وزارة الشؤون الإسلامية تدشن خدمة "الفتوى عن بُعد" للحجاج بلغات متعددة

في إطار حرصها على تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، واصلت وزارة الشؤون الإسلامية، ممثلة بالأمانة العامة للتوعية الإسلامية في الحج، جهودها المكثفة لخدمة الحجاج، عبر منظومة متكاملة من التواصل "عن بعد" تهدف إلى توفير الإرشاد الشرعي الدقيق والموثوق خلال موسم حج 1446 هـ، وتقدم الوزارة خدمة الرد على استفسارات الحجاج الشرعية المتعلقة بمناسك الحج والعمرة عبر الهاتف المجاني (8002451000)، على مدار الساعة، بما يسهم في تيسير النسك والرد على ما يشغل بال الحجاج في وقت حساس ومصيري من رحلتهم الإيمانية.
الخدمة، التي باتت نموذجًا يحتذى به في التوجيه الديني العصري، تشارك فيها كوكبة تضم أكثر من 90 داعية ومترجمًا من نخبة الكوادر الدعوية التابعة للوزارة، إلى جانب متعاونين متخصصين من مختلف مناطق المملكة، ما يضمن تنوعًا معرفيًا وثقافيًا يسد احتياج جمهور المتصلين باختلاف خلفياتهم، ويتميز الطاقم بقدرته على التواصل بعشر لغات عالمية رئيسية، لتشمل معظم الجنسيات القادمة لأداء الفريضة من أنحاء العالم الإسلامي.
إقرأ ايضاً:لاستقبال الحجاج العراقيين: حرس الحدود يرفع وتيرة جهوده عبر منفذ جديدة عرعرالهلال يفتح الباب أمام رحيل البليهي.. وتكهنات حول وجهته المقبلة
الوزارة لم تكتفِ بهذا القدر، بل فعّلت أيضًا تقنيات حديثة تواكب التطورات الرقمية، فإلى جانب الاتصال الصوتي التقليدي، أصبح بالإمكان التفاعل مع الحجاج من خلال أجهزة الآيباد عبر خدمة الاتصال المرئي، بالإضافة إلى الرد الآلي الذكي، ما يعكس مرونة في التفاعل وسرعة في تقديم الإرشاد، ويقلل من أوقات الانتظار في فترات الذروة.
تأتي هذه المبادرة النوعية بتوجيه مباشر ومتابعة دقيقة من معالي الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، الذي يحرص على أن تصل رسالة الوزارة إلى كل حاج وحاجة في أي وقت ومن أي مكان، دعمًا لرؤية المملكة 2030 التي تؤكد على تسخير التقنية لخدمة الإنسان، وخاصة في المشاعر المقدسة.
هذا المشروع ليس مجرد خدمة اتصالية، بل يمثل تجسيدًا حيًا لقيم الوسطية والاعتدال التي تقوم عليها سياسة المملكة الدينية، ويهدف إلى مكافحة كل مظاهر الغلو أو الجهل بالمناسك، من خلال توجيه علمي منضبط يسير بالحاج في خطى ثابتة نحو أداء نسكه على أكمل وجه، ولعل هذا الاهتمام المتزايد من قبل الوزارة يعكس إدراكًا وطنيًا عميقًا لحساسية موسم الحج وضرورة تهيئة البيئة المعرفية والدينية المناسبة له.
الحجاج من جانبهم أبدوا ارتياحًا كبيرًا لهذه الخدمة، التي توفر لهم راحة نفسية بالغة، كونها تزيل الغموض عن بعض تفاصيل الشعائر التي قد يختلط فهمها، خاصة لأولئك القادمين من بيئات ثقافية مختلفة أو لا يجيدون العربية، ويصف كثير منهم التجربة بأنها “حج رقمي ميسر” يدمج بين روحانية المكان ومرونة التقنية.
وقد استطاعت الوزارة من خلال هذه المنصة أن تحقق تفاعلًا كبيرًا في الأيام الماضية، حيث تجاوز عدد المكالمات اليومية الآلاف، ما يثبت نجاح المشروع وجدواه، بل ويحفّز على تعميمه مستقبلًا ليشمل مواسم أخرى، ويصبح نموذجًا إقليميًا وعالميًا في دمج الفتوى مع التقنيات الحديثة.
وفي ظل هذه الجهود المتكاملة، تؤكد الوزارة أنها ماضية في تطوير الخدمات الدعوية والإرشادية، ليس فقط خلال موسم الحج، بل على مدار العام، بما يعزز من جودة التواصل الديني الرسمي، ويجعل من كل مناسبة دينية فرصة لبناء جسور الثقة والمعرفة بين العلماء والجمهور.