3 تواريخ لبداية الصيف تُربك التقويمات: المسند يوضح الفارق بين المناخ والفلك والنجوم

3 تواريخ لبداية الصيف تُربك التقويمات.
كتب بواسطة: صالح سدير | نشر في  twitter

أثار إعلان أستاذ المناخ السابق بجامعة القصيم، الدكتور عبدالله المسند، جدلًا معرفيًا جديدًا حول الموعد الحقيقي لبداية فصل الصيف في المملكة والعالم، وذلك بعد أن أوضح وجود ثلاث روايات زمنية متباينة، تُستخدم كل واحدة منها وفق مرجعيات مختلفة.

وبينما اعتاد المواطنون التعامل مع الفصول حسب الأحوال الجوية أو الحسابات الفلكية، أشار المسند إلى أهمية التمييز بين التقويمات المناخية والفلكية والتقاليد المرتبطة بالنجوم، موضحًا أن كل نظام منها يستند إلى منطق علمي أو تراثي خاص، ما قد يُحدث ارتباكًا في الفهم الشعبي لمواسم العام، وخاصة فصل الصيف الذي يشكل تحديًا مناخيًا كبيرًا في المنطقة.


إقرأ ايضاً:قفزة الذهب تشعل الأسواق.. أفضل أداء أسبوعي منذ ستة أسابيعدراسة ألمانية: العطور قد تهدد صحتنا بتفاعلات كيميائية غير مرئية

وبحسب توضيحات المسند، فإن التقويم المناخي العالمي، المعتمد لدى مراكز الأرصاد الجوية ومؤسسات الرصد المناخي، يُحدد بداية فصل الصيف في الأول من يونيو، ويستمر حتى نهاية شهر أغسطس، ويرتكز هذا النظام على معدلات درجات الحرارة الفصلية، ويُستخدم بشكل واسع في التحاليل الإحصائية والدراسات المناخية الدولية.

ويُعد هذا التقويم الأنسب لتوصيف تغيرات الطقس ورصد الظواهر المناخية المتطرفة، ويُعتمد كذلك في معظم الخرائط المناخية الرسمية، إلا أن هذا التقسيم يبتعد عن الفلك ويعتمد فقط على المؤشرات الحرارية، ما يجعل بعض الخبراء يعتبرونه تقويمًا وظيفيًا أكثر من كونه طبيعيًا.

وفي المقابل، يبرز التقويم النجمي أو ما يُعرف في الجزيرة العربية بتقويم الأنواء، وهو نظام تراثي راسخ يعتمد على طلوع النجوم ومواقعها في السماء، حيث يُعتبر طلوع نجم الثريا في السابع من يونيو إعلانًا تقليديًا لبداية الصيف.

ويشكل هذا الموعد مرجعية ثقافية وزراعية متجذرة لدى الأجيال، خاصة في البيئات البدوية والزراعية، حيث تُربط مواسم الحرّ ومواسم الزراعة والنشاطات الموسمية بحركة النجوم، ويرى المسند أن لهذا النظام دلالات رمزية وعملية معًا، إذ ينسجم مع معايشة الإنسان القديم للطبيعة ومراقبته الدقيقة للسماء، مما منح هذا التقويم مصداقية محلية رغم بعده عن الدقة العلمية الحديثة.

أما الحسابات الفلكية، فتضع بداية فصل الصيف في يوم 21 يونيو من كل عام، وهو الموعد الذي يُعرف بالانقلاب الصيفي، حيث تتعامد الشمس تمامًا على مدار السرطان، ويُسجل أطول نهار في نصف الكرة الشمالي.

ويُعتمد هذا الموعد في الحسابات الفلكية الدقيقة حول العالم، ويُستخدم في التقاويم العلمية الرسمية، ويمثل هذا التقويم نموذجًا للضبط الفلكي الدقيق، غير أن ارتباطه بالحياة اليومية في البيئات المحلية يظل محدودًا، خاصة في المجتمعات التي لا تعتمد على الرصد الفلكي المباشر في أنشطتها الموسمية.

ويُرجع الدكتور المسند هذا التباين بين بدايات فصل الصيف إلى اختلاف المرجعيات التي يعتمدها كل تقويم، فالتقويم المناخي ينطلق من المعطيات الحرارية وبيانات الطقس، بينما يُبنى التقويم النجمي على التراث الشعبي والمعاينة البصرية لحركة النجوم، في حين يعتمد التقويم الفلكي على الحسابات الفلكية الدقيقة وحركة الأرض حول الشمس.

ولفت إلى أن كل تقويم يؤدي وظيفة معينة ويخدم فئة محددة، سواء كانت هيئات علمية أو مجتمعات محلية أو مؤسسات زراعية، مشيرًا إلى أهمية فهم هذه الاختلافات وعدم اعتبارها تناقضًا، بل تنوعًا في طرق قراءة الطبيعة.

وتأتي تصريحات المسند في وقت يتزايد فيه الاهتمام المجتمعي بمتابعة التغيرات المناخية، خاصة مع ما تشهده المملكة من تحولات واضحة في أنماط الطقس، وارتفاع درجات الحرارة بشكل غير معتاد في بعض الفترات.

كما تتزامن مع بدء استعدادات كثير من القطاعات، لا سيما الزراعية والبيئية، لموسم الصيف الطويل، الذي تزداد فيه معدلات التبخر والاحتياج المائي، إلى جانب ارتفاع معدلات استخدام الطاقة والطلب على الخدمات التبريدية، ويُشكل تحديد بداية الصيف بدقة عاملاً مهمًا في تنظيم تلك الأنشطة وتخطيط الحملات التوعوية والمشاريع الموسمية.

وفي ضوء هذا التعدد الزمني، يؤكد المسند أن على الجهات المعنية، من مراكز الأرصاد إلى الهيئات الزراعية، أن توضح الفروقات بين هذه التواريخ للجمهور، وأن تختار ما يتناسب مع أهدافها ومجال عملها.

كما شدد على أن الوعي المجتمعي بهذه التفاصيل يُسهم في تعزيز الثقافة المناخية والفلكية، ويُساعد الأفراد في فهم طبيعة التغيرات الجوية بشكل أفضل، واختتم تصريحه بالتأكيد على أن فهم الفصول لا يقتصر على التاريخ المدون، بل يتطلب مراقبة مستمرة للواقع المناخي والظواهر المرتبطة به، في ظل التغيرات البيئية المتسارعة التي يشهدها العالم.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook