بشأن مخاطر مشاركة المعلومات على الإنترنت: تحذيرات سيبرانية جديدة من طالبات سعوديات

تحذيرات سيبرانية جديدة من طالبات سعوديات.
كتب بواسطة: زهرة بدر | نشر في  twitter

في ظل تنامي التحديات المرتبطة بالأمن الرقمي، وازدياد التهديدات السيبرانية التي تستهدف الأفراد بشكل متزايد، شهد ملتقى الأمن السيبراني للتعليم في منطقة جازان اليوم، مشاركة لافتة لطالبات سعوديات قدّمن سلسلة من النصائح التوعوية المهمة بشأن سلوكيات الاستخدام الرقمي، وما يجب تجنّبه عند مشاركة المعلومات على الإنترنت.

والتحذيرات التي أطلقتها الطالبات جاءت مدعومة بأمثلة واقعية وتوعية استباقية، عكست وعيًا متقدمًا واهتمامًا متزايدًا في أوساط الجيل الشاب بمخاطر الفضاء الرقمي، خصوصًا فيما يتعلق بنشر الصور والمعلومات الشخصية دون دراية كافية بعواقب تلك التصرفات.


إقرأ ايضاً:النفط يواصل التراجع وسط مخاوف الطلب.. وبرنت يستقر عند 64 دولارًافرص ضخمة تنتظر المبادرة: هل تتحول الشمالية إلى وجهة استثمارية زراعية رائدة في المملكة؟

وخلال جلسات الملتقى، شددت الطالبات على أهمية التمييز بين الاستخدام الآمن واللامسؤول للمنصات الرقمية، محذرين من التهاون في نشر الصور الخاصة أو العائلية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث بيّنت المشاركات أن العديد من الهجمات الإلكترونية تبدأ من تفاصيل بسيطة يتم جمعها من حسابات المستخدمين الشخصية، ما يفتح الباب أمام المتربصين لاستغلال هذه المعلومات في حملات تصيّد أو اختراقات.

كما نبهت الطالبات إلى خطورة الضغط العشوائي على الروابط التي تصل عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل، مؤكّدات أن كثيرًا منها يكون مشفرًا أو يحمل برمجيات خبيثة تهدف إلى سرقة البيانات أو التجسس على الأجهزة.

وقد لاقت مداخلات الطالبات استحسان الحاضرين، نظرًا لبساطة الأسلوب ووضوح الرسائل التوعوية التي حملتها، حيث عبّرت المشاركات عن قلقهن إزاء ما يشاهدنه يوميًا من سلوكيات خاطئة على منصات الإنترنت، من بينها مشاركة الموقع الجغرافي، ونشر تفاصيل الحياة اليومية بدقة مفرطة، واستخدام كلمات مرور ضعيفة أو مكررة، وكلها عوامل تُسهم بشكل مباشر في تعريض الأفراد لهجمات سيبرانية قد تكلّفهم بياناتهم أو حتى هويتهم الرقمية.

كما أكدن أن من أخطر التصرفات أن يكون للفرد حساب على وسائل التواصل ويملؤه بمعلومات شخصية تفصيلية، كالعنوان الكامل أو بيانات الحسابات البنكية أو صور الأطفال، ما يُعد هدفًا سهلًا للجهات المخترقة.

وفي تصريح لأحد المنظمين في ملتقى الأمن السيبراني، أشار إلى أن إشراك الطالبات في هذا النوع من الفعاليات يحمل بُعدًا تربويًا وتثقيفيًا مهمًا، حيث إن الرسائل التي تصدر من أبناء الجيل ذاته تلقى تفاعلًا أكبر بين أقرانهم، وتسهم في نشر ثقافة الوعي الرقمي بطريقة عملية قريبة من الواقع.

وأضاف أن الملتقى يهدف إلى بناء جيل مدرك لتقنيات الفضاء الإلكتروني، ليس فقط من حيث الاستخدام، بل من حيث الحماية والوقاية، وهو ما تم التركيز عليه من خلال ورش العمل والمحاضرات التي غطّت موضوعات متعددة من بينها الخصوصية، حماية البيانات، التصيّد الاحتيالي، وأمن الحسابات الشخصية.

وتُعد مثل هذه المبادرات مؤشرًا واضحًا على التحوّل الذي تشهده المنظومة التعليمية في المملكة، التي باتت تعطي أهمية كبرى لموضوع الأمن السيبراني، خاصة مع التوسع الهائل في استخدام التكنولوجيا داخل الفصول الدراسية وفي الأنشطة اليومية للطلبة.

كما أن إشراك الطالبات في إعداد المحتوى التوعوي يعكس رؤية تعليمية شمولية تركز على بناء شخصية الطالب الرقمي الواعي، وتمكينه من أدوات الحماية الإلكترونية التي أصبحت ضرورة في ظل عالم متصل بشكل دائم، ولا يخلو من المخاطر الرقمية.

وفي ختام الملتقى، تم تكريم الطالبات المشاركات تقديرًا لدورهن الفاعل في نشر الوعي السيبراني، وأُعلن عن نية الإدارة التعليمية بجازان توسيع مثل هذه المبادرات لتشمل مدارس أخرى في المرحلة الثانوية والجامعية، بهدف خلق بيئة رقمية أكثر أمنًا واستقرارًا.

كما تم التأكيد على أهمية استمرار التوعية الأسرية في هذا المجال، حيث أشارت توصيات الملتقى إلى أن الحماية السيبرانية تبدأ من البيت، من خلال التوجيه السليم، والمتابعة اليومية، وتعزيز ثقافة المسؤولية الرقمية في نفوس الأبناء.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook