الإمارات تطور أول دليل سيبراني لحماية الطائرات المسيّرة

في إطار سعيها المتواصل لترسيخ مكانتها كدولة رائدة عالميًا في مجالات الأمن الرقمي والتقنيات الحديثة، أعلنت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلةً بمجلس الأمن السيبراني، إطلاق أول إرشادات وطنية للأمن السيبراني للطائرات المسيّرة (الدرونز)، ويشكل هذا الإعلان نقلة نوعية في مسيرة الدولة نحو بناء بنية تحتية رقمية أكثر أمانًا واستباقية، خاصة في ظل التوسع المتزايد لاستخدام الدرونز في العديد من القطاعات الحيوية.
تأتي هذه الإرشادات كثمرة تعاون استراتيجي بين مجلس الأمن السيبراني وشركة "Digital Reach" التابعة لمجموعة Reach، المتخصصة في حلول الأمن السيبراني والتحول الرقمي، إلى جانب شراكة فنية مع شركة "Shieldworkz"، التي تُعد من الشركات الرائدة في مجال أمن التقنيات التشغيلية وإنترنت الأشياء والطائرات المسيّرة، ويُبرز هذا التعاون تكامل الجهود بين القطاعين الحكومي والخاص، بما يعزز من فعالية السياسات الأمنية ويضمن قدرتها على مواكبة التغيرات التقنية المتسارعة.
إقرأ ايضاً:الأرصاد: رياح مثيرة للغبار تضرب الرياض والشرقية وعدة مناطق أخرى22 دولة تطالب إسرائيل بإدخال مساعدات فورية إلى قطاع غزة
تعكس هذه المبادرة توجهات القيادة الإماراتية في تعزيز مكانة الدولة على خارطة الريادة العالمية في المجال الرقمي، وترسيخ موقعها كمركز للتميز في الابتكار والأمن السيبراني، كما تأتي في توقيت بالغ الأهمية، في ظل تزايد الاعتماد على الطائرات المسيّرة في مجالات الزراعة، والمسح البيئي، والنقل اللوجستي، وغيرها من التطبيقات التي تتطلب حماية عالية ضد التهديدات السيبرانية.
أكد الدكتور محمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، أن هذه الإرشادات تمثل خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز حماية الفضاء الرقمي والمجال الجوي الوطني على حد سواء، وقال إن "التوسع في استخدام الدرونز لا بد أن يقابله وعيٌ أمني مرتفع، وإجراءات تنظيمية تواكب حجم التحديات، خاصة في ظل ما تمثله هذه الطائرات من قيمة تشغيلية في عدد من القطاعات المتنامية"، وأضاف أن الهدف الأساسي من إصدار هذه الإرشادات هو صون البنية التحتية الوطنية الحيوية، وتأمين البيانات، وضمان الاستخدام الآمن لتقنيات الطيران غير المأهول.
كما أشار الكويتي إلى أن الإمارات تواصل تطوير الأطر التشريعية والتنظيمية التي تضمن تطورًا آمنًا للتكنولوجيا، بما يتماشى مع أعلى المعايير العالمية، ويُعزز من الجاهزية الوطنية لمواجهة المخاطر السيبرانية الناشئة، وأكد التزام مجلس الأمن السيبراني بإرساء منظومة مرنة وقابلة للتكيف مع التغيرات التقنية المتسارعة، لا سيما في ما يتعلق بالطائرات المسيّرة التي تشهد تطورًا مستمرًا في الاستخدامات المدنية والتجارية.
من جانبه، أعرب مالك ملحم، الرئيس التنفيذي لمجموعة Reach، عن فخره بالمساهمة في هذه المبادرة الوطنية الطموحة، مشددًا على التزام المجموعة بتعزيز بنية الدولة الرقمية، ودعم جهودها في بناء بيئة آمنة ومحفزة للابتكار، واعتبر ملحم أن التعاون مع مجلس الأمن السيبراني يعكس رؤية مشتركة تهدف إلى ترسيخ المعايير الأمنية العالمية، وتوفير حلول فعالة وقابلة للتوسع في قطاع سريع التطور كقطاع الطائرات المسيّرة.
بدوره، أكد محمد خالد، نائب رئيس النمو والتحول المؤسسي في مجموعة Reach، أن تطوير هذه الإرشادات يأتي استجابة مباشرة للتحديات المتزايدة في ميدان أمن الطائرات المسيّرة، وأن العمل المشترك مع "Shieldworkz" أتاح دمج خبرات نوعية لضمان أن تكون هذه الإرشادات شاملة وقابلة للتطبيق، بما يعزز من جاهزية الدولة للتعامل مع التهديدات السيبرانية المتطورة، وأضاف أن هذه المبادرة تدعم الأهداف الوطنية في بناء منظومة أمنية متكاملة تشمل الفضاء الرقمي والمجال الجوي على حد سواء.
ولا تقتصر أهمية هذه الإرشادات على توفير حماية تقنية فحسب، بل تشمل أيضًا تعزيز الوعي لدى الجهات المشغّلة للطائرات المسيّرة، من خلال توفير دليل وطني يستند إلى أفضل الممارسات العالمية، ويضع إطارًا واضحًا لإدارة المخاطر، وضمان التكامل بين التكنولوجيا والتنظيم، ومن المتوقع أن تشكل هذه الإرشادات مرجعًا أساسياً للجهات الحكومية، والشركات الخاصة، والمشغلين التجاريين، في فهم وتطبيق معايير الأمن السيبراني في هذا المجال الحيوي.
تُعد هذه المبادرة إحدى ثمار الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني، التي تضع الابتكار في صميم العمل الحكومي، وتعكس التزام الإمارات الدائم بتحقيق التوازن بين تسريع تبني التكنولوجيا الحديثة، وضمان أمنها واستدامتها، وبهذا الإنجاز، تكون الإمارات قد خطت خطوة إضافية نحو المستقبل الرقمي الآمن، في وقت يتسابق فيه العالم لتعزيز بنيته الرقمية في مواجهة التحديات المستجدة.