الأمن العام يستخدم الدرون لتطبيق أقسى العقوبات على المخالفين

في خطوة تعكس التطور التكنولوجي المتسارع الذي تشهده المملكة، فعّلت قوات أمن الحج منظومة حديثة من التقنيات الذكية، كان من أبرزها الطائرات المسيّرة، وذلك ضمن خطة رقابية شاملة تهدف إلى تعزيز أمن وسلامة ضيوف الرحمن خلال موسم حج هذا العام، هذه الخطوة تؤكد مدى جاهزية المملكة لحماية الحجاج، وضبط النظام، ومنع أي تجاوزات قد تؤثر على سلاسة أداء الشعائر في المشاعر المقدسة.
وفي مشهد يرمز إلى الجدية والانضباط، بثّ حساب "الأمن العام" عبر منصة "X" مقطع فيديو لطائرة مسيّرة مجهزة بكاميرا عالية الدقة وهي تقوم بجولات رقابية في سماء المشاعر، الفيديو أظهر كيف تُستخدم هذه الطائرات لرصد المخالفين الذين يحاولون التسلل إلى المشاعر المقدسة لأداء الحج دون تصريح نظامي، سواء كانوا أفرادًا أو مركبات، في تطبيق فعلي وميداني صارم لشعار "لا حج بلا تصريح"، الذي بات يشكّل عنوانًا رئيسيًا في جهود التنظيم.
إقرأ ايضاً:"سدايا" تعزز جاهزية مطار المدينة المنورة بـ20 بوابة إلكترونية لخدمة الحجاجرغم انتصار إنتر في الجولة الأخيرة.. نابولي يتوج بطلا للدوري الإيطالي
هذه الطائرات، التي تعمل بتقنيات متقدمة، ليست إلا جزءًا من منظومة متكاملة تشمل الذكاء الاصطناعي، والكاميرات الحرارية، إلى جانب نقاط تفتيش عالية الكفاءة موزعة بشكل استراتيجي على مداخل ومخارج المشاعر، كل ذلك يأتي ضمن استراتيجية أمنية دقيقة وضعتها الجهات المختصة لضمان أعلى درجات الانضباط والتنظيم، في وقت يشهد فيه الحج إقبالاً كبيرًا من مختلف أنحاء العالم.
وقد جاءت هذه الإجراءات امتدادًا لنهج المملكة في توظيف أحدث وسائل التقنية لخدمة الحرمين الشريفين، وتوفير أقصى درجات الأمان للحجاج، فالمملكة تدرك أن النجاح في تنظيم موسم الحج لا يقتصر على توفير البنية التحتية فحسب، بل يشمل أيضًا الإدارة الذكية للحشود، والتعامل الاستباقي مع أي تهديد محتمل، بما يضمن بيئة روحانية خالية من أي عراقيل أو مخالفات.
وتُعدّ هذه المنظومة الأمنية الذكية امتدادًا لخطط التحول الرقمي الطموحة التي تتبناها المملكة في جميع قطاعاتها، خاصة تلك المرتبطة بخدمة ضيوف الرحمن، فالتكامل بين العنصر البشري المدرب والتقنية المتطورة أثبت فعاليته في التحكم الدقيق في حركة الحجاج، وتقليل نسب التسلل والمخالفات بشكل غير مسبوق، ما ينعكس إيجابًا على جودة تجربة الحج وسهولة أداء المناسك.
ويؤكد المتحدثون الرسميون باسم الأمن العام أن هذه التقنيات الحديثة مكّنت الفرق الأمنية من تغطية مناطق واسعة في وقت قياسي، مع تقديم معلومات لحظية دقيقة تساعد في اتخاذ قرارات ميدانية سريعة، الطائرات المسيّرة، على وجه الخصوص، شكّلت أداة فعالة في المراقبة من الجو، سواء خلال ساعات النهار أو الليل، بفضل الكاميرات الحرارية المتطورة التي يمكنها رصد التحركات في أي ظروف بيئية.
ولا تقتصر مهام هذه المنظومة على الكشف فقط، بل تشمل أيضًا رصد وتوثيق أي محاولة لاختراق التعليمات المنظمة للحج، وهو ما يساعد الجهات الأمنية والقضائية على تطبيق العقوبات المقررة بحق المخالفين، ويأتي ذلك تأكيدًا على ما أعلنته وزارة الداخلية سابقًا من أن العقوبات على من يُضبط دون تصريح حج تشمل غرامات مالية كبيرة، والسجن، والترحيل لغير السعوديين.
الواقع يؤكد أن المملكة تواصل البناء على تجاربها المتراكمة في إدارة الحج، وتُصرّ على تحويل التحديات الأمنية واللوجستية إلى فرص للتميز التقني والتنظيمي، وما نشهده اليوم من توظيف واسع للطائرات المسيّرة وغيرها من التقنيات المتقدمة، ما هو إلا برهان واضح على رغبة المملكة في أن يكون موسم الحج نموذجًا يُحتذى به عالميًا في إدارة الحشود بالمقاييس الذكية.
وبينما تتجه أنظار العالم إلى المشاعر المقدسة، يُسجّل الأمن السعودي إنجازًا آخر في سجل نجاحاته المتتالية، حيث باتت التقنية ذراعًا حيوية في منظومة الحج، تضمن الالتزام بالتعليمات، وتحفظ سلامة الملايين، وتُحقق شعار "حج آمن، ميسّر، ومنظم" بكل ما تحمله الكلمة من معنى.