انقطاع مفاجئ في منصة "إكس" ويؤثر على ملايين المستخدمين حول العالم

شهدت منصة التواصل الاجتماعي «إكس» اليوم السبت انقطاعات مفاجئة ومتكررة أثّرت على ملايين المستخدمين حول العالم، وسط تزايد الشكاوى من عدم القدرة على استخدام الخدمات الأساسية للمنصة، وقد تفاجأ عدد كبير من المستخدمين بعدم استجابة التطبيق للتحميل أو التفاعل مع المحتوى، ما دفع كثيرين إلى مشاركة تجاربهم وملاحظاتهم على منصات بديلة، مؤكدين أن الخلل التقني واسع النطاق وشمل مناطق متعددة على مستوى العالم.
وتعد هذه الحادثة من بين أبرز الأعطال التقنية التي تواجهها المنصة خلال العام الجاري، في ظل تساؤلات متزايدة عن موثوقية البنية التحتية الرقمية لها، وأشار العديد من المستخدمين في تقارير متفرقة، خاصة من داخل الولايات المتحدة، إلى تلقيهم رسالة خطأ متكررة أثناء محاولة تحديث المحتوى على التطبيق، تقول: «حدث خطأ ما.. حاول إعادة التحميل»، وقد بلغت عدد الشكاوى الموثقة من داخل الولايات المتحدة وحدها أكثر من 25 ألف بلاغ، ما يشير إلى اتساع نطاق الأزمة وصعوبة التفاعل الطبيعي مع خصائص المنصة.
إقرأ ايضاً:ماذا يحدث؟ الهلال يتعرض لموقف محرج قبل الكشف عن "صفقة أوسيمين" رسمياالاتفاق تم.. إنزاجي مدربًا للهلال بداية من الموسم الجديد
وتزامناً مع اتساع رقعة الانقطاع، لم تصدر الشركة المالكة للتطبيق حتى لحظة إعداد هذا التقرير أي بيان رسمي يوضح طبيعة الخلل أو المدة الزمنية المتوقعة لإصلاحه، ما أثار حالة من الغموض بين أوساط المتابعين والمحللين التقنيين، ويأتي هذا في وقت حساس بالنسبة للمنصة التي تخوض منذ فترة مرحلة من التغييرات الإدارية والتقنية الكبيرة، في إطار إعادة هيكلة شاملة تهدف لتعزيز تجربة المستخدم وتحقيق عوائد مالية أعلى.
ويمثل العطل الحالي ثاني أزمة فنية كبيرة تضرب المنصة منذ مطلع العام، إذ كانت «إكس» قد تعرضت في مارس الماضي لانقطاع فني مفاجئ استمر نحو 30 دقيقة، وأدى إلى توقف مؤقت في إرسال الرسائل المباشرة والتفاعل مع المنشورات، وتسببت تلك الحادثة السابقة في تراجع ملحوظ في مؤشرات الأداء اللحظي للمنصة، وأثارت موجة من الانتقادات حول ضعف الاستجابة التقنية للأعطال الطارئة.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتزايد فيه الضغوط على كبرى شركات التقنية لضمان استمرارية خدماتها، خصوصاً في ظل تنامي اعتماد الأفراد والشركات على المنصات الرقمية في التواصل والإعلام والتسويق، ويُنظر إلى أي انقطاع مفاجئ في هذه الخدمات باعتباره تهديداً محتملاً لتجربة المستخدم وثقة الجمهور، ما قد ينعكس سلباً على سمعة العلامة التجارية وتأثيرها السوقي.
ومع غياب التوضيحات الرسمية حتى الآن، تتجه الأنظار إلى فريق الدعم الفني للمنصة لمعرفة ما إذا كان الانقطاع ناتجاً عن خلل داخلي في الخوادم أو نتيجة هجمات إلكترونية أو ضغوط على البنية التحتية الرقمية للتطبيق، وفي هذا السياق، لم تخل بعض التحليلات من التكهنات حول احتمال تعرض المنصة لمحاولات اختراق أو هجمات «حجب الخدمة»، وهي سيناريوهات سبق أن طالت منصات أخرى خلال السنوات الماضية.
ويخشى كثير من المستخدمين أن تتكرر هذه الانقطاعات في المستقبل القريب، في حال لم تتخذ الشركة إجراءات جذرية لتحسين قدرتها على التعامل مع الطوارئ التقنية، وفي ظل التنافس الشرس في سوق التطبيقات والمنصات الاجتماعية، تعد الاستجابة السريعة للأعطال من أبرز مؤشرات كفاءة الإدارة التقنية وقدرتها على الحفاظ على ثقة الجمهور.
وبينما يستمر المستخدمون في البحث عن معلومات أو بدائل مؤقتة عبر منصات أخرى، تبقى التساؤلات مطروحة حول مدى استعداد شركة «إكس» لمواجهة الأزمات التقنية المتكررة، وما إذا كانت هناك خطة طوارئ فعالة تمكنها من ضمان الحد الأدنى من الخدمة دون انقطاع في المستقبل، ومن المرجح أن تشكل هذه الحادثة محور نقاش واسع بين خبراء التقنية في الأيام المقبلة، لا سيما في ظل غياب الشفافية من جانب إدارة المنصة بشأن أسباب الخلل وسُبل تفادي تكراره.