعودي لكرة القدم بالتحرك ومحاسبة الثلاثي الهلالي الذي شن هجومًا على قرار مركز التحكيم الرياضي، في إشارة إلى روبن نيفيز، ألكساندر ميتروفيتش، وسافيتش، وقال الشهري: "إلى لجنة الانضباط بالاتحاد السعودي: انتهى الدوري ولكن لم ينتهِ عملكم"، مشيرًا إلى أن اتحاد القدم قد امتثل لقرار مركز التحكيم حول قضية نقاط العروبة، متسائلًا في الوقت ذاته عن أسباب صمت الجهات الرسمية تجاه تشكيك لاعبي الهلال في هذه القرارات، رغم كونها صادرة عن أعلى سلطة قانونية رياضية في البلاد.


إقرأ ايضاً:أندية فرنسية تتنافس على ضم "سعود عبد الحميد" لاعب روماالهلال يودع العويس وسط ترقب لصفقة حراسة مرتقبة بعد أيام

الشهرى لم يكن وحده، بل رافقه تيار واسع من جماهير النصر الذين عبّروا عن استيائهم الشديد من تصريحات لاعبي الهلال، معتبرين أن تلك التصريحات تجاوزت حدود النقد الرياضي إلى الطعن في نزاهة الجهات الرسمية، وزاد من حدة الموقف ما قاله نيفيز الذي وصف قرار لجنة التحكيم بـ"العار"، وهو تصريح لم يمر مرور الكرام، بل سرعان ما أصبح محور نقاش واسع داخل البرامج الرياضية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. وانتشرت المطالبات بمحاسبته باعتباره تجاوزًا غير مقبول تجاه مؤسسة قضائية رياضية.

ومن اللافت أن نادي الهلال لم يصدر حتى الآن أي بيان رسمي للتعليق على ما صدر من لاعبيه، وهو ما فسره البعض بمحاولة لاحتواء الأزمة بعيدًا عن التصعيد الإعلامي، بينما رأى آخرون أن الصمت قد يُفسر على أنه تواطؤ أو رضا ضمني بما قاله اللاعبون، الأمر الذي قد يعمّق الأزمة أكثر، خصوصًا في ظل التركيز الإعلامي الكبير على هذا الملف في الفترة الأخيرة.

ويُطرح في هذا السياق تساؤل جوهري حول حدود حرية التعبير الممنوحة للاعبين داخل الملاعب وخارجها، وإلى أي مدى يمكن اعتبار تصريحاتهم جزءًا من الرأي الرياضي المباح، ومتى يمكن اعتبارها تعديًا على مؤسسات رسمية أو إساءة تتطلب التدخل التأديبي؟ خاصة أن الاتحاد السعودي لكرة القدم سبق وأن تعامل بحزم في مواقف مشابهة، وفرض غرامات وإيقافات على لاعبين وإداريين بسبب تصريحات اعتُبرت خارجة عن النص أو مهينة لهيئات رياضية.

من جهة أخرى، يرى مراقبون أن هذه الأزمة تفتح الباب مجددًا لمناقشة آليات التعامل مع التصريحات الإعلامية للاعبين، وضرورة توجيه الأندية للاعبيها حول كيفية التعبير عن آرائهم ضمن الأطر النظامية، حتى لا تتحول المنافسات الرياضية إلى ساحة للفوضى اللفظية والتراشق غير المنضبط.

الجدير بالذكر أن الهلال كان قد أنهى موسمه المحلي بشكل قوي، محققًا فوزًا مهمًا على القادسية ومثبتًا مكانته كواحد من أبرز الأندية في دوري روشن، لكن هذه التصريحات قد تلطخ ختام الموسم ببعض السجالات التي لا تتماشى مع الصورة الاحترافية التي يسعى الاتحاد السعودي لكرة القدم لتكريسها على المستويين المحلي والدولي، خصوصًا في ظل الانفتاح العالمي على الرياضة السعودية في السنوات الأخيرة، والاستثمارات الكبيرة التي تضخ في القطاع الرياضي.

وفي الوقت الذي يترقب فيه الشارع الرياضي ما إذا كانت لجنة الانضباط ستتحرك رسميًا للتحقيق أو إصدار قرارات في حق الثلاثي الهلالي، تبقى التساؤلات معلقة حول مدى التزام اللاعبين، مهما كانت نجوميتهم، بلوائح السلوك والانضباط التي تنظم المشهد الكروي في السعودية، وتضمن احترام قرارات الجهات العليا، وعدم تقويض مصداقيتها أمام الجماهير.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook