لتطبيق أدوات الذكاء الاصطناعي في التعليم: "تعليم الطائف" يطلق برنامجًا تدريبيًا

في خطوة نوعية تستهدف رفع كفاءة الكادر التعليمي وتعزيز ممارسات التدريس الحديثة، أطلقت الإدارة العامة للتعليم بمحافظة الطائف البرنامج التدريبي "البرنامج التطبيقي لأدوات الذكاء الاصطناعي"، والذي يوجه اهتمامه نحو شاغلي وشاغلات الوظائف التعليمية في مدارس التعليم العام، وذلك ضمن مساعي وزارة التعليم لمواكبة التحول الرقمي الذي تشهده المملكة، وتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030.
وأوضح المدير العام للتعليم بالطائف، الدكتور سعيد بن عبدالله الغامدي، أن هذا البرنامج يأتي كإحدى المبادرات التربوية الطموحة التي تهدف إلى إكساب المعلمين والمعلمات مهارات توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية، بما يسهم في تطوير الأداء المهني للكادر التربوي، ويعزز من جودة المخرجات التعليمية على المدى القريب والبعيد.
إقرأ ايضاً:تراجع طفيف أم بداية الانحدار؟ الذهب يخسر 0.4% في المعاملات الفوريةفرص تطوعية في الحرمين الشريفين بموسم الحج: السديس يفتح الباب للرجال والنساء
وأكد الغامدي أن البرنامج يُعد ركيزة أساسية في دعم التوجهات الوطنية نحو تسخير التقنية الحديثة لخدمة العملية التعليمية، لافتًا إلى أن التطبيق الفعّال للذكاء الاصطناعي في الفصول الدراسية من شأنه أن يحدث تحولًا جذريًا في أساليب التعليم، ويُسهم في تحسين التجربة التعليمية للطلاب والطالبات، من خلال بيئة تفاعلية ومواكبة لعصر المعرفة.
ويتضمن "البرنامج التطبيقي لأدوات الذكاء الاصطناعي" مجموعة من المحاور التي تغطي مختلف الجوانب النظرية والعملية المتعلقة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وأفضل سبل دمجها في بيئات التعلم. ويشمل البرنامج ورشًا تدريبية تفاعلية، يقدمها نخبة من الخبراء والمتخصصين في مجالات التقنية والتعليم، كما يوفر فرصًا للمشاركين للتدريب العملي على أدوات وتطبيقات فعّالة يمكن استخدامها مباشرة داخل الصفوف.
ويُتوقع أن يسهم هذا التدريب في تعزيز قدرة المعلمين على تصميم استراتيجيات تعليمية مرنة قائمة على التحليل الذكي للبيانات، وفهم أنماط التعلم المختلفة للطلبة، مما يساعد على تخصيص المحتوى التعليمي بما يتلاءم مع احتياجات كل طالب على حدة.
والبرنامج يأتي ضمن سلسلة متكاملة من البرامج التدريبية التي أطلقتها إدارة تعليم الطائف، في إطار خطة شاملة لتمكين المعلمين والمعلمات من المهارات الرقمية الحديثة، وتطوير قدراتهم على التعامل مع الأدوات التقنية المتقدمة، وتهدف هذه البرامج إلى بناء مجتمع تعليمي رقمي متكامل، قادر على مواكبة التغيرات المتسارعة في عالم التقنية، وتوظيفها بالشكل الأمثل لتحسين بيئة التعليم.
وقد دعت الإدارة العامة للتعليم بالطائف جميع المعلمين والمعلمات إلى التسجيل في البرنامج، والاستفادة من محتواه التدريبي، الذي يُعد فرصة لتطوير الذات ومواكبة المتغيرات في ميدان التعليم الحديث، مشيرة إلى أن التسجيل متاح لجميع شاغلي الوظائف التعليمية في المدارس التابعة للإدارة، وفق ضوابط محددة تضمن جودة التدريب وفاعليته.
وفي السياق ذاته، يُعد الذكاء الاصطناعي أحد أبرز الاتجاهات المستقبلية في مجال التعليم على مستوى العالم، حيث تزايدت مؤخرًا الجهود لتوظيف تقنياته في تعزيز تجربة التعلم، بدءًا من تحليل أداء الطلاب، وصولًا إلى تقديم حلول تعليمية مخصصة وتفاعلية.
وقد أصبحت العديد من الأنظمة التعليمية حول العالم تعتمد على أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل أنظمة التصحيح الآلي، والمساعدات الافتراضية، ومنصات التوصية الذكية للمحتوى، وهي أدوات يمكن أن تساهم في تحسين الكفاءة الإدارية للمعلمين، وتوفير وقتهم للتركيز على الجوانب التربوية والتفاعلية مع الطلاب.
وفي هذا الإطار، تبرز أهمية البرامج التدريبية التي تستهدف تهيئة المعلم السعودي ليكون قائدًا للتغيير الرقمي داخل الصف، وقادرًا على استخدام الأدوات الحديثة في توصيل المعرفة، وتوجيه الطلاب نحو التفكير النقدي، والإبداع، والابتكار.
والتحول الرقمي الذي تشهده المملكة العربية السعودية، وخاصة في قطاع التعليم، يعيد تعريف دور المعلم، من ناقل للمعلومة إلى مرشد وميسر للتعلم، وهو ما يتطلب مهارات جديدة، وأدوات مختلفة، وقدرة على التأقلم مع بيئة تعليمية مرنة ومتغيرة، ويعكس "البرنامج التطبيقي لأدوات الذكاء الاصطناعي" إدراك وزارة التعليم لهذا التحول، وسعيها الحثيث إلى بناء قدرات بشرية متمكنة، تُسهم في نقل التعليم السعودي إلى آفاق أوسع من التقدم والتنافسية العالمية.
وتُعد مبادرة تعليم الطائف نموذجًا واعدًا لما يمكن أن تقوم به إدارات التعليم المحلية في تمكين المعلمين من أدوات العصر الرقمي، ومساندتهم في تبني الحلول التقنية التي تسهم في تحسين جودة التعليم، ومن شأن هذه المبادرات أن تضع المملكة في مصاف الدول الرائدة في مجال التعليم الرقمي، وتُحقق أهدافها الطموحة ضمن رؤية 2030.
ويبقى التحدي الأبرز في تحويل هذا التدريب إلى ممارسة يومية داخل الصفوف الدراسية، وهو ما يتطلب دعمًا مؤسسيًا مستمرًا، وتشجيعًا للمعلمين على المبادرة والابتكار، ليصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من بيئة التعليم، لا أداة عابرة أو مؤقتة.