فيصل التخصصي يحقق نقلة نوعية في علاج اضطرابات الحركة بزرع جهاز ذكي فريد

حقق مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض إنجازًا طبيًا هو الأول من نوعه على مستوى منطقة الشرق الأوسط، تمثل في إجراء عملية دقيقة لزراعة جهاز ذكي داخل الدماغ يُستخدم في تحسين التحكم بالأمراض العصبية المزمنة، عبر تقنيات مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، ويُعد هذا الإجراء المتقدم خطوة فارقة في مسار العلاج العصبي، حيث يمكّن المرضى من السيطرة بشكل أفضل على أعراضهم، ويقلل اعتمادهم على الأدوية التقليدية، مما يعزز من جودة حياتهم واستقلاليتهم اليومية.
ويقوم الجهاز الذكي المزروع برصد النشاط الكهربائي غير الطبيعي في الدماغ بشكل مستمر، ويرسل نبضات كهربائية دقيقة موجهة إلى المناطق المصابة داخل الدماغ، بهدف إعادة التوازن للنشاط العصبي المضطرب، مما يُسهم في التخفيف من الأعراض المرضية الشائعة لدى المصابين باضطرابات مثل داء باركنسون، والصرع، واضطرابات الحركة الأخرى.
إقرأ ايضاً:"ثغرة البريد الإلكتروني" تشعل الجدل: النصر يعيد فتح قضية الرويلي ومركز التحكيم يواصل المداولةتركي الغفيلي يوضح ارتفاع النفط في مناطق حرجة يعصف بثقة المستثمرين
ويمثل هذا الابتكار طفرة في الرعاية الصحية التخصصية، كونه يعمل بتقنية التعديل العصبي التكيفي، حيث يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل الإشارات العصبية لحظة بلحظة، ويتعرف على الأنماط غير الطبيعية بدقة فائقة، ليقوم تلقائيًا بإرسال نبضات تصحيحية إلى الدماغ دون الحاجة إلى تدخل يدوي مباشر من الفريق الطبي، ما يمنح المريض علاجًا متطورًا يتكيف مع حالته الفردية في الوقت الحقيقي.
ويُتوقع أن يبدأ ظهور أثر هذا الجهاز على المرضى خلال الأسابيع الأولى التي تلي الزراعة، إلا أن الوصول إلى أعلى استفادة علاجية يتطلب مرحلة من المعايرة الدقيقة، تستمر من شهر إلى ثلاثة أشهر بعد العملية، حيث يعمل الفريق الطبي على ضبط شدة وتردد النبضات الكهربائية استنادًا إلى البيانات التي يسجلها الجهاز من الدماغ فعليًا.
ومن أبرز ما يميز هذا الإنجاز الطبي هو أن عملية الزراعة أُجريت باستخدام تقنيات جراحية طفيفة التوغل، لا تستغرق في الغالب أكثر من ثلاث إلى خمس ساعات، ولا تتطلب إحداث شقوق جراحية كبيرة، ما يُقلل من فترة التعافي، ويُحد من احتمالات المضاعفات، ويمكّن المريض من استئناف حياته اليومية بوتيرة أسرع مما هو معتاد في العمليات الجراحية التقليدية.
ويتيح هذا الجهاز إمكانات علاجية جديدة لعدد كبير من المرضى الذين يعانون من أمراض عصبية مزمنة لم يكن من الممكن التحكم بها بشكل دقيق في السابق، إذ تُشير الدراسات إلى أن المرضى يمكنهم تقليل جرعات الأدوية المصاحبة بنسبة تصل إلى 50%، مما يُقلل من الآثار الجانبية المرتبطة باستخدام الأدوية العصبية طويلة الأمد، ويُحسّن من التوازن العصبي والجسدي العام لدى المرضى.
ويعكس هذا الإنجاز التقدم الكبير الذي يحققه مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في مجال الطب التخصصي، خصوصًا في دمج الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الطبية المتقدمة في تقديم حلول علاجية غير تقليدية، تُواكب التحولات العالمية في الطب الدقيق، وتلبي متطلبات المرضى الذين يعانون من أمراض مستعصية أو معقدة.
ويُعد هذا التطور امتدادًا لمسيرة التميز التي يشهدها المستشفى في السنوات الأخيرة، إذ صنف حديثًا كأفضل مؤسسة رعاية صحية أكاديمية في الشرق الأوسط وأفريقيا، والـ 15 على مستوى العالم، ضمن قائمة أفضل 250 مؤسسة طبية أكاديمية حول العالم لعام 2025، حسب تصنيف "براند فاينانس" (Brand Finance)، كما حصل المستشفى على تصنيف "أعلى علامة تجارية صحية قيمة في الشرق الأوسط"، بالإضافة إلى إدراجه في قائمة "أفضل المستشفيات الذكية عالميًا لعام 2025" وفق مجلة "نيوزويك" (Newsweek) العالمية.
وتؤكد هذه الإنجازات المكانة الريادية التي يحتلها مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، بوصفه مركزًا إقليميًا وعالميًا للابتكار والتميز الطبي، ومؤسسة رائدة في تقديم الرعاية المتقدمة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي والتقنيات الذكية.