الهلال الأحمر يرفع جاهزيته بـ7500 مسعف و9 طائرات لحج 1446هـ
رفعت هيئة الهلال الأحمر السعودي مستوى جاهزيتها التشغيلية استعدادًا لموسم حج عام 1446هـ، في إطار جهودها المستمرة لخدمة ضيوف الرحمن وتقديم أعلى مستويات الرعاية الطبية والإغاثية لضمان سلامتهم، وتيسير مناسكهم في أمنٍ وصحةٍ وطمأنينة، وقد ضاعفت الهيئة جهودها الميدانية والفنية والبشرية، مسخّرة جميع مواردها وإمكاناتها لتوفير منظومة إسعافية متكاملة تُلبّي احتياجات الحجاج في مختلف المواقع والمشاعر المقدسة.
ويُعد هذا الاستعداد جزءًا من خطة استراتيجية متكاملة أعدّتها الهيئة بعناية، تتضمن توزيع الموارد البشرية والمعدات والتقنيات في مواقع استراتيجية، بناءً على دراسات تفصيلية للحشود المتوقعة، ومسارات تحرّك الحجاج، ونقاط التجمع عالية الكثافة، بما يضمن الاستجابة الفورية للحالات الطارئة، والتعامل بكفاءة مع مختلف السيناريوهات.
إقرأ ايضاً:احذر تطبيقات التجسس: هاتفك مراقب حتى وهو في جيبك!!جامعة تبوك تصل إلى مرحلة TRL8 وتُطلق منتج دهانات الطرق الذكية
وتشارك الهيئة هذا العام بعدد كبير من الكوادر المؤهلة والمتخصصة، بلغ عددهم 7517 مسعفًا مؤهلًا، مدعومين بـ212 من كوادر الترحيل الطبي، من أخصائيين ومرحلين طبيين ومشغلي غرف العمليات ومراقبين، إلى جانب 633 من محترفي الدعم الإداري واللوجستي، و56 طبيبًا لتقديم الرعاية الطبية المتقدمة في مواقع الحدث، كما تشارك تسع طائرات مروحية إسعافية ضمن منظومة الإخلاء الطبي الجوي، بالتعاون مع القطاعات الصحية والأمنية، بما يعزز من القدرة على الوصول السريع للحالات الحرجة، ونقلها إلى المرافق الطبية المتخصصة دون تأخير، خصوصًا في المناطق التي تشهد كثافة بشرية عالية.
وأشار المتحدث الرسمي لهيئة الهلال الأحمر السعودي، الدكتور تيمور شكر الله جان، إلى أن الهيئة سخّرت كافة إمكانات أسطولها الإسعافي لخدمة ضيوف الرحمن، حيث تم الدفع بـ578 سيارة إسعاف مجهزة بأحدث التقنيات، و80 مركبة استجابة نوعية لتلبية الحالات الخاصة، و9 حافلات إسعافية للنقل الجماعي للحالات التي تتطلب رعاية مستمرة خلال النقل، و205 عربات جولف مُصممة للتنقل في المساحات الضيقة داخل المشاعر، مما يساهم في الوصول السريع والفعال للحالات الطارئة.
كما أضاف أن الهيئة وفرت 500 وسيلة نقل كهربائية، تشمل عربات وكراسي كهربائية مخصصة لكبار السن وذوي الإعاقة، تعزيزًا لجهود التيسير والرحمة التي تحرص المملكة على تقديمها لضيوف الرحمن، بما ينسجم مع قيمها الإسلامية والإنسانية، ويترجم حرص القيادة الرشيدة على خدمة الحجاج وتوفير أفضل ظروف الأداء المناسكي لهم.
وتعتمد خطة الهيئة التشغيلية لهذا العام على توظيف التقنية الحديثة بشكل مكثف، حيث تم إدخال أنظمة تتبع متقدمة لرصد الحالات الإسعافية، ومراقبة الأداء اللحظي للفرق الميدانية، وضمان سرعة الاستجابة، عبر منظومة متصلة بغرف عمليات تعمل على مدار الساعة. وتُستخدم هذه الأنظمة أيضًا في توجيه الفرق الإسعافية إلى المواقع ذات الكثافة العالية أو التي تشهد بلاغات متكررة، مما يساعد على توجيه الموارد بالشكل الأمثل، وتحقيق أعلى درجات الكفاءة في التعامل مع الحالات.
وأكّد الدكتور تيمور أن هذه الخطة الشاملة تعكس التزام الهيئة برسالتها الإنسانية الراسخة، وتجسّد مبدأ التكامل مع مختلف الجهات ذات العلاقة، من قطاعات صحية وأمنية وخدمية، لتقديم موسم حج استثنائي بمستوى عالٍ من التنظيم والرعاية، كما شدّد على أهمية دور المتطوعين والمتطوعات، الذين سيشكّلون هذا العام دعمًا مؤثرًا في مختلف الأعمال الإسعافية والوقائية، حيث يساهمون في التوعية، والإسناد الميداني، وتقديم الخدمات المساندة التي تُسهم في تسهيل عمليات التدخل السريع والاستجابة الفورية.
وأوضح المتحدث الرسمي أن الهيئة ستواصل رفع جاهزيتها حتى نهاية الموسم، مع التأكيد على تقديم خدماتها وفق أعلى معايير الجودة والسلامة العالمية في مجالات الطوارئ والإغاثة، مشيرًا إلى أن فرق الهلال الأحمر السعودي أصبحت تتمتع بخبرة تراكمية كبيرة في التعامل مع مواسم الحج، من خلال تطوير الخطط التشغيلية عامًا بعد عام، وتدريب الكوادر وتأهيلها للتعامل مع كل الظروف المحتملة، بدءًا من الإجهاد الحراري، إلى الأمراض المزمنة والحالات الطارئة المختلفة.
وتُعد مشاركة هيئة الهلال الأحمر السعودي في موسم الحج إحدى الركائز الأساسية في منظومة الحج المتكاملة، وتبرز كمثال حي على العمل الإنساني المتفاني الذي تُقدّمه المملكة لضيوف الرحمن، ضمن رؤية شاملة تهدف إلى تقديم تجربة حج آمنة وميسّرة وإنسانية، تجمع بين التنظيم الدقيق والرحمة الصادقة في خدمة الحجاج من مختلف بقاع العالم.