التعليم السعودي يطلق معايير التسكين لتعزيز التخصص المبكر في المرحلة الثانوية

أعلنت وزارة التعليم عن إصدار دليل مفصل لتنظيم تسكين الطلبة في مسارات المرحلة الثانوية، حيث وضع الدليل مجموعة من الشروط والمعايير الدقيقة التي يجب على الطلاب والطالبات تحقيقها للالتحاق بالمسار التخصصي الذي يتوافق مع قدراتهم وميولهم، وهذه الخطوة تهدف إلى رفع جودة مخرجات التعليم وتعزيز التحصيل المعرفي والمهاري في السنوات الدراسية المقبلة، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى تطوير التعليم وتنويع المسارات المهنية والعلمية لتلبية احتياجات سوق العمل.
أوضح الدليل أن الانتقال إلى المسارات التخصصية يعتمد بشكل رئيس على نجاح الطالب في السنة الأولى المشتركة، بحيث يشترط اجتياز نسبة لا تقل عن 50% من عدد المواد الدراسية، بالإضافة إلى النجاح في جميع المواد التي تعد أساسًا في المسار التخصصي المرغوب، مع تحقيق حد أدنى للنجاح وهو 50 درجة في كل مادة، وهذا الشرط يضمن أن يكون الطالب مؤهلًا أكاديميًا للانتقال لمسار يتطلب مزيدًا من التعمق العلمي والمهاري، ويُسهم في رفع كفاءة التعليم وتوجيه الطلاب بما يناسب قدراتهم الفعلية.
إقرأ ايضاً:في خطوة إنسانية مميزة: المدينة المنورة تفتتح صالة غسيل كلوي متكاملة لضيوف الرحمنالأمن البيئي يحذر: التخييم دون ترخيص يكلف مواطنًا 3 آلاف ريال
من بين المعايير المهمة التي نص عليها الدليل، تأتي رغبة الطالب الواضحة في اختيار المسار التخصصي، والتي يجب أن ترافقها موافقة ولي الأمر، حيث تُعد الموافقة شرطًا لا يقل أهمية عن رغبة الطالب نفسها، لما له من دور في دعم الطالب نفسيًا واجتماعيًا خلال فترة دراسته في المسار المختار، وتشدد الوزارة على ضرورة ترتيب الطلاب لرغباتهم خلال فترة زمنية محددة يتم الإعلان عنها مسبقًا، ويُشرف فريق التسكين في الإدارات التعليمية على متابعة هذه المرحلة، لضمان سيرها بسلاسة وعدالة.
تقوم المدارس بدور محوري في تنفيذ هذه الإجراءات، من خلال الإعلان المبكر عن فترة اختيار المسارات لجميع الطلاب وأولياء الأمور، وتنظيم برامج تهيئة تستهدف طلاب السنة الأولى المشتركة، تشمل لقاءات توعوية مع الموجه الأكاديمي، وهذه اللقاءات تتيح للطلاب فرصة التشاور والتوجيه لاختيار المسار الأنسب، مبنية على معلومات واضحة عن خصائص كل مسار وفرصه المستقبلية، كما يتابع فريق التسكين داخل الإدارات العامة للتعليم خطوات التهيئة، ويتأكد من اكتمال البيانات والخيارات التي يقدمها الطلاب، مع تقديم الدعم اللازم للمدارس، ما يعزز من تطبيق مبدأ العدالة والتكافؤ بين جميع الطلاب.
يرتكز نظام المفاضلة على ما يُعرف بـ"النسبة الموزونة" التي تعكس أداء الطالب الأكاديمي والميول الشخصية المرتبطة بالمسار المختار، ويحصل الطلبة الذين يحققون النسبة الأعلى في هذه المفاضلة على الأفضلية في التسكين بالمسارات المتاحة، ويتم ترتيب الطلاب بحسب أولوية القبول وفق نتائج المفاضلة، وتخصص المقاعد المتاحة بناءً على ذلك، وفي حال تساوي نسب الطلبة، يُحال الأمر إلى أقسام التقويم والقبول في الإدارات التعليمية لاتخاذ القرار المناسب، مما يعكس شفافية ودقة في آلية التسكين.
ويتضمن الدليل ثلاثة عناصر رئيسة في تحديد معايير التسكين؛ أولها نسبة الطالب في مقياس الميول، وثانيها المعدل العام لمواد السنة الأولى المشتركة، وثالثها نسبة الطالب في المواد المرتبطة بالمسار التخصصي نفسه، كما أشار الدليل إلى شرط خاص بالمسار الشرعي، وهو حفظ الطالب لجزأين من القرآن الكريم على الأقل قبل التخرج، ما يعكس أهمية الجانب الديني والتربوي في هذا المسار ويعزز الالتزام بتعاليم الدين.
هذه الإجراءات والتشريعات تعبر عن استراتيجية واضحة لتعزيز مسار التخصص المبكر، وتمكين الطلبة من التعرف على ميولهم وقدراتهم منذ مراحل مبكرة، وهو ما يتماشى مع الجهود المبذولة لتحقيق التنمية المستدامة في قطاع التعليم، إذ تسعى المملكة عبر هذه الخطوات إلى بناء جيل يمتلك الأدوات اللازمة للمعرفة والتخصص والتميز، قادر على التكيف مع متطلبات سوق العمل المتغيرة، مع الحفاظ على هويته الثقافية والدينية.