معجزة طبية في الرياض: إنقاذ ثمانيني من موت محقق بانفجار الشريان الأورطي

مستشفى دكتور سليمان الحبيب
كتب بواسطة: سعيد مبارك | نشر في  twitter

سطر مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالتخصصي إنجازاً طبياً جديداً، حيث تمكّن فريقه الطبي من إنقاذ حياة مريض في العقد الثامن من عمره، بعد إصابته بانفجار حاد في الشريان الأورطي الصدري، وهي حالة طبية نادرة وخطرة تصل نسبة الوفاة فيها إلى 100%، ما لم يتم التدخل السريع والدقيق.

بدأت فصول القصة عندما تم نقل المريض، وهو ثمانيني، إلى قسم الطوارئ في المستشفى قادماً من مستشفى آخر، وهو في حالة حرجة جداً، كان المريض يعاني من نزيف شديد في الجهة اليسرى من الصدر، بالإضافة إلى ضرر كبير بالرئة، كما أظهرت الأعراض تسارعاً في نبضات القلب، وانخفاضاً مقلقاً في ضغط الدم، إلى جانب تدنٍ في نسبة الأكسجين في الدم، كما شكا المريض من آلام حادة في الصدر وأعلى الظهر، امتدت إلى الذراعين والبطن، ما دفع الفريق الطبي إلى التعامل مع الحالة كطارئة قصوى تستوجب تدخلاً سريعاً ودقيقاً.


إقرأ ايضاً:رئاسة الحرمين تُطلق أضخم بوابة رقمية لإثراء تجربة الحجاج 1446إحباط عملية تهريب ضخمة في جازان: القبض على 6 مخالفين بحوزتهم 400 كيلوجرام من القات المخدر

وتولت د، أمامة حمد الموسى، استشارية جراحة الأوعية الدموية، الحاصلة على البوردين الكندي والأمريكي وزمالة التخصص الدقيق من كندا، قيادة الفريق الطبي، وفي تصريح لها، أوضحت أن الحالة كانت بالغة التعقيد وتتطلب تشخيصاً دقيقاً وسريعاً، وهو ما دفع الفريق إلى إجراء حزمة من الفحوصات شملت فحص صدى القلب (Echocardiogram)، والتصوير المقطعي بالصبغة (CTA)، وكشفت النتائج عن انفجار في الشريان الأورطي نتيجة توسع غير طبيعي يُعرف بـ"أم الدم" أو (Aneurysm)، ما تسبب في نزيف دموي داخلي حاد وضرر في الرئة.

وفي سباق مع الزمن، وضع الفريق الطبي خطة علاجية عاجلة، استندت إلى أحدث ما توصلت إليه التقنيات الطبية، وتم اتخاذ القرار بإجراء عملية طارئة خلال ساعتين فقط من وصول المريض إلى الطوارئ، باستخدام تقنية القسطرة العلاجية المدعومة بالأشعة التداخلية، وجرى التدخل الجراحي عبر الشريان الفخذي، حيث تم إدخال دعامة مغلفة إلى منطقة التمزق في الشريان الأورطي داخل الصدر، بهدف تغطية المنطقة المتضررة ووقف النزيف على الفور.

ولم تقف الجهود عند هذا الحد، إذ استكمل التدخل الجراحي بقيادة د، سامي النصار، استشاري جراحة الصدر والرئة، الذي قام بتفريغ الدم المتجمع في التجويف الصدري، ما أسهم في استعادة التنفس الطبيعي للمريض، وتحسين وظائف الرئة.

وقد تكللت هذه الجهود المتكاملة بنجاح باهر، حيث استعاد المريض وعيه تدريجياً، وبدأ في التعافي وسط رعاية طبية دقيقة ومتابعة حثيثة، وأظهرت الفحوصات اللاحقة للعملية توقف النزيف بالكامل، وتحسناً كبيراً في الحالة الصحية العامة للمريض، الذي تخلص من جميع الأعراض التي كان يعاني منها سابقاً.

وأكدت د، الموسى أن نجاح هذه العملية المعقدة ليس وليد الصدفة، بل هو نتيجة مباشرة للإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها المستشفى، من كفاءات طبية مؤهلة ومتمرسة على أعلى مستوى، وتوافر تقنيات حديثة تُضاهي ما هو موجود في أفضل المستشفيات العالمية، وأضافت أن هذا الإنجاز يعكس مدى جاهزية المستشفى للتعامل مع الحالات الطارئة المعقدة والنادرة بكفاءة عالية، مشيرة إلى أن الفريق الطبي تعامل مع الحالة بأعلى درجات الاحترافية، بدءاً من التشخيص ووصولاً إلى التدخل العلاجي الناجح.

واختتمت د، الموسى حديثها بالتأكيد على أن حياة المريض كانت على المحك، وأن التدخل السريع والدقيق كان الفارق بين الحياة والموت، مؤكدة أن هذه القصة تسجل صفحة مشرقة في سجل إنجازات المستشفى الذي بات اسماً مرادفاً للتميّز الطبي على مستوى المنطقة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook