"مجمع الملك عبد الله" يوضح 10 نصائح هامة لضيوف الرحمن بشأن موسم الحج 1446
مع اقتراب موسم الحج، تتزايد أهمية التوعية الصحية للحجاج لضمان أداء المناسك بسلامة واطمئنان، وفي هذا السياق، قدم رئيس تعزيز الصحة بمجمع الملك عبد الله الطبي، وليد القرني، مجموعة من النصائح الطبية التي تمثل ركيزة أساسية في حماية ضيوف الرحمن من المخاطر الصحية المحتملة خلال الرحلة الإيمانية، وقد جاءت هذه التوجيهات ضمن لقاء بثته قناة "الإخبارية"، ركز خلاله على الإجراءات الوقائية التي ينبغي على الحاج الالتزام بها قبل الشروع في أداء المناسك، وخلال أيام الحج في المشاعر المقدسة.
أكد القرني في حديثه أن أولى الخطوات التي ينبغي على الحاج القيام بها هي مراجعة الطبيب قبل السفر لأداء الحج، حيث تتيح هذه الزيارة تقييم الحالة الصحية العامة والتأكد من الاستقرار الصحي، خاصةً للحجاج الذين يعانون من أمراض مزمنة، كما شدد على ضرورة أخذ اللقاحات الأساسية، وعلى رأسها لقاح الحمى الشوكية، الذي يعد شرطًا إلزاميًا، بالإضافة إلى لقاح الإنفلونزا الموسمية، لما لذلك من دور في الحد من انتشار العدوى في الأماكن المزدحمة.
إقرأ ايضاً:معجزة طبية في مكة شفاء أربعينية من مرض جلدي أرّقها نصف عقد!"شؤون الأسرة" و"اليونيسف" يتفقان على تطوير وثيقة تعزز التكامل الإقليمي لحماية الأسرة!
وأشار إلى أهمية أن يصطحب الحاج التقارير الطبية الخاصة به، لاسيما إن كان يتلقى علاجًا مستمرًا أو يعاني من حالات صحية تستدعي متابعة دقيقة. هذا الإجراء يسهل على الفرق الطبية في المشاعر تقديم العناية الملائمة في حالات الطوارئ، ويوفر وقتًا ثمينًا في حال حدوث أي مضاعفات طبية، كما يُنصح الحاج بحمل كمية كافية من الأدوية التي يحتاجها طوال فترة الحج، مع التأكد من طريقة تخزينها وحفظها من درجات الحرارة العالية.
وفيما يتعلق بالوقاية من ضربات الشمس والإجهاد الحراري، دعا القرني إلى الالتزام باستخدام المظلة الواقية من الشمس، وتجنب التعرض المباشر لأشعتها لفترات طويلة، وأضاف أن شرب كميات كافية من المياه والسوائل من الأمور الحيوية للحفاظ على توازن الجسم، مشيرًا إلى أن الكثير من الحجاج يغفلون أهمية ذلك، ما يؤدي إلى تعرضهم لحالات الجفاف التي قد تعيق قدرتهم على استكمال مناسكهم.
كما شدد على أهمية النظافة الشخصية كخط دفاع أول ضد انتشار العدوى، لاسيما في بيئة يشترك فيها ملايين البشر في أداء المناسك. غسل اليدين بانتظام واستخدام المعقمات، والحرص على نظافة الأدوات الشخصية والملابس، تندرج جميعها ضمن سلوكيات وقائية يجب على الحاج الالتزام بها طوال فترة الحج، إلى جانب ذلك، نصح القرني بلبس الكمامة في الأماكن المزدحمة، خاصةً عند رمي الجمرات والطواف، حيث يكون التزاحم على أشده.
وفي جانب سلامة الأغذية، نوّه القرني إلى ضرورة تجنّب تناول الأطعمة المكشوفة أو غير المحفوظة بطريقة صحية، محذرًا من أن التسمم الغذائي من أكثر المشكلات التي قد تواجه الحجاج في المشاعر، كما أشار إلى ضرورة تناول الطعام من مصادر موثوقة والحرص على التوازن الغذائي، خاصةً في ظل المجهود البدني الكبير الذي يبذله الحاج خلال أداء المناسك.
وتأتي هذه التوصيات ضمن جهود مكثفة تبذلها الجهات الصحية السعودية لضمان سلامة الحجاج، والحد من انتشار الأمراض المعدية، وتحقيق حج آمن صحيًا لجميع القادمين من مختلف أنحاء العالم، وتواصل وزارة الصحة السعودية، بالتعاون مع مؤسسات الرعاية الصحية في مختلف المناطق، تنفيذ برامج توعوية وتقديم خدمات وقائية واستشارية للحجاج، إلى جانب نشر الرسائل الصحية باللغات المختلفة.
وفي ضوء التحديات الصحية العالمية، لا سيما ما يتعلق بالأمراض المعدية والظروف المناخية، تتزايد أهمية تعزيز الوعي الصحي لدى الحجاج، باعتباره أحد أهم العوامل التي تسهم في نجاح الموسم، وتعمل المملكة على تطوير خططها الوقائية بشكل مستمر، مستندةً إلى تجارب ميدانية متراكمة، وخبرات طبية عالية، جعلت من موسم الحج نموذجًا عالميًا يُحتذى به في إدارة الحشود والتعامل مع التحديات الصحية.