تراجع طفيف أم بداية الانحدار؟ الذهب يخسر 0.4% في المعاملات الفورية

سجّلت أسعار الذهب تراجعًا في تعاملات اليوم، متأثرةً بارتفاع طفيف في سعر صرف الدولار الأميركي، الأمر الذي خفّض من جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن في الأسواق العالمية، في ظل استمرار حالة الترقب بشأن توجهات السياسة النقدية في الولايات المتحدة.
وانخفض الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.4 في المئة ليصل إلى 3215.31 دولاراً للأوقية (الأونصة)، فيما هبطت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة 0.5 في المئة لتسجل 3218.40 دولاراً، متأثرة بتحركات الدولار الذي استعاد بعضًا من زخمه بعد أن لامس أدنى مستوياته في أكثر من أسبوع خلال الجلسة السابقة.
إقرأ ايضاً: الداخلية: تنفيذ أحكام بالقتل لمهربي هيروين وحشيش في مكة ونجرانبمشاركة ماكرون والرميان: صندوق الاستثمارات العامة يفتتح مكتبًا في باريس
وجاء هذا التراجع في وقتٍ يشهد فيه المستثمرون حالة من الحذر، وسط تباين التوقعات بشأن المسار المقبل لأسعار الفائدة الأميركية، حيث لا تزال الأسواق تراقب البيانات الاقتصادية عن كثب بحثًا عن إشارات تؤكد تباطؤ التضخم أو توفر مبرراً للفيدرالي الأميركي لتبني سياسة أكثر تيسيراً.
ارتفاع الدولار وإن كان طفيفًا، لعب دوراً محورياً في تقليص شهية المستثمرين تجاه الذهب، الذي يُسعّر عادة بالدولار الأميركي، مما يجعله أقل جذباً لحاملي العملات الأخرى عند صعود العملة الأميركية.
ويُعرف الذهب تقليديًا بدوره كملاذ آمن في أوقات التوترات الجيوسياسية أو عدم اليقين الاقتصادي، إلا أن تحركات الدولار والفائدة تظل عوامل مؤثرة بشكل مباشر على أدائه في المدى القصير.
في المقابل شهدت باقي المعادن النفيسة تباينًا في أدائها، فقد تراجعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.3 في المئة لتسجل 32.25 دولاراً للأونصة، متأثرة هي الأخرى بصعود الدولار وتقلبات الطلب الصناعي.
أما معدن البلاتين فقد ارتفع بنسبة 0.3 في المئة ليبلغ 1000.71 دولاراً، في حين تراجع البلاديوم بنسبة طفيفة بلغت 0.1 في المئة ليستقر عند 973.74 دولاراً، ويأتي هذا التباين في وقت تواجه فيه الأسواق ضغوطاً متزايدة بسبب مخاوف الركود المحتمل في بعض الاقتصادات الكبرى، وتغير أنماط الطلب في قطاعي الصناعة والمجوهرات.
وتتجه أنظار المستثمرين خلال الأيام المقبلة إلى سلسلة من البيانات الاقتصادية المرتقبة في الولايات المتحدة، من بينها مؤشرات التضخم ومبيعات التجزئة، والتي من شأنها أن توفّر إشارات إضافية بشأن مسار السياسة النقدية للفيدرالي الأميركي.
كما يترقب السوق أي تعليقات أو تصريحات من مسؤولي البنك المركزي قد تلقي الضوء على توجهات الفائدة للفترة المقبلة في هذا السياق، يبقى الذهب حساساً لأي تغيّر في توقعات الفائدة، حيث يؤدي رفع الفائدة عادة إلى ارتفاع تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالمعدن النفيس الذي لا يدرّ عائداً.
في المجمل يعكس تراجع الذهب اليوم واقع التوازن الدقيق الذي تمر به الأسواق العالمية، حيث تتفاعل أسعار المعادن مع مجموعة من العوامل المعقدة، أبرزها تحركات الدولار، وتوجهات البنوك المركزية، والتطورات الجيوسياسية، فضلاً عن سلوك المستثمرين في ظل بيئة اقتصادية مليئة بالضبابية وعدم اليقين.