وزارة البيئة تحبط محاولة توزيع بطاطس غير صالحة للاستهلاك الآدمي بالقريات
في إطار جهودها المتواصلة لحماية صحة المستهلك وضمان سلامة السلع الغذائية المتداولة في الأسواق المحلية، أعلن فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة الجوف، ممثلًا بمكتب الوزارة في محافظة القريات، عن ضبط كمية كبيرة من البطاطس غير الصالحة للاستهلاك الآدمي بلغ وزنها نحو 25 طنًا، وذلك بعد التأكد من فسادها من خلال مؤشرات واضحة ظهرت على المنتج من حيث التغير في اللون والرائحة وظهور علامات التلف الظاهرية التي تؤكد عدم صلاحيته.
وأفاد الفرع في بيان رسمي أن عملية الضبط جاءت في أعقاب جولات رقابية ميدانية مكثفة نفذتها الفرق المختصة، بالتعاون مع الجهات المعنية ذات العلاقة، بهدف متابعة مدى التزام منشآت تداول المنتجات الزراعية بالاشتراطات الصحية ومعايير الجودة، وبيّن أن الضبطية تم التحفظ عليها بشكل فوري بعد ثبوت مخالفتها للوائح الصحة العامة وسلامة الأغذية، مشيرًا إلى أن الإجراءات النظامية جارية لاستكمال عملية الإتلاف الكامل للكمية المضبوطة، بما يضمن منع تسربها إلى الأسواق المحلية أو وصولها إلى يد المستهلك بأي شكل من الأشكال.
إقرأ ايضاً:انقطاع مفاجئ في منصة "إكس" ويؤثر على ملايين المستخدمين حول العالمرياح وغبار وأمطار رعدية تضرب مناطق عدة في المملكة اليوم بحسب "الأرصاد"
وأكدت وزارة البيئة والمياه والزراعة أن هذه الضبطية تعد واحدة من أبرز نتائج خططها الاستباقية التي تنفذها ميدانيًا، في سياق تعزيز الرقابة على السلع الزراعية والغذائية، واتساقًا مع التوجيهات العليا الرامية إلى ضمان بيئة غذائية آمنة وخالية من الملوثات والمخاطر التي قد تهدد الصحة العامة، لا سيما في ظل تنامي حجم الحركة التجارية وتنوع مصادر المنتجات الزراعية في المملكة.
وأوضحت الوزارة أن الكوادر الرقابية التابعة لها تعمل وفق منهجية مدروسة تشمل الاستجابة السريعة لجميع البلاغات والملاحظات الواردة من المواطنين والمقيمين، إلى جانب تنفيذ زيارات دورية مفاجئة تستهدف رصد أي تجاوزات أو محاولات لتمرير منتجات غير مطابقة للمواصفات القياسية المعتمدة، وفي هذا السياق، دعت الوزارة جميع الجهات التجارية المعنية بقطاع الزراعة والغذاء إلى ضرورة الالتزام بالأنظمة واللوائح، محذرة من أن أي مخالفة تُكتشف ستقابل بإجراءات صارمة دون تهاون أو تساهل، سواء من حيث مصادرة المواد المخالفة أو تطبيق الغرامات والإحالة للجهات المختصة في الحالات الجسيمة.
وفيما يتعلق بتفاصيل الضبط، أوضح المسؤولون في مكتب الوزارة بمحافظة القريات أن الكمية المضبوطة كانت مجهزة للتوزيع في السوق المحلي، وقد تم الكشف عنها خلال عمليات التفتيش الميداني التي شملت عددًا من المخازن والمراكز المخصصة لتخزين وتوزيع المنتجات الزراعية، وقد تم سحب عينات من الكمية المشتبه بها وإخضاعها للفحص، حيث أظهرت النتائج تدهورًا واضحًا في خواص البطاطس بسبب سوء التخزين وعدم مراعاة اشتراطات النظافة والحفظ الحراري، ما أدى إلى سرعة فسادها وتحولها إلى مادة ضارة بالصحة العامة.
من جانبه، أشاد عدد من المواطنين والمزارعين في المنطقة بهذا التحرك الرقابي، مؤكدين أهمية مثل هذه الحملات في حماية الأسواق المحلية من المنتجات التالفة وغير الآمنة، والحفاظ على سمعة المنتجات الوطنية التي تتمتع بجودة عالية وتخضع لمراقبة صارمة، كما طالبوا بتكثيف الجولات الرقابية وتوسيع نطاقها لتشمل جميع مراحل سلسلة الإمداد الغذائي، من المزرعة إلى المستهلك.
ويأتي هذا الإنجاز في وقت تعمل فيه وزارة البيئة والمياه والزراعة على تنفيذ حزمة من المبادرات الرامية إلى تعزيز الأمن الغذائي ورفع كفاءة الإنتاج المحلي وضمان تداوله وفق أعلى معايير الجودة، مع التركيز على تطوير القدرات الرقابية والكوادر البشرية المؤهلة وتوفير الإمكانات الفنية والتقنية اللازمة لرصد أي مخالفات أو ممارسات ضارة.
وتؤكد الوزارة في هذا الصدد أن الحفاظ على صحة الإنسان هو أحد أركان استراتيجيتها، وأنها ماضية في مواصلة الجهود الرقابية والتوعوية من خلال التعاون مع مختلف الجهات الحكومية ذات العلاقة، إضافة إلى إشراك المجتمع في الإبلاغ عن أي منتجات مشبوهة أو غير مطابقة للمواصفات، عبر القنوات الرسمية المخصصة لذلك.