الأرصاد والحقيل: استعدوا لعواصف ترابية وموجة حارة تضرب المملكة

كشف الباحث في الطقس والمناخ وليد سليمان الحقيل، عن توقعاته للأحوال الجوية التي ستشهدها المملكة خلال الأيام القليلة المقبلة، مؤكدًا أن هناك مؤشرات قوية على نشاط في الرياح المحملة بالغبار، يتوقع أن يؤثر على أجواء مناطق واسعة يومي الأحد والاثنين، وذلك استنادًا إلى قراءات من مواقع ومراصد متخصصة في الأرصاد الجوية.
وأوضح الحقيل عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس" أن هذه التوقعات لا تأتي من فراغ، بل بناءً على معطيات علمية رصدتها مراكز متقدمة، تظهر تغيرًا واضحًا في حركة التيارات الهوائية المصاحبة للمنخفضات السطحية، والتي تؤدي عادة إلى إثارة الأتربة والعواصف الغبارية في بعض الأوقات.
إقرأ ايضاً:في الأربعين.. رونالدو يواصل كسر الحواجز ويهيمن على قائمة فوربسبين طائرات رافال وصواريخ بي إل-15: من حسم المواجهة الأخيرة بين الهند وباكستان؟
هذه التحذيرات تتوافق إلى حد كبير مع ما أعلنه المركز الوطني للأرصاد، الذي أشار بدوره إلى أن المملكة مقبلة على موجة حارة ستضرب عدة مناطق، خاصة المدينة المنورة التي يتوقع أن تسجل درجات حرارة مرتفعة خلال الأيام المقبلة، مع استمرار تأثير الرياح النشطة في بعض المناطق الأخرى، ما قد يؤدي إلى تدني في مدى الرؤية الأفقية نتيجة الأتربة المثارة، وأوضح المركز أن هذه الظروف الجوية تتطلب من المواطنين والمقيمين اتخاذ الحيطة والحذر، خصوصًا من يعانون من أمراض الجهاز التنفسي، والذين يفضل بقاؤهم في أماكن مغلقة وعدم التعرض المباشر للغبار المتصاعد.
ومن المعروف أن المملكة، بحكم موقعها الجغرافي وطبيعتها الصحراوية، تتأثر بشكل دوري بموجات من الرياح الجافة والغبارية، خاصة خلال المواسم الانتقالية بين الفصول، إذ تنشط التيارات الهوائية وتزداد سرعة الرياح التي تنقل كميات كبيرة من الرمال والأتربة، ومع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تزداد فرص تكون هذه الرياح النشطة، ما يجعل فترات الذروة في شهري مايو ويونيو أكثر عرضة لمثل هذه الظواهر الجوية، التي قد تمتد لساعات أو أحيانًا لأيام، وتؤثر على الحياة اليومية والحركة المرورية ورحلات الطيران والمجالات الزراعية.
وتعد مثل هذه التحذيرات جزءًا من الجهود المبذولة لتعزيز التوعية المجتمعية بمخاطر التقلبات الجوية، والتي تتطلب تجاوبًا من الجهات المختلفة، سواء كانت الجهات الأمنية أو الصحية أو التعليمية، لضمان سلامة المواطنين والحد من الأضرار، ففي كثير من الحالات، يتم تعليق الدراسة حضوريًا وتحويلها إلى التعليم عن بعد في المناطق التي تتعرض لعواصف رملية كثيفة، كما تكثف الإدارات الصحية حملاتها التوعوية لتوزيع الإرشادات اللازمة للوقاية من أضرار الغبار، مثل ارتداء الكمامات والابتعاد عن الأماكن المفتوحة.
وفي السياق ذاته، دعا الباحثون والخبراء إلى أهمية الاستفادة من التطبيقات الذكية والمنصات الرسمية التي تقدم معلومات فورية عن حالة الطقس، لما لها من دور كبير في تنبيه الأفراد مسبقًا، وتمكينهم من اتخاذ قرارات تتناسب مع الوضع المناخي المتوقع، فالتقنيات الحديثة مثل تنبيهات الجوال وتطبيقات الطقس أصبحت وسيلة فعالة للوصول إلى الناس في الوقت المناسب، وهو ما يسهم في تقليل نسب الحوادث المرتبطة بانعدام الرؤية أو سوء التخطيط بسبب الطقس المفاجئ.
وعلى الرغم من أن الرياح المثيرة للغبار تُعد ظاهرة طبيعية معتادة، إلا أن التعامل معها بوعي ومسؤولية يقلل من أثرها، سواء على الصحة العامة أو على مختلف القطاعات، كما أن التوقعات الجوية الدقيقة تعد من أهم الأدوات في هذا الجانب، لأنها تُكن من التخطيط المسبق لأي فعاليات أو أنشطة في الهواء الطلق، وتحسن من قدرة الجهات المسؤولة على التعامل مع الأزمات الجوية الطارئة، سواء من خلال فرق الدفاع المدني أو البلديات أو غيرها من الأجهزة ذات العلاقة.