200 شجرة في "إرادة خضراء": الدمام تشهد تحول بيئي يدعم صحة المرضى والمجتمع

في خطوة تعكس التزام المملكة العربية السعودية بتحقيق مستهدفات رؤية 2030 في مجالات البيئة والاستدامة، أطلق مجمع إرادة للصحة النفسية بالدمام، أحد مكونات تجمع الشرقية الصحي، مبادرة نوعية تحت عنوان "إرادة خضراء"، تستهدف تعزيز الجانب البيئي والصحي داخل المنشأة والمجتمع المحيط بها. المبادرة، التي تم تدشينها مؤخرًا، شملت زراعة 200 شجرة على مساحة تقدر بـ2100 متر مربع داخل المجمع، في إطار المساهمة الفاعلة في مبادرتي "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر"، اللتين أطلقتهما المملكة لترسيخ مفاهيم التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة في مختلف مناطقها.
رئيس تشغيل مجمع إرادة والصحة النفسية بالدمام، الدكتور مرجع بن علي اليامي، أوضح خلال حفل التدشين أن مبادرة "إرادة خضراء" لا تقتصر فقط على زراعة الأشجار، بل تتضمن رؤية متكاملة لتشجير عدد من مرافق المجمع وتهيئة بيئة صحية وجمالية للمرضى والمراجعين والعاملين، كما أشار إلى أن المبادرة صاحبتها إقامة جناح تعريفي سلط الضوء على الجهود البيئية التي يبذلها الشركاء، وفي مقدمتهم أمانة المنطقة الشرقية، وفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة، الذين أسهموا بشكل فاعل في دعم المبادرة من خلال الإمكانات الفنية واللوجستية التي قدموها.
إقرأ ايضاً:سجّل الآن قبل فوات الأوان.. انتهاء مهلة تسجيل 55 حيًا الخميسنجم مانشستر يونايتد في طريقه إلى السعودية؟ الهلال ينتظر الكلمة الفاصلة!
المعرض المصاحب لتدشين المبادرة كان مناسبة لتعزيز الوعي البيئي بين الزوار، حيث تم عرض عدد من البرامج التوعوية التي تتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، وخاصة في ما يتعلق بالحفاظ على البيئة واستدامة مواردها الطبيعية، كما أتاح المعرض للزوار فرصة المشاركة في عملية زراعة الشتلات، وهو ما يعزز من تفاعل المجتمع مع المبادرات البيئية، ويخلق شعورًا بالمسؤولية المشتركة تجاه تحسين المشهد الحضري والبيئة العامة.
وأكد الدكتور اليامي أن "إرادة خضراء" تتماشى مع مبادرة "أنسنة المنشآت"، التي تهدف إلى تحويل المنشآت الصحية إلى بيئات أكثر راحة وإنسانية، من خلال تحسين التجربة البصرية والنفسية للمراجعين، وأشار إلى أن زراعة الأشجار داخل المجمع لها فوائد متعددة، تبدأ من تحسين جودة الهواء وخفض الانبعاثات الكربونية، ولا تنتهي عند حدود الجماليات، بل تشمل تعزيز الصحة النفسية لمتلقي الخدمة والعاملين على حد سواء، باعتبار أن الطبيعة الخضراء لها دور مثبت علميًا في تقليل التوتر وتحسين المزاج العام.
وكانت انطلاقة المبادرة قد شهدت حضور عدد من الشخصيات الرسمية والقيادات في القطاعين الصحي والبلدي، من بينهم المهندس سلطان بن صالح الشتيوي، مدير عام الإدارة العامة للحدائق وعمارة البيئة بأمانة المنطقة الشرقية، والمهندس صلاح الرميح، مدير إدارة الجودة والرقابة، والمهندس عبدالمحسن البراهيم، مدير إدارة التشجير، إلى جانب ليلى الضامن، مديرة إدارة خدمات البيئة بتجمع الشرقية الصحي، وعدد من مسؤولي مجمع إرادة للصحة النفسية.
هذا التفاعل الرسمي والمجتمعي يعكس حجم الاهتمام المتزايد في المملكة بالقضايا البيئية، ويجسّد التكامل بين الجهات الصحية والخدمية في تحقيق أهداف مشتركة تتعلق بجودة الحياة والاستدامة البيئية، كما أن توزيع الشتلات على الزوار يحمل رسالة توعوية هادفة، مفادها أن الاهتمام بالبيئة يبدأ من الفرد، وأن المبادرات الكبرى تبدأ بخطوات بسيطة كزراعة شجرة.
وتمثل هذه المبادرة نموذجا يحتذى به في كيفية دمج الصحة النفسية مع البيئة المستدامة، من خلال توفير بيئة علاجية داعمة ومريحة نفسيًا، تنسجم مع الرؤية الشاملة للمملكة في بناء مجتمع صحي، مزدهر، ومتوازن في كل النواحي، صحية كانت أم بيئية. كما تفتح المبادرة الباب أمام منشآت صحية أخرى في المملكة لتبني أفكار مشابهة، تنقل مفهوم الرعاية الصحية من نطاقه التقليدي إلى آفاق أوسع، تتداخل فيها الصحة الجسدية والنفسية مع البيئة والمجتمع.