بمشاركة ماكرون والرميان: صندوق الاستثمارات العامة يفتتح مكتبًا في باريس

في خطوة استراتيجية جديدة تُجسد تطلعات المملكة العربية السعودية لتعزيز حضورها العالمي وتنمية شراكاتها الدولية، أعلن صندوق الاستثمارات العامة، اليوم، عن افتتاح مكتب جديد لشركة تابعة له في العاصمة الفرنسية باريس، وذلك في إطار التوسّع المستمر للصندوق في الأسواق العالمية ذات الأولوية.
ويأتي هذا الافتتاح بالتزامن مع انطلاق فعاليات القمة السنوية Choose France، بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ومعالي محافظ صندوق الاستثمارات العامة الأستاذ ياسر الرميان، وعدد من كبار المسؤولين الفرنسيين والسعوديين، إلى جانب مجموعة من رجال الأعمال والمستثمرين الدوليين، ما يعكس أهمية هذه الخطوة في سياق العلاقات السعودية الفرنسية المتنامية، والرغبة المشتركة في دفع التعاون الاقتصادي نحو آفاق أوسع.
إقرأ ايضاً:انطلاق قرعة "كأس العرب 2025" في الدوحة بمشاركة 16 منتخبًالتعزيز الابتكار الصناعي والتوسع الدولي: الإمارات تطلق برنامجًا عالميًا لتبادل الشركات الناشئة
ويمثل المكتب الجديد في باريس امتدادًا لاستراتيجية صندوق الاستثمارات العامة الرامية إلى تعزيز حضوره الدولي وتكثيف تعاونه مع الأسواق المتقدمة والمؤسسات الاستثمارية الرائدة في أوروبا، وتأتي هذه الخطوة كجزء من خطة الصندوق لتوسيع نطاق عمل شركاته التابعة حول العالم، خاصة في العواصم الاقتصادية الكبرى، من أجل دعم خططه الاستثمارية طويلة الأمد في القطاعات الحيوية والمبتكرة.
ويؤكد الصندوق أن افتتاح هذا المكتب سيسهم في تعميق علاقاته مع الشركاء الأوروبيين، وتسهيل الوصول إلى الفرص الاستثمارية النوعية في السوق الفرنسية والأسواق الأوروبية المجاورة، كما أنه يعزز قدرة الصندوق على التفاعل السريع والمباشر مع المتغيرات الاقتصادية والفرص الناشئة في المنطقة.
وتعكس الأرقام قوة حضور صندوق الاستثمارات العامة في الاقتصاد الأوروبي، حيث بلغت قيمة استثماراته بين عامي 2017 و2024 نحو 84.7 مليار دولار، أسهمت في إضافة ما يقرب من 52 مليار دولار إلى الناتج المحلي الأوروبي، ووفرت أكثر من 245 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، في مختلف القطاعات والمجالات.
أما في فرنسا، فقد استثمر الصندوق ما يقارب 8.6 مليارات دولار خلال نفس الفترة، ما أدى إلى تعزيز الناتج المحلي الفرنسي بنحو 4.8 مليارات دولار، واستحداث أكثر من 29 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة، وهو ما يعكس التزام الصندوق بتعزيز النمو الاقتصادي المستدام في الأسواق التي يستثمر بها، مع التركيز على خلق فرص العمل ودعم الابتكار والتحول الرقمي.
ويأتي افتتاح مكتب الصندوق في باريس في وقت تشهد فيه العلاقات السعودية الفرنسية نموًا ملحوظًا على مختلف المستويات، خاصة في مجالات الاقتصاد والاستثمار والتقنية والطاقة المتجددة، ويُتوقع أن يسهم هذا المكتب في تسهيل الحوار الاستثماري وتطوير المشاريع المشتركة بين الجانبين، خاصة في ظل الاهتمام الفرنسي المتزايد بجذب الاستثمارات الأجنبية، والبيئة التنظيمية الجاذبة التي توفرها باريس للمستثمرين الدوليين.
ومن جانبه، أكد معالي ياسر الرميان أن افتتاح هذا المكتب يعكس التزام الصندوق برؤية المملكة 2030، والتي تركز على تنويع مصادر الدخل، وتوسيع قاعدة الاستثمارات العالمية، وتعزيز دور المملكة كمحرك مؤثر في الاقتصاد العالمي، مشيرًا إلى أن باريس تمثل مركزًا اقتصاديًا هامًا، وبيئة مثالية لبناء شراكات جديدة واستكشاف فرص استراتيجية في مختلف القطاعات.
ويمثل هذا التوسع جزءًا من خطة صندوق الاستثمارات العامة التي ترتكز على بناء شبكة مكاتب عالمية تابعة له في أبرز العواصم المالية، حيث افتتح الصندوق سابقًا مكاتب مماثلة في كل من نيويورك، ولندن، وهونغ كونغ، وبكين، بهدف تعميق علاقاته الدولية، وتحقيق مرونة أكبر في تنفيذ خططه الاستثمارية.
وتضم محفظة الصندوق اليوم ما يقرب من 220 شركة، موزعة بين الاستثمارات المحلية والعالمية، وهو ما يعكس نهجه المتوازن في توزيع الاستثمارات وتنويع المخاطر، إلى جانب التركيز على تحقيق عوائد مستدامة تدعم الاقتصاد الوطني وتُسهم في تحقيق أهداف رؤية 2030.
ويُعد صندوق الاستثمارات العامة من أبرز المستثمرين السياديين عالميًا، حيث يسعى إلى تحقيق تأثير اقتصادي إيجابي يتجاوز حدود المملكة، وتشير البيانات إلى أن استثمارات الصندوق أسهمت في توفير أكثر من 1.1 مليون فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة داخل المملكة وعلى مستوى العالم، مما يعكس دوره المتنامي في دعم الاقتصاد العالمي وتعزيز التنمية المستدامة.
ويُعد افتتاح المكتب الجديد في باريس خطوة استراتيجية بالغة الأهمية في مسيرة صندوق الاستثمارات العامة نحو تعزيز نفوذه الدولي، واستثمار الفرص الواعدة في الأسواق الأوروبية، لا سيما في فرنسا، التي تُعد من أبرز الاقتصادات العالمية، كما يُعبر عن عمق الشراكة السعودية الفرنسية، والإرادة المشتركة لدعم الاستقرار والنمو الاقتصادي العالمي، من خلال استثمارات نوعية تحقق القيمة المضافة، وتسهم في رسم مستقبل أكثر استدامة.