الداخلية تُغرم حتى 100 ألف ريال لمن يصدر تأشيرات زيارة لحجاج بدون تصريح
في إطار جهودها الحثيثة لتنظيم موسم الحج وضمان انسيابيته وفق الأنظمة والتعليمات المعتمدة، أكدت وزارة الداخلية السعودية أنها ستبدأ اعتبارًا من اليوم الأول من شهر ذي القعدة وحتى نهاية اليوم الرابع عشر من شهر ذي الحجة بتطبيق عقوبات صارمة بحق كل من يخالف الأنظمة المتعلقة بالحج، وتحديدًا فيما يخص إصدار تأشيرات الزيارة لمن يحاول أداء الحج دون تصريح رسمي، وقد شددت الوزارة على أن الغرامة المالية قد تصل إلى 100 ألف ريال سعودي لكل من يثبت قيامه بتقديم طلب إصدار تأشيرة زيارة – بجميع أنواعها – لأشخاص تبين لاحقًا قيامهم أو محاولتهم أداء الحج دون ترخيص، أو دخول مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة أو البقاء فيها خلال الفترة المحددة، التي تسبق أيام الحج وتشمل ذروته.
وأوضحت الوزارة في بيانها أن الغرامة لا تقتصر على الشخص المخالف فحسب، بل تتعدد بتعدد الأشخاص الذين تم إصدار تأشيرات زيارة لهم بالمخالفة للأنظمة، وقاموا بمحاولة أداء فريضة الحج أو دخول المشاعر المقدسة دون الحصول على التصريح الرسمي المعتمد من الجهات المختصة، ويأتي هذا الإجراء ضمن سلسلة من التدابير الاحترازية التي اتخذتها الجهات المعنية لتأمين سلامة الحجاج، وتيسير أداء المناسك بطريقة منظمة وآمنة، تماشياً مع الخطط التي وضعتها الدولة لضمان أن تتم شعائر الحج في أجواء روحانية يسودها النظام والانضباط.
إقرأ ايضاً:الهلال يُجهز عرضا بـ80 مليون جنيه إسترليني لضم نجم مانشستر يونايتدالفيفا يُحدد مسار كأس العرب 2025: تصنيفات ومواجهات حاسمة
ويعكس هذا التوجيه الصارم حرص حكومة المملكة العربية السعودية على منع أي تجاوزات أو محاولات للالتفاف على الأنظمة، خصوصًا في ظل ما يتطلبه تنظيم الحج من جهود لوجستية وأمنية هائلة، وما يستوجبه من سيطرة دقيقة على أعداد الحجاج وتدفقاتهم إلى المشاعر، بما يحفظ أمنهم وسلامتهم. فالتصريح الرسمي لأداء الحج لم يُفرض عبثاً، بل هو ضرورة حتمية لتفادي التكدس البشري، وتوفير الرعاية والخدمات المناسبة، سواء الصحية أو الأمنية أو الإرشادية، لكل حاج على حدٍ سواء.
وفي السياق ذاته، شددت وزارة الداخلية على أنها لن تتهاون في تطبيق العقوبات المقررة بحق كل من يثبت تورطه في تسهيل دخول غير المصرح لهم إلى مكة المكرمة والمشاعر، سواء من خلال إصدار التأشيرات أو النقل أو الإيواء، أو حتى التستر على المخالفين، وأضافت أن أجهزة الرصد والمتابعة تعمل على مدار الساعة لمراقبة جميع المنافذ والنقاط الأمنية المؤدية إلى مكة والمشاعر، وأنها تعتمد أحدث التقنيات والأنظمة الذكية لرصد المخالفات وضبطها في حينها.
ودعت الوزارة المواطنين والمقيمين إلى ضرورة الالتزام التام بالتعليمات الرسمية، وعدم الانسياق وراء أي دعوات مخالفة قد تروج لها بعض الجهات أو الأفراد بغرض تحقيق مكاسب مادية أو التحايل على النظام، مؤكدة أن الأنظمة واضحة وصريحة، وأن الحج فريضة لا تتم إلا وفق الترتيبات والتنظيمات التي أقرتها الدولة حمايةً لحجاج بيت الله الحرام.
وتأتي هذه الخطوة في إطار خطة وطنية شاملة لتنظيم موسم الحج، حيث تعمل الجهات المختصة بتكامل وتنسيق لتوفير بيئة آمنة وميسرة لحجاج بيت الله من جميع أنحاء العالم، وضمان ألا يشوب أداءهم لهذه الفريضة أي خلل ناتج عن تكدس أو تجاوز للأنظمة، ويُعد منع دخول غير المصرح لهم إلى المشاعر خطوة رئيسية نحو تحقيق هذا الهدف، خاصة في ظل محدودية الطاقة الاستيعابية، والحاجة إلى توفير الخدمات بكفاءة وجودة عالية.
وتحذر وزارة الداخلية كل من تسوّل له نفسه الإقدام على تسهيل الحج المخالف، مؤكدة أن العقوبات لا تقتصر على الغرامة المالية، بل قد تشمل الترحيل والمنع من الدخول للمملكة لفترات محددة في حال كان المخالف من غير السعوديين، وأهابت بالجميع التعاون مع الأجهزة الأمنية والجهات المنظمة، والإبلاغ عن أي حالات اشتباه أو مخالفات، سعيًا إلى موسم حج آمن ومنظّم يعكس صورة المملكة في خدمة ضيوف الرحمن على الوجه الأمثل.